مرسلة من nor & salam
– العودة إلى مِنى استعداد لدخول أروقة الدنيا ودار الامتحان الكبير:
ثم يتوجه الحجّاج المؤمنون إلى مِنى للإقامة فيها يومين أو ثلاثة من أيام العيد.. وتلك فترة أكلٍ وشربٍ كما يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فيها يتحلّل المؤمنون من ثياب الحج الخاصة، ويرتدون ثيابهم العادية التي سيعيشون بها في دنياهم.. وفيها يأكلون من لحوم ضحاياهم التي أراقوا دماءها لله – عز وجل -، وفيها يتعارفون، ويستعدّون لدخول أبواب الدنيا المختلفة، برفض مناهج الشيطان وتلامذته من الطواغيت المتسلِّطين والأرباب المزيَّفين.. وذلك برجم زعيم الباطل إبليس اللعين، سبعاً.. سبعاً، في كل يومٍ عند العقبات الثلاث.. يرجمونه وهم يصرخون:
(باسم الله، والله أكبر). فيؤكّدون بذلك أن: (باسم الله) نرميكَ ولن نعمل بما توحيه إلينا أو توسوس به أيها الباطل اللعين.. (والله أكبر) منكَ ومن كيدكَ أيها المزيَّف الرجيم!..
بعد ذلك يغادرون إلى مكة ليطوفوا بها طواف الوداع، مؤكّدين عهد الله للعمل الدائب في سبيله.. مودِّعين بيته الحرام ورمزَ توحيده، متوجّهين من جديدٍ إلى بلادهم وديارهم المتناثرة في كل أرجاء المعمورة، حمُاةً لدينه، ودُعاةً لمنهجه، وجنوداً لإعلاء كلمته في كل بلدٍ وركنٍ من بلاد الأرض وأركانها!..
– زيارة مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي بلَّغ الناس دينهم:
إنها المحطة المهمة التي يتوقّف فيها الحاج في ذهابه وإيابه، أو في أحدهما.. فيزور مسجد الرسول الحبيب – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة.. يزور المجاهد الأول الأعظم الذي بلّغ رسالة ربه للناس، وجمعهم عليها، فبلغت ثمار جهده وجهاده أقاصي الأرض، فقضى على كل طاغوتٍ يحكم بغير ما أنزل الله – عز وجل -، وأزاح كلَّ ربٍ مزيَّفٍ يستعبد الناس، ويُذِلّهم، ويمتهن كرامتهم!..
وهناك في مسجده – صلى الله عليه وسلم -.. يجد المؤمن إلى جانبه صاحبيه الحبيبَيْن: أبو بكرٍ وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، والخليفتَيْن الراشدَيْن اللذَيْن سارا على نهجه وخُطاه – عليه الصلاة والسلام -، ونفّذا أوامره وشرعه في الأرض، إلى أن صار الإسلام ظاهراً على كل المناهج البشرية الوضعية الضالة، فاندثر الطغاة مستعبدو الأمم والشعوب، وتحرّر الناسُ بالإسلام في عهدَيْهما – رضي الله عنهما -.. من طواغيت الأرض الضالين المُضِلِّين!..
– العودة إلى الوطن بمغفرةٍ ربانيةٍ وعزيمةٍ لا تلين:
يعود الحجاج المؤمنون إلى أوطانهم المختلفة، وفي طريق عودتهم كلما ارتقوا جبلاً، هتفوا:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له (الهدف)، له المُلْكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير (لا يفلت من حسابه أحد من الخَلْق).. آيبون تائبون (من تقصيرنا الذي مضى)، عابدون ساجدون لربنا حامدون.. صدق الله وعده (وسيصدق حتماً في كل حين).. ونصر عبده (وسينصر عباده دائماً).. وهزم الأحزاب وحده (وسيهزمهم في كل وقتٍ وعصرٍ وحين)!..
خاتمة
إن الحج ليس لقاء أجساد، ولا شراء هدايا، ولا حمل ألقاب، اجعلوا الموسم الجامع فرصة إعداد، وموطن دراسة علية وعملية، ورسم خطة لإنقاذ أنفسكم من طوفان مقبل[28].
إن الحج ليس رحلة ميتة، إن ناسا يذهبون إلى الحج الآن ثم يعودون مكتفين بأن حملوا لقبا، هل درست قضاياهم؟ لا. هل عادوا من موسم الحج بتحالف على محاربة الفساد الداخلي والغزو الخارجي؟ لا. إن الحج ليس عبادة فردية، لا في ديننا ولا في تاريخنا. فيجب أن نعلم ديننا وكفانا جهلا حتى لا نستيقظ على الويل والثبور وعظائم الأمور[29].
