“ما في شي بحمص”! جملة تعني، بالنسبة لقائلها، أن دماء الناس في حمص ليست ذات أهمية تذكر، فليقتل نظام بشار الأسد ما شاء له القتل. ليس ثمة ما يستدعي منا التفكير لحظة واحدة في طبيعة موقفنا واصطفافاتنا.

صاحب عبارة “ما في شي بحمص” هو الذي يحلو له تكرار لازمة “انتصار الدم على السيف”. في حمص ثمة سيف ودم أيضا. هل يعتقد صاحب العبارة النافية أن الدم طبقات، بعضه عزيز ومنيع ومنتصر وبعضه منذور للإراقة من دون حساب؟ هذا ضرب من التمييز لم يسبق له مثيل.

“ما في شي بحمص”. عبارة يبدو أنها تأخرت كثيرا قبل أن يطلقها من أطلقها. يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خرج نائب رئيس الجمهورية العربية السورية من اجتماعه مع مبعوث دولي ليطلق تصريحا مطابقا: “لقد حدث انفجار في لبنان أودى بحياة بعض الأشخاص”. تصريح هو المرادف التام والكامل لعبارة “ما في شي بحمص”. وعلى النحو نفسه، يبدو أن هذا الذي اسمه “ما في شي” سيجبر أهل السيف على التراجع والهزيمة، مرة أخرى.

“ما في شي بحمص”، تخالف، كعبارة أيضا، مقال مندوب سوريا في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري. ادعى السفير المزمن أن ثمة عصابات في حمص تقتل الناس ورجال الأمن، تحدث عن ألغام تزن قرابة الأربعين كيلوغراما يفجرها “الإرهابيون” في المباني التي يدخلها جنود الجيش النظامي. والدمار الذي تنتشر صوره من حمص هو بسبب هذه الألغام. لن نسأل السيد الجعفري من أعطاه هذه المعلومات الانفجارية الفذة؟ ومن أسرّ له بقول مثل هذه الأقوال التي لا تصرف على بطنها أو على ظهرها.

هذا أمر من اختصاص نظام بشار الأسد الذي لا يأبه أصلا بالحقائق. بالمناسبة: لماذا لم تكشف المخابرات الجوية السورية هويات منفذي تفجيرات دمشق وحلب “الإرهابية” حتى الآن؟ الجواب معلوم لمن يريد أن يعلم. إنما يجدر بنا أن نسأل السيد الجعفري عن تفصيل صغير: ما دام يقر أن صور المباني المهدمة صحيحة، فهل له أن ينورنا عن الأسباب التي جعلت سقوف البيوت في حمص وجدرانها تعج بالفجوات؟ أهذه أيضا ألغام زرعها الإرهابيون لقتل جنود النظام؟ أم أنها فقط مثابة فتحات تهوئة طبيعية انشأها أهل حمص لتهوية بيوتهم؟

“ما في شي بحمص”. النظام السوري يقول: “في شي بحمص ونص”. من أين أتى لقائد المقاومة هذا اليقين؟ إنه يقين من يريد أن يقول بطريقة أخرى، فليمت من يمت، وليتعذب من يتعذب. الظلم والجور الواضحان للعيان، لن يغيرا مواقفنا الثابتة في مناصرة الظالم والجائر، وفي الدفاع عن القاتل ضد القتيل.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. لا تقلق يا عمر ، هل تعتقد أنهم سيعودون للعيش كما كانوا في العشرة أعوام الماضية ، لا والذي بيده كل شيء إنهم ليحاسبون أشد الحساب وليعلموا أن ما فرحوا به يكفيهم وحان الوقت ليعرف كل ذو قدر قدره .

  2. رجلك وحذائك يا نصرالله اشرف من الحكام العرب الخونة التابعين للجزمة الاميركية

  3. قاتل الله نصر الشيطان عميل إيران محتل لبنان المختبئ تحت الارض كالجرذان

  4. نصرالله بيهدد قوى 14 اذار بيقولهم مابتقدرو تعملو اشي يتكلم بلغه السلاح والقوه على الارض والدم ويلعب على وتر الطائفيه كان الله في عون شعب لبنان

  5. لغة كلاب بثار واحذيته المهترئة لا يتكلمون الا بالاحذية ورفع الاصابع عجبييييييييييييييييي.

  6. للأسف ظهر للجميع أن حزب الله لم يعد صاحب مبدأ ، كل ما كان ينادي به أصبح شعارات جوفاء. هذا جلي حتى بنوعية الشباب الذي يضمها إلى صفوفه مؤخراً. يبدو أنه أصبح يتكل على العدد والعتاد (السوري) أكثر من اتكاله على الله. ومن هنا موقفه من الأحداث في سورية. ولكن شتان بين موقفك هذا يا نصرالله وموقف الحسين,رضي الله عنه, في وقته ، فأنت اليوم تناصر الطاغوت من أجل مجد في هذه الدنيا. سنرى من الذي يعز ، الله أم بشار

  7. حينما وصف الله المؤمنين بانه رضي الله عنهم بانهم حزب الله 0يعني انهم هم المؤمنين الصادقين الذين لا يغدرون ولا يقتلون ولا يساعدون القاتل بقوله صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما اي ان تمنعه عن ظلمه 0ولكن ما يفعله هذا الحزب هو مساعدة الظالم على القتل لان اسياده الملالي طلبوا منه ذلك 0والحقيقة اننا خدعنا به يوم دمرت اسراءيل لبنان بفضل عمله الذي قال انه ندم على عمله حينما خطف الحنديين معناه انه كان كلاما فارغا للاستهلاك المحلي وانه كان امرا من ايران لتخريب البلد ولمساعدة الحزب على التسلط في البلد 0وها هي الضاحية ملاءى بالتسلط والخوة وفقدان الامن في هذه الدويلة التي يشكو سكانها من الفوضى الحزبية 0فهل هذا هو الحزب المنضبط 0

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *