كنت بصدد الكتابة عن “حنفي شيخ الصيادين” ، و “حنفي شيخ الصيادين” هو أشهر شخصية في “ماسر” الآن وأمس وعبر تاريخها الحافل بالعديد والعديد من “حنفي شيخ الصيادين” ، كما أن صفقة نورماندي تو ، تو ، تو ، هي عادة الذين يجيدون الصيد في الماء العكرعلي الدوام ، لكن الجديد هذه المرة أن الجنرال “هويلر” الذي سينتشل نورماندي تو ، تو ، تو لـ “القصري” ليبيعها للمغفلين ، بعقال ودشداشة ، وبالرغم أن مصريين كثيرين الآن “بيعرفوا سويسي” ، مع ذلك ، فهي عادةً صفقة رابحة !!
كنت بصدد الكتابة عن “حنفي شيخ الصيادين” حتي أخبرني صديق من أصدقاء طفولتي عبر الهاتف أن “خيري أبو همام” أصبح مرشحاً من بين المرشحين ليغطي التراب آثار تجوالهم في الهامش قريباً ، وقريباً جداً سوف يشمله الصقيع ويختفي كأنه حدث سهواً !!
بكل بساطة ، لقد انضم العم “خيري أبو همام” مؤخراً إلي طوابير مرضي السرطان الطويل كآلآمنا ، وأصبح بالتأكيد الزائد عن الحد قبراً مؤجلاً يلتقط أنفاسه كحجارة وتنبعث من جسده رائحة جثة مؤجلة !!
كان هذا الخبر صادماً لي بشكل خاص ومؤلماً ، فها هو جزء من ذكريات الطفولة يوشك علي الانهيار أو انهار فعلاً ، “خيري أبو همَّام” ، أو خيري أبْهمام” كما تعودنا أن ننطقها ، انهار أو يكاد ، وأمام قسوة هذا الألم لم يمنعني الحياء كما منع الحياء قبلي الشاعر” جرير” أن يعوده علي زوجته الميتة استعبار ، من أن أترك عينيَّ علي سجيتهما ، بل ، بخيالي ، زرت قبره ، والحبيبُ يُزارُ ..
وعلي جميع المبتدئين في الحزن أن يقرأوا حكاية العم ” خيري أبو همام” ..
“خيري أبهمام” ، هكذا كان الجميع ينادونه دائماً دون لقب يمتدح وجوده حين كانوا ينادون الأصغر منه سناً بـ “يا عم” أو “يا خال” ، أنا أيضاً ، لا أتذكر أني ناديته بـ “ياعم خيري” قبل أن أصل إلي المرحلة الجامعية !!
“خيري أبهمام” ، هكذا كنا نناديه حتي قبل أن يكون له ابنٌ يحمل اسم “همام” تزييناً لذكري “همام” الجد ، فـ “همام” المقصود هو أبوه لا ابنه ، وهذه إحدي عادات الجنوب التي من الصعب أن نجد لها تأويلاً ، وهي إحدي عادات البدو أيضاً ..
ولا شك أن لمعني الاسم في الأذهان نصيبٌ من أفكارنا عن حامله ، أنا شخصياً لا أحب اسم “إلهام” بالرغم من أنه يحظي بإعجاب الكثيرن غيري ، لا لشئ سوي أن هذا الاسم يعكس علي الفور في ذاكرتي وجه طفلة تحمل نفس الاسم تسببت لي دون سبب ، بحزمة من أكاذيب مضللة وتسريبات ، في “علقة” أسرية أمطرت في أوجاع طفولتي ..
واسم “خيري” ، ربما لأن “خيري أبو همام” كان أول وعاء لهذا الاسم عرفته ، يعكس في ذاكرتي علي الفور صورة لطفل يلهو في الظلام بجانب مياه رمادية ، جين يلهو الأطفال الآخرون حول جذوع الأشجار ليمسكوا بالفراشات نهاراً..
