قديماً كانت الصحافة ووسائل الإعلام تتندر بحالة الرعب التي تنتاب الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب من الإصابة بأي عدوى ومن التعرض للجراثيم، بل روى بعض المقربين منه عنه أنه كان يغسل الصابون بالصابون كمبالغة في حرصه الزائد الذي بلغ حد “الوسوسة” المرضية.
وهي نفس حالة الوسواس القهري، التي تقمصها النجم العالمي، جاك نيكلسون، في رائعة هوليوود ” As Good As It Gets ” في عام 1997 ونال آنذاك جائزة أوسكار أحسن ممثل عن شخصية ميلفن أودال، الكاتب المؤلف المصاب بالوسواس القهري.
ولاحقا، سمعنا جميعا عن قصص الرعب حول كيف أن العديد من الجراثيم تختبئ في ثنايا لوحة مفاتيح الكمبيوتر وعلى شاشات الهاتف المحمول.
حسنا.. ليس المطلوب منا أن نصاب بالوسواس القهري، ولكن قليلاً من الحرص والدقة سيفيدان، حيث إن ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن مجلة “ساينس أوف أص”، التي تصدر في نيويورك، في رصد للأسطح الخمسة الأكثر تلوثا بالجراثيم التي نتعامل معها يوميا، قد يثير دهشتك.
شاشات باللمس
من المثير للدهشة، أن مقاعد المراحيض هي بعض من أنظف الأماكن التي قد تلمسها يوميا، وذلك لأن الناس يبذلون قصارى جهدهم في تنظيفها بانتظام.
إننا، سواء كنا نتسوق الغذاء أو نستخدم الكروت في أجهزة الصراف الآلي، نستخدم الآن في حياتنا اليومية المزيد والمزيد من الشاشات التي تعمل باللمس. وعلى الرغم من أن الشاشات تخضع للتنظيف في نهاية اليوم، إلا أنه يبدو أنها لا يتم تطهيرها بالطريقة السليمة، أو بالقدر الكافي الذي تحتاجه.
من المؤكد أن هذه المعلومة ستدفعك للتفكير أكثر من مرة، قبل أن تضع يديك على أي شيء في المرات القادمة عقب استخدام إحدى هذه الشاشات، لأن 50% من تلك الشاشات تكون ملوثة بالإفرازات، وفقاً لما تقوله مجلة “ساينس أوف أص”.
زر الطابق الأرضي بالمصعد
إن كل من يستخدم المصعد يومياً يحتاج أن يضغط على هذا الزر تحديداً، للوصول إلى الطابق الأرضي والخروج من المبنى.
تقول مجلة “ساينس أوف أص” إن الــ”بارا- إنفلونزا”، وهو عبارة عن فيروس يسبب أعراضا مشابهة لأعراض البرد، عادة ما يكون منتشرا على هذا الزر تحديدا.
الأكياس المعاد استعمالها
ونحن الآن يجري تشجيعنا لإعادة استخدام أكياس التسوق، وهي نفسها التي يمكن أن تكون في الواقع أكبر ناقل للجراثيم، فالناس نادرا ما يعتنون بنظافتها، رغم أنهم عادة ما يضعون فيها الطعام النيء الذي يجلبونه من محال السوبر ماركت. وتقول مجلة “ساينس أوف أص”، إن 99% من الأكياس تحمل بكتيريا مثل “كوليفورم” و”إيكولاي”.
مناشف اليد
هناك الكثير من الناس لا يغسلون أيديهم بالطريقة السليمة، ومن ثم فإن أية بكتيريا عالقة تنتقل إلى تلك المناشف. ولما كانت البكتيريا تنمو في الأماكن الرطبة، فإن مناشف اليد تمثل البيئة المناسبة لنمو المزيد من الجراثيم. ولذا تنصح المجلة بأنه ينبغي غسل المناشف كل يومين.
مقابض أوعية القهوة
في أغلب الأحوال، عندما يصل الموظفون إلى مقار عملهم صباحاً، فإن أول ما يقصدونه هو أوعية القهوة ليحصلوا على أول جرعة من الكافيين، ليوقظوا أنفسهم.
وهذا يعني أن كل ما لمسته أيديهم قبل أن يصلوا إلى العمل، مثل درابزين وسائل النقل العام ومقابض وأزرار المصاعد ينتقل إلى مقبض وعاء القهوة.
وتقول “ساينس أوف أص” إن 50% من مقابض أوعية القهوة تحتوي على البكتيريا القولونية “كوليفورم”، وهي مؤشرعلى الإفرازات. لذا فعليك عند القيام بغسل أوعية القهوة أن تتأكد من تنظيف المقابض جيدا، فضلا عن الحواف، لأنك قد لا تدرك قدر الجراثيم التي تكمن فيها.