إن تاريخنا الإسلامي مليءٌ بقصص نساء يَعجِز عن أفعالهن -للأسف- كثيرٌ من رجالات اليوم! وليس هذا مجال حديثنا؛ ولكن غايتنا الآن الإبحار في سيرة هؤلاء النسوة، وساعتها لن نجد غرابةً ولا دهشةً من معرفة لماذا تميز أطفال السلف؟، ولماذا تعثَّر أطفال الخلف؟.
ولنبدأ رحلتنا مع امرأة من أهل الجنة شاهدَها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم!
إنها امرأة من أهل الجنة تمشي على الأرض.
يا ألله! فما أروع أن يُبشر رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى إنسانًا بالجنة، فيعيش مطمئنًّا أنه حين يلاقى ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون، سيكون مأواه جنة عرضُها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين!
إنها إحدى نساء الأنصار، بايعت رسول الله فأوفت البيعة، إنها من أوائل من أدرك وأقر أنه “لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله” على وجه البسيطة، إنها صحابية جليلة، قد لا يعرفها ولا يعرف قدْرَها الكثيرون على الرغم مما في سيرتها من عبرةٍ وقدوة.
إنها امرأة تركت زوجها من أجل الإسلام!
أسلمَتْ كغيرها من السابقين عندما سمعت عن دين الحق في يثرب قبل هجرة الرسول، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالكٌ، الذي غضب وثار عندما رجع من سفره وعلم بإسلامها، ولما سمع مالك بن النضر زوجته تُردد بعزيمة أقوى من الصخر: “أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله”، خرج من البيت غاضبًا؛ بل خرج من المدينة كلها؛ لأنها أصبحت أرض إسلام لا مكان لكافر مثله بها، ومات بالشام، ضحت هذه المؤمنة بحياتها الزوجية، وبزوجها، وولدها الوحيد “أنس“؛ من أجل دينها وثباتها على مبدئها، ولم تتردد أو تتراجع!
حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي -صلى الله عليه وسلم- فرحين مستبشرين بمقدَمِه صلى الله عليه وسلم فأقبلت الأفواج لزيارته صلى الله عليه وسلم فخرجت من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار، إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أُتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدُمْك ما بدا لك.
فكان ولدها هذا هو أنس بن مالك الذي اشتهر بخادم رسول الله، الذي لازم الرسول، وتعلم على يده، وروى عنه من الحديث الكثيرَ.
تقدم لخطبتها بعد وفاة زوجها الأول أبو طلحة زيد بن سهل، وكان لا يزال مشركًا، وعرض عليها مهرًا كبيرًا، فترده؛ لأنها لا تتزوج مشركًا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركًا، أمَا تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت؟ فعندما عاود لخطبتها قالت: “يا أبا طلحة، ما مثلك يُرَدُّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم، فذاك مهري، لا أسأل غيره”.
فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فتزوجت منه؛ وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام، وحسُن إسلامه على يد زوجته تلك الصحابية الرائعة.
خرج زوجها أبو طلحة، وترك ولده وولدها مريضًا، فمات الولد في غياب والده، وعندما عاد أبو طلحة سأل عن ابنه المريض، لم تخبره بوفاته! بل تزيَّنت، وقدَّمت له العَشاء، ونال منها ما ينال الرجل من امرأته، وبعدها أخبرتْه بوفاة فِلْذَة كبدها وكبده، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتَهم أهل بيت، فطلبوا عاريتَهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسِب ابنك!
فغضب، وعجب كيف تُمَكِّنه من نفسها، وولدُها ميت؟! وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله النبي باسمًا، وقال: “لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا“. فحملت بولدها عبد الله بن أبي طلحة من كبار التابعين، وكان له عشرة بنين كلُّهم قد ختم القرآن، وكلهم حمل منه العلم!
جاهَدَتْ مع الرسول في غزواته، ففي صحيح مسلم وابن سعد في الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خَنجرًا يومحُنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر. فقالت: يا رسول الله، إن دنا مني مشرك بَقَرْتُ به بطنه! ويقول أنس رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا، فَيَسْقِينَ الْمَاءَ، وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى“.
قال رسول الله عنها: “دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ“.
وقال صلى الله عليه وسلم: “رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ“.
لنرى كيف كانت تضحيتها بزوجها وولدها في سبيل إسلامها، ولنرى حجم تقصيرنا، ولنجبر عيوبنا، قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، فهل نحن فاعلون؟!
تزوجت مالك بن النضر في الجاهلية, وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار, فغضب مالك, وخرج إلى الشام, وثار عليها يتوعدها ويهددهافقال لها : أصبوتِ ؟..
فقالت له: ما صبوت ولكني آمنت …
وجعلت تلقن طفلها الصغير أنس الشهادتين، قل :لا إله إلا الله .. قل :أشهد أن محمداً رسول الله ..
