“عالم فيراري أبو ظبي” تحت السقف الأيقوني الأحمر مدينة إثارة وخيال مستوحاة من السيارة الإيطالية

بعدما همدت امارة دبي اثر ازمتها المالية العام الماضي وتوقفت موجة الازدهار العقاري فيها، انتقلت فورة البناء و”الانجازات العمرانية” وتسجيل الارقام القياسية الى اختها الكبرى امارة ابو ظبي التي تجمع بين السلطة والثروة. وبينما سعت دبي الى الاتفاق مع مقرضيها على سبل اعادة هيكلة ديون “شركة دبي العالمية” المملوكة للدولة والبالغة 26 مليار دولار بعدما اوشكت ان تغرق اقتصادها، انفقت ابوظبي مليارات لتنويع مواردها الاقتصادية بعيدا عن النفط وتطوير قطاعات الصناعة والعقارات والتمويل. وسعت الى منافسة دبي سياحيا بمحاولة

زيادة عدد زوارها السياحيين سنويا بنسبة 15 في المئة للوصول الى 2,3 مليوني سائح في حلول نهاية السنة 2012.
فبعد تشييد قصر المؤتمرات المهيب في وسط المدينة قبل سنوات وغيره الكثير من المرافق السياحية، سجلت الاسبوع الماضي حدثا فريدا على المستوى العالمي بافتتاح حديقة “عالم فيراري” المغلقة التي شيدت فوق جزيرة ياس قبالة مدينة ابو ظبي وتولت بناءها “شركة الدار العقارية” بكلفة بلغت 40 مليار دولار، على ان تستضيف الحديقة ما يصل الى عشرة آلاف زائر يوميا.
ومدينة “عالم فيراري أبوظبي”، هي في اختصار مدينة ألعاب ومرافق ترفيهية فريدة، صممت لتجسد قصصاً مستوحاة من تاريخ فيراري للسيارات بأسلوب يروق للعائلات وللهواة والمشجعين من مختلف الأعمار والاهتمامات. وستضمّ مدينة “عالم فيراري أبوظبي”، أكثر من 20 لعبة ومرفقاً ترفيهياً تحت سقفها الأيقوني الأحمر الممتدّ على مساحة 200 ألف متر مربع، يتمتع من خلالها رواد المدينة بأفضل تجربة ترفيهية حسية على الإطلاق، من خلال ألعاب الإثارة الأكثر تطوراً في العالم، والمناظر الداخلية الأخاذة، وكل المؤثرات الحسية ذات الطابع الإيطالي الأصيل والمنتشرة في أرجاء المدينة.
وتتضمّن المرافق المتطورة جولة “سحر السرعة”، وهي مغامرة رباعية الأبعاد في العالم الخيالي لسائق سباقات السرعة عبر بيئات خلابة تتنوع من أعماق الغابات إلى الكهوف الجليدية والوديان. ويمكن الضيوف الانطلاق بسرعة غير مسبوقة على متن مركبات أفعوانية “فورمولا روسا”، هي الأسرع في العالم بسرعة تصل إلى 240 كيلو متراً في الساعة في أقل من خمس ثوان.
وينظم “عالم فيراري أبوظبي” جولة في مصنع فيراري الشهير في مدينة مارانيلّو الإيطالية التي تتيح للزوار الاطلاع على مراحل إنتاج السيارة وهم في أبوظبي، كما يمكن للضيوف التمتع بمعالم إيطاليا الشهيرة ومناظر ريفها الخلابة على متن رحلة جوية افتراضية من خلال جولة “في سماء إيطاليا”.
كما تضم “جي فورس” وهي لعبة تتحدّى الجاذبية بإطلاق راكبيها من محبي الإثارة بسرعة هائلة عبر سقف القاعة إلى ارتفاع 62 متراً لتعود بهم إلى القاعدة بعد وقفة قصيرة لالتقاط الأنفاس، وتحدّي “سكودريا” وهي أجهزة محاكاة السباق فائقة التطور، مماثلة لتلك التي يستخدمها فريق “سكوديريا” لأغراض التدريب، وتحدّي “فيورانو جي. تي” وهي أفعوانية مزدوجة فريدة تتسابق فيها عربتان مكونتان من سيارات فيراري طراز “إف 430″ في مسارات دائرية ومنعطفات حادة في تحدٍّ لبلوغ خط النهاية، وسحر إيطاليا وهي نموذج مصغَّر لأشهر المعالم الإيطالية، من مدينة بورتوفينو الساحرة وساحل أمالفي وحلبة سباق مونزا الشهيرة ومدرَّج الكولوسيوم في روما وصولاً إلى البندقية ومدينة مارانيلّو، موطن فيراري، و”بادوك” وهي نموذج طبق الأصل لمركز الإدارة والصيانة المتنقل لفريق فيراري خلال سباقات “الفورمولا -1″، بما في ذلك معدات النقل ومرأب الصيانة وأجنحة الضيافة الملحقة بها، إلى عروض تفاعلية تتيح لهواة ومشجعي فيراري خوض تجربة واقعية كجزء من فريق الصيانة في كواليس سباق الجائزة الكبرى.
كما تضم المدينة “غاليريا فيراري” وهي أضخم معارض فيراري خارج مدينة مارانيلّو، ويعرض عدداً من سيارات فيراري الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف أنحاء العالم، وسباق الجائزة الكبرى للناشئين.
“عالم فيراري ابو ظبي” هو أكبر مدينة ملاهي تقام داخل مبنى مغلق في العالم، وصمم شكلها الخارجي على طراز شعار سيارة “فيراري جي تي” الكلاسيكية، ويتميز السقف بلونه الأحمر الكلاسيكي (سمة شركة فيراري)، ويتوسطه شعار الحصان الشهير “سكويدرا فيراري” الأكبر في العالم بمحيط يبلغ 66 متراً.
واستغرق إنشاء الهيكل الخارجي لمدينة الالعاب هذه 14 شهراً وبلغ عدد العمال الذين عملوا في المشروع أكثر من 4,500 عامل يومياً.
ومن القطار الافعواني الاسرع في العالم، يمكن الزائر ان يطل على مضمار سباق ابو ظبي للفورمولا -1 حيث من المقرر ان تقام النسخة الثانية من سباق جائزة ابوظبي الكبرى للسيارات بعد اسبوعين وهو من الاحداث التي تجتذب اعدادا كبيرة من الهواة.
وبالقرب من ياس قبالة ساحل ابوظبي جزيرة السعديات تعد لتكون مشروعاً عقارياً ثقافياً حيث بدأ العمل بتشييد مجمع فني ثقافي ضخم بتكلفة 27 مليار دولار من المقرر ان يضم نموذجين لمتحف اللوفر في باريس ومتحف غوغنهايم في نيويورك.