وبهذا الفكر السامق والنظر العميق والتفكر الدقيق فهم شيخنا الغزالي يرحمه الله هذه الشعيرة الكبرى، التي جعلها الله تعالى حماية للإسلام أن يندرس، ووقاية للمسلمين أن ينتهوا ويتفتتوا، ومكانا يفيء إليه المسلمون، ويتلاقى فيه المؤمنون، ويعالج فيه المجاهدون مشكلات أمتهم، فيستهدون علاجها من كتاب الله وسنة رسوله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
دعاء عرفات هذا العام
http://youtu.be/1QuDB9WxmEU
مراجع الموضوع
الأستاذ وصفي عاشور علي أبو زيد /الحج في فكر الشيخ محمد الغزالي
محمد بسام يوسف/تأملات إيمانية في الحج وشعائره
nor & salam
الان اثدر استطيع ان اقول لكي بارك الله فيكي وفي عمرك اختي الكريمه على مدى هذه السلسله الكريمه ..
هنيئا لحجاج بيت الحرام ..
والدعاء جميل جدا .. ااااااااااااامين ( حفظ الله الشيخ محمد حسان ) ..
تصحيح:
اثدر = استطيع
إن الحج ليس لقاء أجساد، ولا شراء هدايا، ولا حمل ألقاب، اجعلوا الموسم الجامع فرصة إعداد، وموطن دراسة علية وعملية، ورسم خطة لإنقاذ أنفسكم من طوفان مقبل[28].
———————————
جميل جداً الله يبارك فيكي اخت نور السلام
بسبب كل هذه المقالات الدينية في نورت تسجلت في ندوات لشرح القرآن الكريم شكراً لكل من كتب او نقل مواضيع دينية في نورت
هنيئا لهم الحج وثبتهم الله على طاعته وجزاك الله كل خير يا نور مراسلتنا الجديدة من الحج ,وعقبالنا السنه المقبله انكون كلنا بقلب الحدث مع زوار بيته,
اللهمّ آميين
جزاك الله خير يا اختي نور وجعل هذه السلسلة في ميزان حسناتك ..
بالنسبة لرجم الشيطان .. فالأمر ليس كما يظن البعض أن الرجم يكون بمعناه الحقيقي .. أي وكأن الشيطان موجود في ذلك المكان ويتلقى الحجارة !!
وإنما هو رجم مجازي للشيطان .. فالرجم يكون تقريباً في آخر الحج ..
وهذه اشارة ان الانسان سيبدأ بعد الحج حياة أخرى جديدة .. بدايتها رجم الشيطان والتخلص منه نهائياً .. ليحيا بعد الحج في حياة لا مكان للشيطان فيها ..
شكرا لك اختي نور على الموضوع اكثر من رائع.
انتهى الحج ليبدأ الحجاج حياة جديدة.
ma chailah
http://www.youtube.com/watch?v=ZFYvvY8pBM0&feature=player_detailpage
أجمل رحلة أخذتنا فيها عزيزتي نور مفعمة بالروحانية قربتنا بها ولو قليلا من معرفة كيف ينقطع العبد عن الدنيا ويبقى فيها في كنف خالقه.
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغك ويبلغني ويبلغ سائر المسلمين بيته الحرام ويرزقنا حجه.
الف شكر عزيزتي.
صدقتي يا لبنى نشكرك يا نور على هذه الرحلة الجميلة
ونسأل الله ان نذهب بها في دنيانا حقيقة وعندها نشعر اكثر بكل ما قرآناه
شكرا لك
بارك الله فيكي يا نور وجزاك عنا كل الخير .. سلسلة رائعة كروعة وجودك بيننا .. مشكورة على جهودك اختي
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغك ويبلغني ويبلغ سائر المسلمين بيته الحرام ويرزقنا حجه.
بارك الله فيكي يا نور وجزاك عنا كل الخير .. سلسلة رائعة كروعة وجودك بيننا .. مشكورة على جهودك اختي
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغك ويبلغني ويبلغ سائر المسلمين بيته الحرام ويرزقنا حجه.
copy
سلام
شكرا لكم جميعا على طيب كلامكم، وما استمراريتي في الموضوع إلا بتشجيعكم
جمعنا الله على عرفات جميعا عاجلا غير آجل، وتقبل منا ومنكم