فيعترضها زوجها مالك بقوة :”لا تفسد علي ابني ..” فتقول له :” لا أفسده … بل أعلمه وأهذبه ”
وعندما لم يجد زوجها مالك بن النضر سبيلاً لردها عن دينها الجديد: أعلمها بقراره أنه سوف يخرج مهاجراً دون عودة إلى بلاد الشام، ويهجرها وولدها ..
وقد كان ذلك ، فقد خرج من منزله هائماً على وجهه ،لايدري أي طريق يسلك حتى لقيه أحد أعدائه فقتله. وعندما علمت أم سليم بمقتل زوجها حزنت عليه كثيرأًوقالت : “لاجرم، لا أفطم أنساً حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس”
كنت أعلم قصة موت ولدها و لم تخبر زوجها حتى عاد و ارتاح لكني لم أكن أعلم أنها ”أم أنس بن مالك”’ رضي الله عنها
فعلا كن نساء قويات بجانب نعم الرجال.
موضوع انها اختارت زوجها بناءا على تعاليم الدين درس يجب ان تحتذي به كل فتاة
مقدمة مشوقة
جعله الله في ميزان حسناتك يا نور فأنتي تحسنين انتقاء المواضيع و تأتي بوقتها فيكون لها وقعٌ أكبر
أشكرك أسماء
فعلا عنصر الدين والخلق يكاد يختفي من أولويات الخاطب أو المخطوبةفي هذه الأيام، وحل محله الأمان المادي، ولهذا آلت أسرنا إلى بيوت العنكبوت
حتى اهداءها لابنها كخادم فيه عبرة….سأرجع اليها لاحقا باذن الله
الأولاد يريدون الخروج هههه
تأتي بوقتها فيكون لها وقعٌ أكبر/ ههه يبدو أنك في فترة اختيار…الله يوفقك ان كان كذلك
واخيرا نجحت خاصية الرد معي
بارك الله فيك اخت نور وسلام وجزاكي خير على هالموضوع الجميل
أنا كمان بعرف جزء من قصتها وليس قصتها كاملة …أين نحن من هؤلاء الصحابيات وتضحياتهم وإيمانهم وثباتهم ..ربنا يهدينا جميع وينور طريقنا لما يحبه ويرضاه ويعفوا عنا
شدني في هذه الشخصية الحكيمة اهداءها ابنها لرسول الله (ص)
هو تقرب الى النبي بهدية قيمة نعم، وأقول قيمة فقد كان يكتب وهو ابن عشر سنين، ونادرا ماكان هناك كاتب بين الصحابة.
لكنها بنظرتها الثاقبة أرادت أن تودع ابنها أعظم مدرسة لاتخرج الا العظماء…انها مدرسة محمد، حتى لو كان تحت مسمى الخدمة
وقد كان ذلك، فأنس هو من هو في رواية الأحاديث
فهل نختار لأبنائنا مثل هذه المدارس، يجتمع فيها العلم مع الخلق الحسن
تحضرني قصة صديقة لي أوقفت أولادها من المدرسة لمدة سنة ووضعتهم ملجأ للأيتام يحفظ القرآن، أقاموا فيه اقامة داخلية
تعلموا خلالها الكثير وخاصة نعمة الوالدين
مع أنني كنت من المعارضين للفكرة، لكنني أعترف انه لا يمكن لأي ام أن تفعل ذلك الا اذا كانت على قدر كبيرمن القوة
وفيك بارك الله، سعيدة لمرورك
قصتها سلوى لبعض الامهات ممن فقدن أبناءهن، وعبرة للزوجات في تهوين المصائب على أزواجهن
اضافة لما ذكرته في التعليق السابق
نعم أين نحن منهن، لكني دائما أرى أن تجاربهن كانت تجارب بشرية ولم تكن سهلة كما نعتقد، الفرق بيننا أن هدفهم كان واضحا، رضا الله ورسوله، أما نحن فقد اختلطت علينا الأهداف والأولويات
أقصد نور النجمة هههه
اللهم عاملنا بما انت اهله ..ولا تعاملنا بما نحن اهله
رضي الله عن ام سليم وعن الصحابة اجمعين
جزاك الله خير اختي نور وسلام ..متألقه دائما في مواضيعك وحتى تعليقاتك ..بارك الله فيك وفي علمك ونفع بك..وجعلك ممن يقال لهم” ادخلوها بسلام آمنين”
الله يجازيك بالخير أختي أماني على الدعاء الرائع
جعل الله خيرا مما تقولين وغفر لنا مالا تعلمين
شكرا على مشاركتنا هذه القصة يا نورالأسلام ;)………………….الجزائر
بارك الله فيكِ ياnor&salam على هذا الموضوع الديني القيم….تحياتي
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه اجمعيين
شكرا عزيزتي نور سلام بارك الله بجهودك ومواضيعك المفيدة القيمة
سؤالي هل زوجها مالك توفي غير مسلم
بارك الله فيكم سعاد وكمال وورود
ورود، لا أعرف عن مالك إلا هذا الحديث وظاهره أنه مات على الكفر والله أعلم