تعد الفنانة أسمهان من الأصوات الذهبية والمميزة التي ظهرت في الوطن العربي، وبالرغم من مشوارها الفني والإنساني القصير إلا أنها استطاعت في سنوات قليلة أن تحقق نجاحًا كبيرًا في مجال الغناء وتتربع على عرش الأغنية العربية.
الحياة الشخصية للفنانة السورية الراحلة أسمهان كانت ولا تزال مثيرة للجدل، فغير المعروف عنها أكثر من الشائع والمتداول، ومن هذه الأسرار نجلتها الوحيدة “كاميليا”، فسيرتها انقطعت بوفاة أمها في حادث السير الشهير.
تزوجت الفنانة السورية الراحلة أسمهان، من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، عام 1933، وانتقلت معه إلى جبل الدروز بسوريا، ولكن أضواء الشهرة ظلت تراودها، واكتشفت حملها تزامنًا مع قرار عودتها لمصر، فطلبت من زوجها العودة للقاهرة، لكي تحظى بالرعاية من والدتها خلال فترة الحمل والولادة.
وبعودتها لمصر، حاولت أسمهان، إجهاض جنينها، الذي كاد يقضي على حلمها بالعودة للفن، ولكن والدتها حذرتها من العواقب، فاستسلمت أسمهان وأكملت حملها.
وفي عام 1937، وضعت أسمهان، ابنتها الوحيدة كاميليا، وعادت للجبل بعد شهور تاركة إياها عند والدتها لتكون ذريعة تتحجج بها لتعود للقاهرة مرة أخرى، وهنا نشأت علاقة قوية بين كاميليا وخالها فريد الأطرش الذي كان يعتبرها بمثابة إبنة له.
وفي عام 1940, وقع الطلاق بين الأمير حسن والأميرة آمال الأطرش، لتعود إلى القاهرة مجددًا، لاستكمال مسيرتها الفنية، ولكن القدر لم يمهلها حيث ماتت بعدها بأربع سنوات، في حادث سيارة وهي في سن 26 عامًا.
وتركت أسمهان برحيلها حصيلة سينمائية لم تتجاوز الفيلمان: «انتصار الشباب»، عام 1941 و«غرام وانتقام»، عام 1944، الذي صورت جميع مشاهده، باستثناء مشهد النهاية الذي ماتت قبل تصويره، وقام يوسف وهبي بتغيير النهاية بسبب وفاته.
كاميليا تتحدت عن حادث وفاة والدتها
وقد ذكرت كاميليا، ابنة أسمهان الوحيدة أن خبر وفاة والدتها صادف يوم عيد ميلادها السابع أي في 14 يوليو، وقد توفّيت وهي في السادسة والعشرين من عمرها، وكان والدها قد تلقّى في ذلك اليوم اتصالًا هاتفيًا من مصر، يعلمه أن والدتها تعرّضت لحادثة وتوفّيت على أثرها، ولم يخبرها والدها بهذا النبأ السيّئ، وفضّل أن يسير حفل عيد ميلادها من دون أي تعديل عليه،وحذّر الخدم من إعلامها بما حصل مهدّدًا إياهم بالطرد، إذا أفشى أحدهم بالأمر، بعد ثلاثة أشهر، أرسلها والدها إلى مدرسة «البيزنسون» الداخلية في لبنان، وهناك علمت أن والدتها توفّيت، حيث صار الأولاد في المدرسة يقولون لها: «يا حرام للأسف غرقت والدتك وماتت». فبكت وتأثرت كثيراً لفقدانها.
وقالت كاميليا ابنة الفنانة الراحلة، في حوار صحفي قديم إنها مثل والدتها تزوجت من رجل يكبرها في السن وهو رياض جنبلاط.
وتابعت: “والدي كان يحب والدتي كثيرا، ووالدتي كانت تحب الأغاني أكثر من حبها لوالدي، وكنت مع والدتي بعد الانفصال عن والدي بأحد الفنادق بالقدس، فأرسل والدي قوة من الجنود الإنجليز وأخذوني من والدتي بالقوة”.
وفي لقاء مع صناع مسلسل “أسمهان” حكت كاميليا عن الموقف الذي لا تنساه حينما أخذها عمها منير “عنوة” من بين يدي والدتها، قائلة: “قطعت له شعراته لعمي منير، وقولت له بدي ماما، وما شفتها بعد هـ المرة إلا مرة واحدة لما كانت تعزي في حدا مات بالشام وشفتها لما مرقت علي”.
أسمهان و أم كلثوم
وظلت حياة أسمهان بالرغم من سنواتها القليلة محاطة بالغموض والأسرار وحتى بعد وفاتها، ودائمًا ما كان الفنانون والصحفيون يخرجون للكشف عن جانب آخر من حياة أسمهان لم يعرفه جمهورها، ودومًا ما كانت ابنتها “كاميليا الاطرش” بعيدة عن عالم الفن والإعلام بشكل عام حتى تسعينيات القرن الماضي.
وفي عام 1999 عُرض مسلسل “أم كلثوم“، الذي سرد قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم منذ نشأتها حتى نجاحها وتربعها على عرش الأغنية العربية للمؤلف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج إنعام محمد علي وجسدت بطولة المسلسل الفنانة “صابرين” بتجسيدها لشخصية أم كلثوم.
وحينما كان يعمل الكاتب محفوظ عبدالرحمن عام 1998 على كتابة المسلسل، فوجئ بطلب من صفوت الشريف وزير الإعلام السابق بحذف شخصية الفنانة أسمهان بشكل نهائي من أحداث المسلسل، وذلك بعد تلقيه العديد من الرسائل من كاميليا ابنة الفنانة أسمهان، والتي طالبت فيها بحذف شخصية والدتها من المسلسل وعدم الاقتراب منها خلال الأحداث من قريب أو بعيد.
وفي حينها، أكد المؤلف محفوظ عبدالرحمن أنه كان سيتناول شخصية أسمهان خلال أحداث المسلسل بشكل فني بحت بعيدًا عن أي موقف شخصي في حياتها، مؤكدًا أن كل ما يهمه في حياة “أسمهان” هو فنها ونجوميتها فقط، وأنه كان يتمنى أن يطرح ذلك خلال أحداث المسلسل.
دائماً الاطفال هم ضحية الزيجات الفاشلة التي من الاساس تكون قرار خاطيء!
وللأسف بحالات كثيرة يستغلهم أحد الوالدين
لإستفزاز الآخر أو الانتقام منه .