كشفت دراسة حديثة عن وجود رابط بين طول الإنسان وبين خطر إصابته بالأمراض الوعائية في القلب، وخلصت إلى أن طوال القامة يبدون أقل عرضة لمضاعفات تصلب الأوعية الدموية في القلب، وبالتالي فهم أكثر حصانة من قصار القامة فيما يخصّ الأزمات القلبية والجلطات.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “سيركيوليشن” التي تصدرها “جمعية القلب الأميركية”، قام العلماء بإخضاع حوالي ثلاثة آلاف مريض إلى فحص يقيس نسبة ترسبات الكالسيوم في جدران الأوعية الدموية في القلب، ووجدوا أن هذه الترسبات تكون أقل عند طوال القامة، ووصلت الفروقات أحياناً (بين الطوال جداً والقصار جداً) إلى أن طوال القامة كانوا أقل عرضة لهذه الترسبات بنسبة تقترب من الثلث مقارنة بقصار القامة.
وتعتبر الفحوص التي تقيس مستوى “التكلّس” في أوعية القلب من الوسائل الهامة التي يستخدمها الأطباء للكشف عن الأمراض القلبية بشكل باكر، إذ ينبئ وجود الكالسيوم في جدران الأوعية إلى وجود تصلّب قابلٍ لإنتاج الجلطات والإصابة بالأزمات القلبية.
ويعلق مايكل ميديما، أحد القائمين على الدراسة بقوله: “هناك عدة دراسات سابقة وجدت رابطاً بين الطول وبين الأمراض القلبية الوعائية إلا أنها لم تنجح في إيجاد تفسير لذلك يعتمد على فحوص الشرايين، في حين أن دراستنا تقترح أن يكون هذا الرابط هو في تصلب الشرايين التاجية الذي يبدو أقل عرضة للتطور عند طوال القامة”.
ولا يمتلك العلماء تفسيراً واضحاً عن السبب الذي يجعل طوال القامة أكثر حصانة من مضاعفات تصلب الشرايين في القلب، وفي حين يميل بعض العلماء إلى تفسير الأمر اعتماداً على الفروقات في ضغط الدم في هذه الشرايين بسبب أن الفروقات في الطول تنتج فروقات في الجاذبية الأرضية، ويعتقد علماء آخرون أن هذه الفروقات طفيفة جداً وغير كافية لتفسير الأمر، ويقترحون بالمقابل وجود رابطٍ يعود لأيام الطفولة يتعلق بالعوامل البيئية والتغذية والتي يمكن أن تكون ذات تأثير على طول الإنسان في المستقبل وعلى مدى صحة جسمه وحصانته من الأمراض أيضاً.
أحيانا بعض الابحاث تظهر وكأنها خزعبلات صادرة عن مشعوذ مجنون