مخاوف كبيرة كانت تنتاب النجمة يسرا عندما عرض عليها بطولة مسلسل “سرايا عابدين” وذلك قبل أن تتحمس له فى النهاية، وتقبل تجسيد دور الملكة “خوشيار” والدة الخديوى إسماعيل، لكن يبدو أن مخاوفها كانت صحيحة، فالمسلسل بشكل عام لم يكن من الأعمال الفنية البارزة خلال شهر رمضان وجاء مستواه أقل من المتوقع رغم أنه يضم نخبة كبيرة من النجوم بخلاف يسرا ومنهن نيللى كريم وغادة عادل ونور اللبنانية وقصى الخولى.
ولم يكن الحظ مع يسرا فى أولى تجاربها مع الدراما التليفزيونية التاريخية، بعد العديد من النجاحات فى الدراما الاجتماعية وأيضا الأعمال الكوميدية، ويبدو أن ذلك الإخفاق يتحمل جزءا كبيرا منه القصة والسيناريو الذى كتبته الكاتبة الكويتية هبة مشارى والتى أضاعت مجهودا كبيرا حاولت نجمات العمل بذله من الأجل الإرتقاء بمستواه فضلا عن التكلفة المادية الكبيرة للعمل واعتماده على عناصر إبهار تمثلت فى الديكور ومبنى قصر سرايا عابدين الفخم الذى كانت تعيش فيه العائلة المالكة، ومشاهد الخدم والحشم وحفلات الرقص والموسيقى الدائرة فى خلفية المشاهد، لكن ذلك كله ضاع فى مغالطات تاريخية ونص ضعيف و”فبركات” جعلت من المسلسل اشبه بالعمل الكوميدى عن فترة تاريخية هامة فى تاريخ مصر، بل إن الخديوى إسماعيل ظهر وكأنه يهتم فقط بالنساء ولا يشغل باله بأمور البلاد.
وكانت يسرا بحاجة إلى سيناريو جيد وأيضا تفاصيل أكثر لشخصية الملكة خوشيار التى على الأرجح كانت مكتوبة فى السيناريو – مثل باقى الشخصيات فى العمل- من على الهامش دون التعمق فى رسم تفاصيل نفسية وإنسانية بدلا من أن تظهر بلا ملامح، فالنجم مهما بلغت قدرته على تجسيد الشخصيات المختلفة لا يستطيع أن يخلق من “الفسيخ شربات” إلا بحدود معينة، فالشخصية جوفاء من الداخل لا نكاد نشعر بأحاسيسها وكتبت على طريقة المبتدئين الذين يرسمون شخصيات أحادية الجانب لا نرى منها سوى فعل أو رد فعل واحد على طول الخط.
وتحتاج النجمة يسرا إلى إعادة حساباتها الفنية مرة أخرى، خصوصا أنها تتمتع بذكاء فنى وقادرة على أن تجيد اختيار تجارب درامية تليفزيونية أخرى تجتمع فيها جميع عوامل النجاح وأهمها السيناريو المتميز.
بصراحة انا تابعت المسلسل من بدايته وكان مسلسل عظيم وفخم واكثر من رائع، وجميع الي فيه ادوا ادوارهم بشكل رائع جدا،
هو كذلك مسلسل فاشل معمول للمتخلفين بس ويسرا ماكانت فيه على طبيعتها.
إنقلابية قذرة