كشفت دراسة نرويجية ان الأشخاص الذين يعانون من نوم مضطرب ربما معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهبوط القلب، وذلك بناءً على رصد حالات ما يزيد عن 50 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاماً في غضون 11 سنة.
ويشير الباحثون الى عدم معاناة اي من المتطوعين بعوارض هبوط القلب عند البدء بإجراء الدراسة. وبحسب القائمين على الدراسة فإن عضلة القلب تكون في حالة ضعيفة ولا تضخ القلب كما ينبغي لدى الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم لمدة تصل الى ليالٍ.
ويعتقد الباحثون بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للكشف عمّا اذا كان نقص النوم يؤدي الى هبوط القلب أم ان العلاقة بين الأمرين معقدة أكثر. وحول هذه الدراسة يقول الدكتور تيم شيكو من جامعة “شيفيلد” انه “من حسن الحظ ان الكثير من الأمور التي تقلل من فرص الإصابة بهبوط القلب، تقلل كذلك من الشعور بالأرق مثل الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني وإنقاص الوزن وعدم التدخين”.
يُذكر ان هبوط القلب ينتج حينما لا تؤدي عضلة القلب مهامها كما يجب، فهي تكون إما ضعيفة جداً أو متصلبة بحيث تواجه صعوبات في ضخ الدم لأجزاء الجسم على نحو متساوٍ. ويسفر عن ازدياد حالة عضلة القلب سوء عدم قدرة الانسان على النوم بشكل صحي.
وهذه الدراسة واحدة من الدراسات القليلة أصلاً بشأن ما اذا كان نقص النوم يؤدي الى هبوط القلب أم العكس. وتوجه القائمون على الدراسة الى المشاركين فيها بأسئلة حول ما اذا كانت اية معوقات تحول دون نومهم، أو اذا ما كان نومهم متواصلاً، بالإضافة الى مدى تأثير نومهم المتقطع عليهم في اليوم التالي.
وانطلاقاً من المعطيات توصل الباحثون الى ان الأشخاص الذين يعانون من الأرق أو يظلون في حالة اليقظة في كل ليلة يواجهون خطر الإصابة بهبوط القلب بمعدل يزيد بـ 3 مرات عمّن لا يعاني ايا من هذه المشاكل.
وتم الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى تسبب النوم المضطرب مثل البدانة والتدخين وغيرها من الأسباب المؤدية لمشاكل القلب والأرق في الوقت ذاته. من جانبه شدد المسؤول عن الدراسة الدكتور لاونغستاد انهم لم يتوصلوا حتى الآن وبشكل لا يدع مجالًا لشك الى ما اذا كان الأرق يسبب هبوط القلب، وإن أشار الى ان النوم غير الصحي يؤدي الى إفراز هرمونات التوتر، مرجحأً ان يكون لهذه الهرمونات تأثيراً سلبياً على القلب. واضاف انه إذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون من السهل علاجه.