ختام “القاهرة السينمائي” يتحول لتظاهرة غضب ضد الجزائر

تحول حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والثلاثين إلى ما يشبه المظاهرة السياسية؛ حيث شنَّ العديد من النجوم المصريين هجومًا عنيفًا على الجزائر ردًّا على ما وصفوه بالاعتداءات التي تعرض لها المشجعون المصريين على يد أنصار “الخضر” في الخرطوم.

وبدا التلميح للمشكلة ظاهرًا في كلمة الدكتور عزت أبو عوف -رئيس المهرجان- والذي نوّه إلى مكانة مصر واتصافها “بالتسامح والكبرياء وأنها ستظل أم الدنيا”.. فتعالت هتافات الجمهور “تحيا مصر”.

وأضاف أبو عوف “يا مصر يا بلدنا الحبيب، روحك طول عمرها فيها أصالة كبيرة، كلها خير وعطاء وتسامح وكبرياء وإبداع وجمال، وروحك وناسك دول هايخلوكي طول عمرك “أم الدنيا” غصبًا عن أي حد جاحد أو ناكر”.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ازداد الحفل سخونةً عقب إعلان الممثل المصري فتحي عبد الوهاب عن إهداء جائزة أفضل ممثل -التي حصل عليها مناصفةً مع ممثل هندي- إلى المنتخب المصري وجماهير كرة القدم في المصرية.

وأضاف عبد الوهاب قائلاً “أوجه حديثي للمنتخب المصري لكرة القدم، وللجماهير المصرية التي ذهبت إلى الخرطوم وأقول لهم قدر ولطف”، لتعلو هتافات الحضور”تحيا مصر” داخل القاعة.

ولم يمر الحفل دون عددٍ من الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الفنانون على السجادة الحمراء عقب انتهاء الحفل، وشارك فيها الفنان مجدي كامل، الذي قدم شخصية الزعيم جمال عبد الناصر في المسلسل التلفزيوني الذي حمل الاسم نفسه، وقام بترديد هتافات مع الفنانين المشاركين وبينهم صابرين وفيفي عبده وفتحي عبد الوهاب ورامي وحيد وشادي شامل وميسرة.

وكان أبرز الهتافات التي رددها المحتجون هي “تحيا مصر”، و”كله إلا كرامة المصري”، إضافةً إلى أدائهم لأغاني “بلادي.. بلادي.. بلادي.. لكِ حبي وفؤادي” و”يا أغلى اسم في الوجود.. يا مصر” وهي الأغاني التي ازدادت حدتها، خاصةً بعد محاولة الأمن فضّ ذلك التجمهر.

رسالة إلى جاكوب

وفيما يتعلق بجوائز المهرجان فقد فاز الفيلم الفنلندي “رسالة إلى الأب جاكوب” بجائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، كما نال جائزة أفضل سيناريو لمخرجه وكاتبه كلاوس هارو.

وتقاسم الفنان المصري فتحي عبد الوهاب جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “عصافير النيل” مع الممثل الهندي “سوبرات دوتا” عن دوره في فيلم “مادهولال لا يزال يسير”، فيما استأثرت الفنانة البولندية “كارولينا بيكوتا” بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “الشظايا”.

وفي مسابقة الأفلام العربية والمقرر لها جائزتان هما أفضل فيلم وأفضل سيناريو، فقد قررت لجنة التحكيم برئاسة الفنان يحيى الفخراني أن يذهبا للفيلم الفلسطيني “أمريكا” لمخرجته شيرين دعبس، فيما حصد الفيلم المصري “هليوبوليس” وبطله خالد أبو النجا شهادة تقدير لصدق وتلقائية موضوع الفيلم، وفاز الفيلم السوري “الليل الطويل” لمخرجه حاتم علي بشهادة أخرى وتسلمها الفنان السوري جمال سليمان.

وفاز الفيلم الفرنسي “القنفد” لمخرجته منى قشاش بجائزة الهرم الفضي، لتكون الجائزة الثالثة لنفس الفيلم بعد حصوله على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد، وجائزة أفضل مخرج.

وحصدت السينما الهندية ثلاث جوائز باعتبارها ضيف شرف المهرجان، حيث تم تكريم عدد من نجوم السينما العالمية منهم النجمة الهندية سيلينا جيت لي، والمخرجان مادهور باندركار، وعرفان خور‏.‏

كواليس المهرجان

وبعيدا عن أجواء التكريم والجوائز فقد شهد الحفل عددا من المواقف والأحداث ، وكان أبرزها أزمة المقاعد التي شهدتها القاعة الكبرى بدار الأوبرا المقام عليها الحفل والتي تسع لـ1200 شخص، حيث فوجئ المنظمون بعدم وجود أماكن للفنانين: يسرا وهاني سلامة وطارق علام وماجد المصري وأمير شاهين ويوسف شعبان، بدرجة اضطرتهم للجلوس مع الجمهور في الدور الثاني علوي.

وشهد حفل الختام ظاهرة غريبة كانت مثار الأحاديث الجانبية بين الحضور، وتمثلت في غياب الفنانات المتزوجات من فنانين، حيث حضر الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين وحده دون زوجته الفنانة روجينا، وحضر مجدي كامل دون زوجته مها أحمد، وحضر المنتج محمد مختار دون زوجته رانيا يوسف.

أما الظاهرة الأخرى في حفل الختام فتمثلت في سيطرة أبناء الفنانين على مجريات الأمور في حفل الختام؛ حيث قدمت دنيا سمير غانم حفل الختام، وقدمت شقيقتها إيمي سمير غانم جائزة لأفضل مخرج، وقدمت مي نور الشريف جائزة أفلام الديجيتال الروائية الطويلة، وحازت حنان كرم مطاوع على جائزة فيلمها “هوليوبوليس”.