مرسلة من Hind

دبي – نهى عمر
“طوال 18 سنة كان الرئيس فقط زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية”. هكذا عاشت تحية كاظم زوجة الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، مغمورة وماتت مغمورة.

المصريون في معظمهم يتفقون على أن “لقب السيدة الأولى” أفسد رئيسي جمهوريتهم بعد رحيل عبدالناصر، فقد كان أحد أسباب مقتل الرئيس الراحل أنور السادات في حادث المنصة، وسبب رئيس في خلع الرئيس السابق حسني مبارك بواسطة ثورة شعبية، لأنه جعل من الزوجة التي حملت هذا اللقب المستحدث على الثقافة المصرية، رئيساً مكرراً يشارك أو يصنع القرارات، وهكذا اتهمت كل من جيهان السادات وسوزان مبارك، وإن كانت الأخيرة متهمة بشكل مباشر في إغراء زوجها بملف توريث الحكم لنجلهما “جمال” وباتهامات بالفساد السياسي والاقتصادي.

ذكريات عن حياة الظل

تحية كاظم وعبدالناصر
تحية كاظم وعبدالناصر
تحية عبدالناصر قبعت في الظل بجانب الكاريزما الطاغية لزوجها، ظلت مثار احترام خصومه وأعدائه، بمن فيهم قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين زجّ بهم في السجون ولم يخرجوا إلا بعد رحيله. وأخيراً أصدرت لها “دار الشروق” مذكراتها كزوجة للرئيس بعنوان “ذكريات معه”، وهي عبارة عن كتابات كانت تخطها في مذكراته بشكل يومي أثناء حياته، ثم قامت ابنته الدكتورة هدى عبدالناصر بنشرها على حلقات في صحيفة “الشروق الجديد”.

تتناول مذكرات تحية كاظم الحياة البسيطة التي عاشتها مع زوجها من خلال 136 صفحة، إضافة إلى 110 صفحات عبارة عن صور له في مراحل متفرقة من حياته حتى وفاته في 28 سبتمبر/أيلول 1970.

وتشغل فترة رئاسته الجانب الأكبر منها، غير أنه ومن بين عشرات الصور لعبدالناصر، في مصر وخارجها، لا توجد صور رسمية لزوجته، باستثناء صورة واحدة بصحبة زوجة رئيس زائر وكتب تحتها “تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار”، حسب صحيفة دار الحياة السعودية.

عبد الناصر في صورة عائلية
عبد الناصر في صورة عائلية
ورغم ذلك هناك صورة أخرى شهيرة تجمعها وزوجها مع الرئيس جوزيف بروز تيتو الرئيس الأسبق ليوغسلافيا، التقطت في مدينة أسوان بجنوب مصر التي أقام فيها عبدالناصر مشروعه الكبير “السد العالي”. ويبدو أن تلك الصورة لم تضمها المذكرات.

وأكدت تحية في سيرتها أنها حاولت ثلاث مرات أن تكتب مذكراتها، إلا أنها كانت تتوقف في كل مرة وتقوم بالتخلص من كل ما كتبت بالرغم من تشجيع زوجها لها، مضيفة أنها فكرت في الأمر للمرة الأولى حين كان زوجها “في سوريا أيام الوحدة في عام 1959″، وواظبت على الكتابة نحو ثلاث سنوات وكان هو يرحب بذلك، إلا أنها غيرت رأيها في ما بعد، “وتخلصت مما كتبت وأخبرت الرئيس فتأسف”، وقال لها: “افعلي ما يريحك”.

وتسجل أنها بدأت الكتابة مرة أخرى في عام 1972، لكنها لم تحتمل وتوقفت عن الكتابة وتخلصت مما كتبت. ثم رأت أن تكتب في الذكرى الثالثة لوفاة زوجها، وكان أصغر أبنائها (عبدالحكيم) طالباً في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وهو الذي ألحّ عليها أن تكتب ليعرف كل شيء عن أبيه.

