سمعنا جميعا عن مزايا نوم القيلولة والطاقة التي يمنحها، كما تقول الكاتبة تيفاني وين، لكن هل هناك طرق جيدة للنوم أثناء النهار وأخرى سيئة؟
كان النوم خلال مراحل نموي مكونا أساسيا في بيت أسرتي، ولم يكن لدي أو إخوتي العديد من القواعد المنزلية، فكانت أوقات الخلود إلى النوم لدينا مرنة، وكنا نستمتع بحرية تناول العشاء بعد تسخينه بالميكرويف أثناء مشاهدة التلفاز، وكذلك أثناء إستغراقنا في ألعاب الفيديو، وكان ذلك في عام 1980.
لكن ثمة أمراً واضحأً كوضوح الشمس دائما: هو عدم إزعاج أي كبير أو صغير عندما يكون مستغرقا في قيلولته.
وعندما كبرت استيقظت على صدمة إكتشاف أن المجتمع ينظر نظرة دونية للقيلولة في بيئة عمل الكبار. لكن الأدلة تتزايد حول أهمية القيلولة، وتثبت أنها تساعد على إنتاج فوائد إدراكية عن طريق زيادة اليقظة من أجل تحسين المهارات الحركية والإدراك، وكذلك تقوية الذاكرة. إذاً، كيف يمكنك الحصول على أفضل ميزات نومة قيلولة أوغمضة جفن؟
طبقا لدراسة نشرت العام الماضي، وجد باحثون أن النوم أثناء الليل أو النهار يساعد على تقوية الذاكرة فيما يتعلق بأزواج الكلمات غير المترابطة، مثل كلمتي “فلفل” و “كوع”، مما يشير إلى أن النوم يساعدك في محاولة تعلم مفاهيم صعبة التذكر.
وأجريت دراسة أخرى في جامعة بكين للتكنولوجيا تناولت آثار القيلولة على الرياضيين بعد التدريب. وثبت أن القيلولة تساعد في تحسين وظائف الدماغ والأجهزة البصرية، كما تعمل على تعزيز الانتعاش الجسدي والعقلي، وتتماشى هذه النتيجة مع البحث السابق الذي يبرهن أن القيلولة تساعد في تقوية الذاكرة الحركية.
وطبقا للدراسة التي نشرت في عام 2008، أجرت الباحثة سارة ميدنيك من جامعة كاليفورنيا، وهي أيضا مؤلفة كتاب “خذ غفوة! تغير حياتك”، مع زملائها مقارنة بين فوائد 200 ملجم من الكفايين (ما يعادل فنجان من القهوة) وبين قيلولة مدتها من 60 إلى 90 دقيقة أثناء النهار فيما يتعلق بمهام الذاكرة المختلفة.
في مكاتب العمل
وجد الباحثون أن القيلولة تحسن أداء الذاكرة بوجه عام، في حين أن الكافيين إما لا يؤثر إطلاقا أو أنه يزيد الأداء سوءا. ويشير الباحثون إلى أن الكافيين يعيق دمج مادة جديدة في الذاكرة طويلة المدى عن طريق زيادة المستويات في الناقل العصبي “آستيل كولين” في منطقة قرن آمون في الدماغ. (وهو نفس الناقل العصبي الذي ينخفض طبيعيا أثناء النوم البطيء.)
نجحت فوائد النوم الواعدة في إقناع عدد قليل من الشركات بالسماح لموظفيها بأخذ قيلولة في العمل. ففي أوائل هذا العام، صممت شركة البرمجيات “هبسبوت” صالة للقيلولة في مكاتبها في ماساتشوسيتس والتي تتميز بإحتوائها على أرجوحات شبكية، وكذلك إضاءات خافتة. كما يتمتع موظفوها بحرية حجز أماكنهم دون قيود.
وطبقا لرأي أليسون ألورثي، من شركة هبسبوت، حققت هذه السياسة نجاحا كبيرا، ولا سيما أنها تساعد الآباء والأمهات الجدد الذين يعوضون قلقهم أثناء نومهم ليلا، وكذلك الموظفين الذين يتخلصون من آثار فروق التوقيت.
وتقول ألورثي: “الموظفون متحمسون لاستخدام هذه الغرفة، ولم يسيؤوا استخدام تلك السياسة على الاطلاق.”
وفي الوقت نفسه، لم تحقق شركات أخرى نجاحا كبيرا في تطبيقها لهذه السياسة، ففي مطلع هذا العام صدر تقرير عن موقع “بي بي سي كابيتال” جاء فيه أن سياسة النوم لفترة وجيزة ساعدت على التكاسل والتسويف في بعض الشركات، ونتج عنها انخفاض في معل الإنتاج بلغ 30 في المئة بإحدى شركات التكنولوجيا الصاعدة في مدينة تورنتو.
ومع هذا، تزعم سارة أن نحو 40 في المئة من السكان يمارسون عادة النوم لفترة وجيزة – بمعنى أنهم يشعرون بالحاجة بل والاستفادة من نوم القيلولة. وعليه، فإن كنت ممن ينامون القيلولة (مثلي)، فما هي الطريق الأكثر فعالية لنوم القيلولة؟
أفضل وسيلة للقيلولة
وفقًا للباحثين، فإن الوقت الطبيعي لأخذ غفوة، استنادًا إلى إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا، هو فترة ما بعد الظهر، أي ما بين الساعة الثانية والرابعة مساءا.
وقد صممت سارة عجلة القيلولة لتبرز الوقت المثالي لذلك، حينما تحتوي القيلولة على لحظات نوم متوازنة وخاطفة، ويحدث هذا التوازن عادة بعد مرور ما بين ست إلى ثماني ساعات من وقت الاستيقاظ.