(CNN) — قال علماء إن تداعيات مرض “سارس” الذي يصيب الجهاز التنفسي ويهدد بشكل خطير حياة المرضى، ما زالت ملموسة في العديد من المناطق التي ضربها الوباء بقسوة.
وتقول كاثي كونغ إحدى الناجيات من مرض السارس، إنها كانت تعيش في أشد الأحياء تعرضا لموجة الوباء في هونغ كونغ، وقد أصيب أكثر من 300 من جيران كاثي بالمرض مضيفة: “لم أكن أعلم أن حالتي كانت خطرة ومخيفة جدا إلى أن تم صرفي من المستشفى، وعند وصولي إلى المجمع وجدت أن أغلب المحال التجارية المجاورة للسكن كانت مغلقة، والهدوء يخيم على المنطقة بخلاف الأيام الاعتيادية.”
وكانت الشوارع في مناطق أخرى من هونغ كونغ مهجورة رغم أنها كانت بالعادة مزدحمة، إضافة إلى ارتداء المشاة أقنعة لحمايتهم، الأمر الذي زاد من حجم الطلب عليها حتى أن المستشفيات أصبحت تجد صعوبة في الحصول عليها.
وقال سيام شو، إخصائي التنفس في هونغ كونغ: “لم نستعد حينها بالشكل المناسب، لأننا اعتقدنا بأن المرض سينتشر بشكل محدود.. ثم اكتشفنا انتشاره بشكل أكبر في مجمع للحدائق، كما كان هناك شح في مخزون هذه الأقنعة.”
ويتابع شو قائلا: “لقد كان الأمر مخيفا جدا، وكل فرد من الفريق الطبي شعر بمسؤولية كبيرة، لأنه كان لدينا أكثر من مائة مصاب بمرض السارس.. وعادة ما يحاول الناس إعطاء لمسة عاطفية لتجاربهم إلا أن الحادثة شكلت صدمة للجميع.. فأنا لا أعتبر نفسي بطلا، لأنني تدربت على التعامل مع الالتهاب الرئوي وهذا هو عملي.”
ووفقا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، فإن مرض السارس توقف عام 2004 إلا أن تداعياته لا تزال تظهر في هونغ كونغ إلى اليوم.. فهناك لافتات بمواعيد التعقيم على المباني، إضافة إلى انتشار معقمات اليد الفورية في الشوارع، وعند مرض أحد سكان المنطقة فتنتشر الأقنعة بين الناس لتجنب انتقاله لباقي سكان.
وتقول كاثي إنها مسرورة لانتشار الوعي بين الناس، مضيفة أن ضحايا السارس لا يزالون يتلقون العلاج، بعضهم جسديا والبعض الآخر معنويا.