والمرحوم “خيري أبو همام ” ، أو المرحوم المؤجل “خيري أبو همام” ، والفارق بين اللقبين مجرد شهور قليلة ، وُلِدَ لأسرة ليس لديها أي شئ لتحرسه من زخرف هذه الدنيا سوي السعي وراء خبزها اليوميِّ بمجهودها الخاص ،،
أبٌ يؤجِّر ساعديه في حقول الآخرين مقابل قروش قليلة ، وأمٌّ تؤجر ساعديها أيضاً للقلائل من نساء أثرياء القرية اللاتي يحتجن المساعدة في القيام بشئون بيوتهن ..
يعودان إلي بيتهما ، أو كوخهما ، بمعني أكثر دقة ، في ترتيب لا يختل ، الجدة “تفيدة” أولا ثم الجد “همام” ، قبل أن يتم الليل زحفه علي سماء البلدة بقليل ، و بعد تناول ما يقيم الأود من كسرات خبز وإضافات رخيصة ، وبعد أن يسرق الجد “همام” أحياناً ساعة أو ساعتين من الليل في سهرات الساهرين في البلدة ، يذهبان للبحث وراء التعب عن غصن نومهما أو يمارسان المتعة المجانية الوحيدة بالنسبة لمن يشبهونهم في العجز والأحزان المشتركة، وتلك الجذور البعيدة المنسية ، أقصد الجنس الحلال ..
إذا اختل هذا النظام يوماً أو يومين يصبح الحصول علي الخبز ترفاً ، فالأسرة ، بالرغم من كل شئ ، عزوفة النفس عن أشياء الآخرين ، ولا تقبل الإحسان من أحد أياً كان خارج أسوار العائلة التي تنتمي إليها ، حتي اللجوء إلي هؤلاء لا يحدث إلا إذا اقتضته الضرورة فقط ،،
ولقد ورث عنهما هذا الكنز الذي لا يعرفه بعض الغارقين في الأضواء والثروة ، ابنهما الوحيد “خيري” ، تماماً كما ورث عنهما أمراضهما وشحوبهما !!
لكن ، من يهتم بقراءة سيرة شخص في قامة المرحوم “خيري” ، ولد وعاش وسوف يموت علي الهامش ، ولا يشعر بوجوده أحد ، حتي جيرانه ، فلا هو “جنرال” ، ولا هو “محلل سياسي” ، ولا هو “سما المصري” ، ولا هو يملك تسريبات حتي كـ “عبد الرحيم علي” أحد مؤسسي مصر الحديثة ؟
أنا من جانبي لن أسمح بحدوث هذا ، فهو عندي أهم وأكثر استحقاقاً للاحترام من كل هؤلاء ، وكل هؤلاء وأمثال هؤلاء ضالعون في مأساته ، لذلك ، سأكتب عنه و (ملعون أبو أي كلب فيكي يا “ماسر”) ، بل سوف أستعير لسان الشاعر الجلل “مظفر النواب” وأردد خلفه :
يا أولاد القحبة ، لن أستثني منكم أحداً ..
وسوف أردد خلفه أيضاً :
أقسمتُ بتاريخ الجوع ويوم السُغبة / لن يبقى عربيٌّ واحدْ / إن بقيت حالتنا هذي الحالة / بين حكومات الكَسَبَة !!
وأكثر من هذا سوف أسخر من مأساة العم “خيري” أيضاً ، مع ذلك ، سوف ألمس سيرته لمساً ، فهي سيرة لا يتسع له مجرد مقال ، كما أن بين تجاعيد تلك السيرة ألم لا يطيقه سوي الضالعين في الحزن ..
فلماذا أخاف ، ومما أخاف ولا خير في العيش بعدهم ؟!
لقد تساقط الذين أحبهم ، وداروا ببال طفولتي ، ورماً ورماً ، ولم يتركوا لي سوي غابةٍ من الذكريات ..
