قبيل موسم الشتاء، تكثر التحذيرات من فيروس الإنفلونزا، كما تكثر الإرشادات حول سبل الوقاية منه. ولعل أهم ما تجدر الإشارة إليه، هي سبل انتقال هذا الفيروس الذي يداهمنا على أبواب الشتاء.
فما هي أسرع طريقة لتنقله بين الناس؟
للإجابة على هذا السؤال، كشف المختص في تركيبة الميكروبات، حسن فقيه، في حديث لـ “العربية.نت” أن النقود الورقية نعتبر وسيلة سريعة لنقل العديد من الأمراض المعدية، أبرزها الإنفلونزا المنتشرة حالياً في السعودية، حتى إن بعض الدول تختار أوراقاً خاصة لنقودها تقلل من تراكم الميكروبات والفيروسات.
وفي هذا السياق أوضح “فقيه” الذي قدم تجارب عملية لطلاب مبادرة “إثراء الحد الجنوبي”، التابعة لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، أن الرحلة التي تقطعها أي ورقة نقدية قبل أن تصل إلى اليد شاقة جداً.
وتساءل:” كم عدد الأيدي التي تبادلت هذه الورقة؟ وهل هناك خطورة حقيقية على صحة الإنسان بفعل تداول العملة بين الأيدي الملوثة؟.”
ومن جانبهم، قام الطلاب في مبادرة “اكتشف” المعرفية في صبيا باستخدام الأشعة تحت الحمراء والتحليلات المخبرية التي كشفت تلوث أغلب النقود الورقية المتوفرة لديهم. وتبين أن الميكروبات انتقلت عن طريق الملامسة التي تعد من أبرز أسباب نقل العدوى.
إلى ذلك، بينت التحليلات المخبرية التي قام بها الطلاب أن الفيروسات التي يطلقها المصاب عند العطس والسعال تنتقل في الهواء وتثبت في الأوراق التي نستعملها.
لذلك، شدد “فقيه” على ضرورة تطهير اليد دورياً وعدم وضع النقود في أماكن تنقل المرض كالفم أو الإمساك بها لفترة طويلة.
يذكر أن تقريراً طبياً نشرته مجلة “ساذرن ميديكال” الأميركية المتخصصة، ذكرت أن النقود تعتبر ناقلاً لأكثر أنواع الأمراض الخطيرة، وتبين للباحثين إثر جمع أوراق نقدية وفحصها أن 94% منها تحمل فيروسات لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب أنواعاً مختلفة من الحساسية، فهي قبل أن تصل إلينا تمر برحلة طويلة تتخللها أساليب خاطئة في التعامل معها.