بقلم – محمد عبد السيد
لم يكن أنطونيو غير موفقا عندما أختار رفيقة حياته من مصر وتحديدا من الاسكندرية وترك بلاد الجمال وشقراوات أوربا لتكون كليوباترا زوجة له وملكة عليأمبراطورية شاسعة بها حضارة فريدة ؛ فقد كانت عنده فراسة وشطارة الفرسان عندما وقعت عيناه علي إحدي بنات الاسكندرية اللائي يوصفن بخفة الظل وطلاقة اللسان وحلاوة المعشر وحسن التصرف والملبس والمجلس ؛ والحضور والوجاهة ؛ الملاحم التي رويت عن بنات الاسكندرية كانت تحكي عن بنات من نوع خاص عاشقات للجمال والاناقة ليس في الملبس ولكن في الكلام اللين ؛ رأيت منهن كثيرات ذوات المعدن النفيس تكلمها مرة تشعر بأنها رافقتك عقودا وأكلت من طعامها وباشرت عيناك حسن طليعها ودقة تعبيراتها ومن بعيد تنظر الي عينيها التي تشع ذكاءا ودهاءا وكأنها عيون الغزلان كما يقولون تجذبك بنظرة تخترق افكارك وتبعث فيك الطمأنينة والسكينة ؛ تشدك وترخي حديثها فتجعلك راغبا لملاقتها ومحادثتها لكنها جذابة ؛ وتطرد غريمها حتي يموت ؛ جاذبية عيونها كمغناطيس ولفته خدها كأنك تري كوكب دري ومؤانستها قد توصلك الي طريق البهجة والفرح ؛ يسعد من يعايشها ويفرح من يسايرها وييهج من يجالسها ويحزن من يفارقها ؛ تلك هي المثل والرمز لبنات عروس البحر المتوسط ؛ أنها أنيقة ورشيقة ومتفتحة
و لا تعجب عندما تسمع عن إمرأة مصرية تنبت من الارض الخضراء في شمال مصر فتثمر الخير وتشم ريح أنفاسها العطرة من مكان بعيد ؛ تزهو بقامتها البهية ونظرات عينيها الذكية وطلتها الجلية وتقرأ في عينيها وملامح وجهها الباسم النماء والعطاء والخير ؛ قلبها يسع الدنيا كلها وعقلها يوزن الحياة بموازين حساسة وانكارها للذات شيئ مميز لها ؛ تعرفها مرة كأنك عرفتها من زمن سحيق وإن لم تجالسها أو تحادثها ؛ أوجه الخير عندها كثيرة وأبوب الانسانية ونوافذها يأتي منها ريح طيبه ونور ساطع ولا تبخل علي أن تكون في طريق الخير تسير وتركن الدنيا جانبا فهي تعشق اعمال طيبة كطيب قلبها ؛ فقلبها يدق بدقات المساكين والفقراء والايتام ؛ تشارك الناس افراحهم وتفعل الخير أينما كان وتغضب عندما تتركها فرصة للعطاء ؛ يحبها الناس جميعا وتحبهم ويأنسوها وتألفهم ؛ تعمل في مجالات شتي فهي مربية ومعلمة وأم وزوجة وناشطة في مجالات المجتمع المدني والاعمال الخيرية ؛ مثلا للسيدة المصرية المتجزر فيها الاصالة وعراقة الجزور وحسن تربيتها ؛ لن نجد لحسنها وصفا فأنت قد تشدك سيرتها لتبحث عنها لرؤية وجهها البشوش وسماحته لم تراها ولكن تتخيل فيها كل شيئ طيب كطيب ارض مصر التي تخرج من بطنها أجمل الثمار وأطيبها واذكي الزهور والورود العطرة . نسيم البحر يمرق امام وجها المضيئ إنها بنت بلدي بنت الاسكدرية ؛ سماح : مديرة محل كوافير .. تحكي سيرتها الاولي مع مهنة مصصفات الشعر والتزيين واعداد العرائس وتوفير ملابس الفرح التي تليق بملامحها وقامتها ولون بشرتها ؛ بنات الاسكندرية كلهن جميلات : بدويات أو ريفيات أو من صعيد مصر أو من الاسكندرية نفسها او حتي الليبيات الوافدات الي مصر اصبحن يعشقون جمال هذه المدينة وأهلها ؛ جاليات اجنبية كثيرة شربت وارتوت من عادات اهلها مثل الجالية الاكبر بمصر وهم من اليونان ؛ تقول سماح مصطفي خبيرة التجميل في كلامها عن تاريخها في مهنة التجميل والتزيين : عمري 39 سنه الآن ؛ متزوجه من 12 سنه وعندي تلات أولاد عندي شادي ويوسف ومنة ؛ شادي في الصف الرابع الابتدائي؛ يوسف بالصف الأول ابتدائي ؛ و منة عمرها عامان
ومنذ سنتين ونصف اعيش في منطقة العجمي ( ابويوسف ) واشتغل من 34 سنة وكان أول شغلي في اتليه كنت بطرز فستاين الفرح وبعد كده اتعلمت شغل الكوافير وبقيت عشر سنوات بشتغل عن كل كوافيرشوية لحد لما قولت خلاص لازم يكون عندي كوافير والحمد لله ربنا كرمني وبقي عندي محل كوافيرهذا نموزج للمرأة السكندرية الناجحة اقدمها لكل بنت أو أم في ارض الكنانة ليتعرفوا علي اصالة المرأة في مصر وخاصة بالاسكندرية