ثمة سبب آخر يدفعني للكتابة عنه ، وهو أنني حين أكتب عنه فأنا أكتب عن الغالبية العظمي من المصريين الذين يبذرون أعمارهم في القاع ، صباحاتهم لا تخترع إلا العرق ، وينفقون مساءاتهم في الأحاديث المجانية عن السادة وأبناء السادة وأفراح السادة وموائد السادة ومآتم السادة الذين غرسوا في عقولهم عن عمد ، وجيلاً بعد جيل ، أنهم قاصرون لابد لهم من قائد يتوارون في ظله الكبير ، وأنهم خُلقوا فقط ليكونوا ملح السادة وليذهبوا إلي الصناديق الملوثة ليدلوا بأصواتهم لصالح السادة ، ولينجبوا عبيداً قادمين لأبناء السادة القادمين ، وهذا كل شئ ، وهم من جانبهم ، والدين هنا مدان ، صدقوا بالفعل أن القانون الأنبل للحياة هو أن الناس درجات !!
من السئ أن الطبيعة تجاوزت البخل علي “خيري” وتجاوزت الإسراف فيه إلي اللؤم ، فلقد مات أبوه وهو لم يتخلص بعد من زغب الطفولة ، ووجد نفسه فجأة في هذا العمر المبكر يتيماً يجب عليه للحصول علي الخبز ، الخبز فقط ، أن يستأنف ساعدي أبيه في اختبارات الفأس وأشياء الزراعة ، وهذا ما قد حدث فعلاً !!
قد يكون اليتم درعاً يحمي من البلاهة ، لكنه عادة يحمي الذين لديهم ما يحرسونه ويخافون ضياعه ، لكنه لا يحمي الفارغين ، فماذا لدي هؤلاء لتنشط عقولهم من أجل الحفاظ عليه ؟!!
من الجدير بالذكر ، ومن المثير للدهشة في الوقت نفسه ، أنني فقدت قلوباً ثلاث ، ثلاثتهم توقف ضحية للسرطان ، أحدهم أبي ، وساخر قريتنا الكبير “عصام “، وها هو العم “خيري أبو همام” علي مشارف الجانب الآخر ، ليس هذا موطن الدهشة علي كل حال ، إنما لأن ثلاثتهم وحيدو آبائهم ، وثلاثتهم مات آباؤهم وهم في عمر مبكر!!
إذاً ، لقد نفض الولد “خيري” زهرة الأطفال قبل مواسم الطفولة ، ثم تسلل إلي مرحلة الشباب ، وحين بدا أنه تجاوز مأساة موت أبيه ، فجأة ماتت الجدة “تفيدة” ، أمه ، وكان موتها حدثاً لا يزال يحظي بركن في أحاديث القرية ، لا لأن موتها كان حدثاً في ذاته ، ومتي نبه موت الفقراء أحزان أحد ؟!
كان موتها حدثاً لأنها كانت صاحبة أول نعش حمله المشيعون من قريتنا إلي “الجبانة” التي يقتضي الوصول إليها السير علي الأقدام عدة كيلو مترات ،
لأول مرة في سيارة ، لتصبح بعدها وربما للأبد عادة !!
بكي الشاب “خيري” يومها بكاءاً مضاعفاً ، إذ أصبح المصاب مضاعفاً ، موت أمه وخراب بيته كما كانت تقول له النساء يومئذ بلهجة الغربان :
– يا خراب بيتك يا وليدي !!
والمصاب الأكبر هو حملها إلي مثواها الأخير في سيارة ، واحتج ، ثم انفعل وهو يبكي بعيون حقيقية إذ ظنهم بالفعل يسخرون من فقيدته :
– يعني عشان مرة غلبانة تودوها ف عربية ، طول عمري عنعزَّم ميتينكم ماشي علي رجليا يا مبخنسين ، قوموا من قدام بيتنا ومجدش ليه دعوة بالمرحومة ، أنا هنشيلها علي كتفي لحد الجبانة وحدي ، قوموا !!