تحية: كلمة وزير كانت تدهشني

عبد الناصر ليلة زفافه
عبد الناصر ليلة زفافه
ويظهر “ذكريات معه” بساطة تحية وحفاظها على نمط حياة طبيعية لها ولأبنائها، وتكتب بعفوية عن دهشتها حين كانت تجيب على هاتف المنزل “وكنت أسمع كلمة وزير، ولم أعتد سماعها، إذ كيف يتحدث وزير ويطلب بيتنا في التليفون!”. أما المكالمة التي سعدت بها تحية فكانت من أم كلثوم التي قابلت عبدالناصر وطلبت أن تزور زوجته.

وتتحدث تحية عبدالناصر عن الجانب الإنساني لزوجها. فمثلاً في عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان، ودعا ملكها عبدالناصر إلى حفلة عشاء ضروري فيها ارتداء ملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبدالناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة تحت طائلة إلغاء اللقاء، فردّ الملك بأنه يرحب بحضور عبدالناصر وينتظر زيارته “فالمهم أن يزور اليونان”.

وخلال الزيارة، على ما تكتب تحية، “وقفت الملكة بجوار الرئيس عبدالناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره، فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟! قال لها: إنني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنكليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك”.

وتقول تحية إن زوجها لم يكن يحب البذخ والترف، ولم يرَ ضرورة لأن تصاحبه في سفره، باعتبار ذلك “رفاهية لا يرضى بها”. وتشير إلى أنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها، وسلمها للدولة، ولم يترك بعد رحيله إلا السيارة “الأوستن” السوداء التي اشتراها عام 1949.

وتضيف أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت لها صديقة، وهي ابنة سفير، ساعة مرصعة، فلم يقبلها عبدالناصر وحضّ هدى على أن تكتب لصديقتها خطاب اعتذار رقيقاً

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

  1. وتقول تحية إن زوجها لم يكن يحب البذخ والترف،
    —————————

    كان متفرغ علناً للخطابات العنتريه اللي جابت منخارو الأرض وفي الخفاء بلطجه واعتقالات وتعذيب في السجون

  2. الله يرحمك يا عبد الناصر عاش مناضل كل همه مصر ومات وهونظيف لم يدخل ذمته قرش من الرئاسة
    بدي قول لمنتقدي عبد الناصرقبل الهجوم عليه أن يقرؤوا تاريخ الرجل جيدا ومن مصادر صحيحة ليعرفوا أن هذا الرجل كان زعيم بحق كسب احترام اعدائه قبل احبابه ليه اخطاء فهو بشر وليس إله ولكن أعماله الحسنة فاقت بمراحل سيئاته

    1. وأنا أدعوكِ لقراءة كتاب البوابه السوداء لتعرفي تاريخه الأسود
      و أيضاً كتاب قصة أيامي ( مذكرات الشيخ كشك )

  3. “جماعة الإخوان المسلمين الذين زجّ بهم في السجون ولم يخرجوا إلا بعد رحيله” و يتهمونهم الآن بانهم انتهازيون و انهم سرقوا الثورة او ما شابه و كانهم كانوا نايمين في العسل كل الانظمة ابتداأ من ج ع الناصر حاصرتهم و زجتهم في المعتقلات و السجون مع التعذيب

  4. النظيف يظل نظيف مهما حاولت تشويه سيرته والأوساخ لن يقدر أحد على تنظيف سيرتهم مهما فعلت

  5. اي -” الله لا يصبحك الا بكل الخير مراحب يا ارقى ثورجية من الشام هههه ” الشعب يريد اسقاط النظام ” ولعيونك =__*

  6. هلأ بيطلعلك ,,,,,, بلا مانجيب سيرته بيجي بينط ادامنا
    وهي لعيونك احلى غمزة *_°

  7. ما حبيـــــــــــــــت منك يا مراحب مين هاد اللي يطلعلي ؟؟؟؟ انا ما بخاف الا من ربي خالقي ومولاي وما بحسب حساب بشر ” بعرفك قوية شو بكي هههه ؟

  8. لكل من قال انو جمال عبد الناصر رجل شريف هدا الفديو يعرفكم كيف حرض على قتل المغفور له بادن الله الملك فاروق ملك مصر والسودان على يد القاتل ابراهيم البغدادي
    http://youtu.be/rFVn0y7tNeY

  9. النظيف يظل نظيف مهما حاولت تشويه سيرته والأوساخ لن يقدر أحد على تنظيف سيرتهم مهما فعلت.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *