جزائريات يتظاهرن وسط غزة

مرسلة من صديقة نورت imene1114

تواعدت فطيمة “30 عاماً” مع عددٍ من رفيقاتها أن يلبسن اللباس الجزائري التقليدي عصر اليوم التالي، ويتجمعن أمام ساحة الجندي المجهول.. فما كان من صديقاتها إلا وأن يتصلن بكافة أصدقائهن للغرض ذاته.

وعصر اليوم التالي، كانت المفاجأة الرائعة بأن تجمعت مئات الجزائريات من مختلف مدن قطاع غزة في الساحة المشهورة وسط مدينة غزة، مع أطفالهن وأزواجهن. وبدا المشهد، وكأن المظاهرة السلمية ذاتها تقع وسط العاصمة الجزائرية.
محرومين من رؤية أهليهم
فالتظاهرة العفوية التي لم يكن مخطط ومعد لها بشكل جيد، جاءت أجمل ما يكون من نساء تزوجن فلسطينيين في الماضي، وأتين لقطاع غزة ليكملن مشوار حياتهن الذي إرتضينه لأنفسهن.

ففطيمة التي ربطتها علاقة بزوجها الحالي أسامة أبان فترة دراسته في أحد جامعات الجزائر تكللت بالزواج، عاد الشاب مع عروسه ليكونا حياتهما الخاصة، وأنجبت منه ولدين وطفلة، ليعيشا أجمل سنوات عمرهما. بيد أن إشتياقها لرؤية والدتها فاقت كل التصورات بعد قرابة تسعة أعوام قضتهما داخل فلسطين.

الأمر ذاته.. والإشتياق نفسه لرؤية الأهل والأخوات، عند مئات النسوة الجزائريات اللاتي إجتمعن باللباس الجزائري التقليدي الجميل والمميز، فخديجة أو ما يسمونها بالدلع، وهو ما أظنه “خدوجة”، تقول لـ عشرينات “أنتظر سماح إسرائيل لنا بالخروج من قطاع غزة بفارغ الصبر لرؤية والدتي التي تعاني مرضا قد يؤدي إلى وفاتها قبل أن أراها وأشبع عيني برؤيتها”.

ويكاد الدمع ينزل من مقلتيها وهي تتحدث عن حنينها لرؤية مسقط رأسها. وتقول “صحيح أن زوجي لم يشعرني قط بغياب أهلي عني، فهو حنون جدا ولطيف جدا معي، لكن الأمر يتعلق بذكريات الطفولة وأهلي وإخوتي”.
عدو اليوم.. عدو كل يوم
وتقول سيدة كانت تحتضن طفلين لم يتجاوز أكبرهم 5 أعوام، أنني لم أخرج من قطاع غزة منذ يوم دخلته، أي قبل 10 سنوات. وتضيف “إسرائيل منعت خروجنا من قطاع غزة منذ العام 2001م، أي في العام التالي من إنتفاضة الأقصى، فهي كانت تسمح لنا بالخروج، لكنها تقول لن تعودوا مطلقا، وهو الأمر الذي رفضناه بالبتة، فهم يردون أن يفرقوا بيننا وبين أزواجنا وأطفالنا”.

ومع دخول الإنتفاضة الفلسطينية في العام 2000م، توقفت إسرائيل عن إصدار بطاقات “هويات” للفلسطينيين الذي لم يتمكنوا من الحصول على تلك الهوية، وباتوا يفتقدون اليوم لأوراق ثبوتية كالهوية وجواز السفر تمكنهم من السفر للخارج منذ أكثر من عشر سنوات.

وهو ما عانت منه مئات الجزائريات وغيرهن من جنسيات مختلفة تزوجن بشبانٍ فلسطينيين.
روح الأصالة
وبعيداً عن أجواء السياسة توقفت “عشرينات” مع عشرات السيدات الجزائريات الفلسطينيات حول طبيعة وجمال اللبس الجزائري التقليدي الذي زين شارع عمر المختار الذي يتوسطه ساحة الجندي المجهول بجانب المجلس التشريعي الفلسطيني.

وتبتسم إحدى السيدات “كريمة” وهي تفتخر بلبسها الخاص. وتقول “إشتريت عدد من الفساتين الجزائرية الخاصة قبل مجيئي إلى غزة مع زوجي، ومع مناسبات العيد أو إجتماع نسائي جزائري نلبس هذا اللبس الجميل، ليذكرنا بأهلينا ومسقط رأسنا.
مناشدة للرئيسين
وناشدت مئات النساء اللاتي رفعن الأعلام الجزائرية والفلسطينية الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل العاجل لإنهاء معاناتهن في غزة، والسماح لهن بزيارة أهليهن في الجزائر والعودة إلى غزة مرة أخرى.

وبين محاولة هؤلاء النسوة للحصول على أبسط حقوقهن، وهي رؤية ذويهن، بين مماطلة وعنجهية الإحتلال الإسرائيلي، يبقى الأمل يراوح آلاف الشبان الفلسطينيين للخروج إلى دول مختلفة والإلتحاق بجامعاتهم.
و هاد فيديو للحراير الي ما رضيوا يفرطوا باولادهم و ازواجهم و البلد
الي اواهم رغم ظروفه الصعبة…

مع تحيات السفيرة الجزائرية بنورت…ايمان1114