ثم حدث أن تزاحم حوله بعض العقلاء وأقنعوه بأن هذا شئ عادي يحدث في بلاد أخري ، وشهد شاهد من نجع مجاور اشتهر بحرصه علي تشييع الجنائز في قريتنا وفي كل القري المجاورة رغبة منه في ثواب الآخرة ، أن هذا حدث في نجعهم منذ أيام قلائل ، وأقسم بالبخاري عدة مرات للتأكيد علي صدقه ، فرضخ أخيراً وهدأت نفسه وهو يقول للشاهد في لهجة تحذير يشوبها التوتر :
– أديك حلفت بالبخاري وإنتا وربنا هتتقابل !!
خيام مفتوحة للريح من كل جانب ، والإحساس باليتم عرف دارج يستحوذ علي القلوب وينتشر حتي في لهجة اليتيم دون قصد منه ، لذلك ، كانت الجملة المشهورة التي تتدفق من فم العم “خيري” عالية أخاذة ، كلما طرب أو استغرب أو اندهش أو غضب هي :
– يبي يبي يبي يبي !!
وهذه الجملة نداء واضح لأبيه يصدر من أعماقه كطلقات مباشرة ، هو علي كل حال أحسن حالاً من “أحمد أبو فرج الله” ، الذي ارتاح كلما اندهش أو انبهر أو فرح أو غضب إلي كلمة “أحححححححح” ، وهو أحسن حالاً ، وبكثير ، من الجد “جاد الكريم” ، جد “أحمد أبو فرج الله” ،،
وأشهر ما تركه الجد “جاد الكريم” من إرث هي تلك العادة الغريبة التي اعتادها ، إذ كان يبدأ أي حكاية من حكاياته التي لا تنتهي من النهاية ثم يبدأ ، أي يحرق الحكاية ، ويوم اشتري نصف الفدان الذي كان يستأجره من مالكه المسيحيِّ ، ظل يدور علي كل حلقات الساهرين في ليل الدومة ، وقبل أن يصل كل حلقة بعدة أمتار يقول بصوت يحرص أن يسمعه كل الجالسين :
– وكتبنا العقد !!
ثم يجلس ليبدأ الحكاية من البداية ..
لم يفطن الجد “جاد الكريم” أبداً إلي أهمية الإثارة والتشويق في نيل رضا السامعين والاستحواذ علي آذانهم ، ويبدو أن هذا طبعٌ فيه وُلِد به لا مجرد أسلوب يميزه ، فلو كان عدم الاهتمام بالإثارة والتشويق أسلوباً لتخلي عنه في موطن لا مكان للأساليب فيه ، أقصد الموت ، فلقد كان موته أيضاً خالياً من الإثارة والتشويق ، لم يمت كغيره في مقهي أو في سوق أو معركة ، ولا مات فجأة ، بل قبل أن يموت “قعد عيان 8 سنين” !!
لقد تضاعفت أعباء العم “خيري” بعد موت أمه ، إذ أصبح من بين مهامه ، بالإضافة إلي عمله في الحقول ، أن يكنس البيت كل صباح ويطعم الطيور ويعد طعامه بنفسه ويخبز خبزه ، وأقسم علي هذا ، كان يخبز الخبز بنفسه !!
وكان لدي النساء من أقاربه رغبة في مد يد المساعدة لولا أنه شاب يعيش بمفرده من السهل أن تُرجم بالتهم كل امرأة ، حتي المتقدمات في العمر ، تتردد علي بيت هذا شأنه وإن زوراً ،،
وكثيراً ما كان النساء في معاركهن الصغيرة يتقولن علي بعضهن زوراَ ، وكنا نحن الصغار أثناء هذه المعارك الكلامية التي تدور رحاها في الشوارع عادة ، نحظي بلحظات بهيجة من المتعة المجانية ، وتتملكنا الرغبة في أن يتطور الأمر من مجرد خوض في الأعراض إلي التماسك بالأيدي والأسنان !!
