الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها كل البشر، ورغم هذا الإجماع فوقوعه لا يزال حدثا مزلزلا ثقيل الوطأة على كل النفوس، وعندما يكون المتوفى تحت الأضواء الأمر هنا يختلف، لأن صدمة عشاقه ومحبيه في موته تكون أكبر بكثير، ولا يستطيعون تصديق أن حياة هذا النجم الشهير التي كانت مليئة بالصخب انتهت فجأة وعاد إلى التراب كأي إنسان عادي وها هو يرقد في صمت وهدوء.
ومن بين هؤلاء، الموسيقار ملك العود فريد الأطرش، هذا الرجل العملاق الذي جعل أبناء جيله من كبار وصغار يردّدون ألحانه وأغانيه، إنّه مثل يُحتذى به في زمن الفن الجميل، وزمن السينما المصرية التي تغلّبت على غيرها من السينمات، وهناك أسرار ووقائع حدثت في فترة مرضه الأخير قبل وفاته، حيث حرص فريد الأطرش، أن يفي بحق كل من وقف معه في حياته.
اقرأ أيضًا: فريد الأطرش عاش قصة حب مع امرأة متزوجة ومات بين أحضانها.. شاهد كيف انتقم منها زوجها؟
فلم يكن فريد الأطرش، فنان كبير في فنّه فقط، بل تميز بإنسانيته التي لا يختلف عليها أحد قريب أو بعيد، فحين تدهورت حالة الفنان الكبير في آخر أيامه، نصحه الأطباء بالراحة والبعد عن أي مجهود كبير، ولكنه لم يقبل بهذه النصائح وتدهورت صحته أكثر وسافر إلى لندن للعلاج لمدة 3 أشهر.
كما طلب الأطباء من ملك العود في فترة مرضه الأخير، أن ينام كثيرًا وألا يبذل جهدًا كبيرًا، وعن الطعام يأكل المسلوق بدون ملح، ووافق على هذه النصائح ما عدا الراحة من العمل، تعرض لأزمة جديدة أثناء تواجده في لبنان، وطلب من محاميه محمود لطفي أن يسافر له من أجل أمور هامة.
ومن أغرب الوصايا التى تركها فريد الأطرش، حين طلب من محاميه الخاص أن يضع بند في وصيته بتخصيص 1000 جنيه كراتب شهري لطباخه شحاته، الذي عمل معه لفترة وصلت لـ 25 عام، وبعد عودة المحامي لمصر ، صدم عندما علم بأن طباخ الأطرش قد توفى بسكتة قلبية وقال هذا الأمر للموسيقار الكبير الذي قرر أن يكون الراتب لصالح أسرة الطباخ الراحل.
وتوفي الفنان الكبير فريد الأطرش إذ أصيب بنوبة قلبية مفاجئة، وتوقف القلب نهائيًا، ومات، في 26 ديسمبر عام 1974م، وتم نقل الجثمان للقاهرة بطائرة قادها ابن خالة فريد الطيار أبو الحسن.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا إنستغرام نورت