لابد أن أسوأ توقيت للاستمتاع بتناول الطعام هو بعد أن تكون قد نظفت أسنانك للتو، إذ تفقد الأطعمة مذاقها الشهي وتبدو أغلبها مرة بالنسبة لك، وهو ما استطاع باحثون تفسيره مؤخراً ووجدوا سره في معجون الأسنان الذي تستخدمه.
ووجد باحثو “الجمعية الكيميائية الأميركية” أثناء محاولتهم تفسير هذه الظاهرة، مادة كيميائية تكون موجودة عادة في معجون الأسنان تجعل اللسان غير قادر على تمييز الطعم الحلو في الطعام، كما أنها تزيد من الإحساس بالطعم المر من خلال إتلافها لمركبات كيميائية في اللسان تكون مهمتها تثبيط الإحساس بالمرارة في الفم.
وتسمى هذه المادة الكيميائية الموجودة في معجون الأسنان باسم SLS، اختصاراً لـ”صوديوم لوريل سولفات”، وهي مادة فعالة ذات تأثير كبير في حماية الأسنان وتنظيفها ووقايتها من التسوس، وتستخدم بالتالي بشكل واسع جداً من قبل الشركات المصنعة.
وتمارس هذه المادة تأثيرها على المستقبلات الذوقية الخاصة بالشعور بالطعم الحلو، من ضمن العشرة آلاف حليمة ذوقية الموجودة بشكل طبيعي في اللسان، وهو ما يجعل الشخص بالكاد يميز بين عصير الليمون وعصير البرتقال إن كان قد نظف أسنانه للتو، إلا أن هذا التأثير لا يدوم طويلاً وتعود قدرة الإنسان على تمييز المذاق بعد فترة قصيرة من الزمن.
وتوجد في اللسان مستقبلات ذوقية تتفاعل بطريقة كيميائية معقدة مع اللعاب بعد تناول الطعام، تجعل الإنسان يميز بين الأطعمة المختلفة كالحلو والمالح والحامض والمر، إلا أن هذه القدرة على التمييز في المذاق قد تتعدل نتيجة عوامل مختلفة، منها معجون الأسنان كما يبدو في الدراسة.