نصحه الكثيرون بالبحث عن زوجة تتدبر أمر بيته ، ويستطيع أن يفجر رغباته الآمنة في جسدها ، وكلف البعض امرأة بتزويجه من إحدي بنات القرية ، دارت علي كل بيوت القرية التي تعرف أنها تستر بنات مرشحات للزواج تزين سيرته ، هو وحيد مثله لن يدخل الجيش ، ولديه بيت ، وليس لديه أم ، كأن هذه ميزة ، وخابت لسبب ما كل مساعيها ،،
ثم عثر ، أثناء جلسة لبيع “بقرة” علي زوجته التي ستتدبر أمر بيته ، وتشاركه أيضاً في صنع سلالته القادمة ..
ففيما بدا أنه قد اطلع من آخرين علي رغبته في الزواج ، انتحي به جانباً “المكَّاس” في صفقة بيع البقرة ، وهو الوسيط بين البائع والمشتري ، وأسر له أن لديه بنتاً في سن الزواج لن يجد لها خيراً منه ، وهو سوف يكون في انتظاره ليراها هذا المساء إذا رغب هو في صهره ، وذهب بالفعل إلي صهره القادم في بلدته المجاورة ، وحدث !!
الحلوة ، هذا اسمها ، وهذا طبعها أيضاً ، تلك الطيبة ، لم يحدث أن سمع أحد ايقاعات صوتها الحادة أبداً ، ولا أساءت إلي أحد منذ مجيئها إلي قريتنا وحتي موتها الردئ في شرخ شبابها جراء مرض غامض !!
رأيت هذه المرأة الطيبة كثيراً ، لكن صورتها المختزنة في ذاكرتي بهتت الآن تماماً ، وملامح وجهها ذابت أو تكاد ، لولا أن وجه ابنها الأكبر “علاء” يحمل الكثير من ملامحها ، كما سطا “همام” علي كل ملامح أبيه ، وتماهت ملامح الأبوين بنسب متساوية في ملامح “حسن” و “حماد” و “صباح” !!
ماتت “الحلوة” فأعدَّ العم “خيري أبو همام” للشتاء احتفالاً صاخباً ، ورفض أن يتزوج من بعدها ، بل كان لا يسمح لأحد أياً كان بالدوران حول هذا الأمر ، وعاد سيرته الأولي لكن بأعباء أكبر هذه المرة ، كان عليه أن يتدبر كل شئون “خمسة” أطفال لم يتجاوز أكبرهم الثامنة من عمره !!
لكن الحياة كالموج تتواصل بطريقة أو بأخري ، وهي ليست قاسية إلا علي الذين لا يفهمون طباع الموج ، وحدث كثيراً أن قلب الموج قارب أحدهم ، لكن علمه في نفس الوقت أن يسير بالقارب مقلوباً حتي يصل إلي الساحل !!
تغيرت ألوان الجدران ، وفقدت النجوم الأليفة وضوحها ، وكبر الأولاد ، بل أحرز بعضهم شهادات متوسطة ، وأصبح بمقدور “صباح” أن تدير شئون البيت ، ورفض الأولاد أن يحرسوا تراث القبيلة الفاشل ، شرق وغرب تجد عن معرضٍ بدلاً ، فالدنيا ليست مصر فقط ، لذلك ، كالكثيرين ، سافر “علاء” منذ شهور قليلة سعياً وراء الرزق إلي “السعودية” ، وسافر “حسن” و “حماد” و “همام” إلي ليبيا بعده أسابيع ، بلاد الله لخلق الله !!
ظن الناس في قريتي أن “خيري أبو همام” وصل أخيراً إلي الساحل ونجا ، وهنا ، هنا تحديداً ، خرج الورم من شِقٍّ ما من شقوق الحياة ليسكن الرجل مباشرة ، وسوف يترهل داخله حتي يتلاشي ، ويذوب في مسافات السفر الواسعة ..
تراني كم من الشهور أحتاج لترميم هذا الجرح الجديد ؟!