جراحات السمنة المفرطة أو جراحات إنقاص الوزن هي نوع من العمليات التي تتم لمرضى البدانة أو السمنة المفرطة المرضية، ومع انتشارها كثرت أنواعها وطرق إجرائها، ويلخص الدكتور عمر العُبيد، استشاري جراحة القولون والمستقيم والسمنة والمناظير رئيس قسم الجراحة في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، أنواعها والفرق بينها، وأيها يناسب كل شخص وحالة.
وأوضح الدكتور عمر العُبيد في حديثه لبرنامج “صباح العربية” أن هناك عدة أنواع لجراحات السمنة وإنقاص الوزن، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية وهي الأكثر انتشاراً: أولها وأقلها حجماً عملية ربط المعدة أو حزام المعدة، وهناك أيضاً عملية تدبيس أو تكميم المعدة، وأخيراً عملية تحويل مسار المعدة.
وأشار إلى أن هناك عدة أمور ينظر إليها الطبيب قبل اللجوء إلى أي عملية لإنقاص الوزن، منها كتلة الجسم، حيث تبدأ كتلة الجسم الطبيعي من 18 إلى 25 لكل متر مربع، ومن 25 إلى 30 يعتبر أن هناك زيادة في الوزن، أما من 30 إلى 40 فيعتبر سمنة، ومن 40 إلى 50 سمنة مرضية، أما من 50 وما فوق فنطلق عليها سمنة خبيثة.
أما بالنسبة لاختيار نوع العملية المناسبة فيقول الدكتور العُبيد إن “الأشخاص الذين تبلغ كتلة أجسامهم من 35 إلى ما فوق يتم لهم غالباً إجراء عملية ربط أو قصّ المعدة وتكميمها فهي أنسب العمليات لهم، أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح كتلة أجسادهم من 50 فما فوق فتناسبهم أيضاً عملية التكميم، أما إذا تعدوا 60 و70 فإن عملية التحويل هي الأفضل.
عدة مراحل قبل العملية
وأضاف العبيد أن هناك بعض المرضى قد يحتاجون إلى عدة مراحل قبل العملية، تتمثل في وضع بالون بالمعدة قبل العملية عن طريق مناظير المعدة، ثم التكميم أو تحويل مسار المعدة.
كما أشار إلى أنه “قبل إخضاع المريض للعملية هناك عوامل أخرى توضع في الاعتبار مثل التاريخ المرضي للشخص، وإذا كان يعاني من الضغط أو السكر أو الكولسترول، فبالنسبة للمرضى الذين تصل كتلة أجسادهم بين 30 و35 نفضل أحياناً لجوءهم لطرق أخرى تتمثل في تغيير السلوك الاجتماعي والنمط الغذائي والرياضي، فالعادة الغذائية تلعب دوراً مهماً في تحديد العملية.
وأوضح أن بعض مرضى الجهاز التنفسي والسكر يحتاجون إلى إجراء مثل هذه العمليات، حيث أوضحت الدراسات ارتباطاً بين الأشخاص الذين قاموا بإجراء عمليات إنقاص الوزن ونسبة شفائهم من الأمراض التي تسببها السمنة.
وأكد الدكتور العُبيد أن عملية تحويل مسار المعدة من أكبر العمليات التي تتم، حيث يقوم الطبيب بقصّ أغلبية المعدة ووضع كيس يوازي 25 ملم، ثم يقوم الطبيب بربط جزء من الأمعاء بهذا الكيس، والجزء المكمل بالأساس من الأمعاء يربط بمسافة متر ونصف إلى مترين، بحيث يقلل تناول الطعام في المعدة ويقلل كمية امتصاص الطعام، ما قد يلزم الشخص تناول المكملات الغذائية.
أما بالنسبة لعملية التكميم فيقوم الطبيب بقص ثلثين إلى ثلاثة أرباع المعدة على شكل طولي كأنبوب متصل إلى الأمعاء.
وأشار العُبيد إلى أن خطورة العملية ليست كبيرة، فخطر السمنة على الشخص أكبر بكثير من خطر العملية، كما أن العملية تمثل جزءاً بسيطاً من العلاج الذي يكون بعد العملية.