أقيمت في العاصمة التشيكية براغ الخميس أمسية فنية لدعم الثورة السورية برعاية وإشراف المبادرة لأجل سوريا الحرة، وشارك فيها الفنان وصفي المعصراني وفرقة زرياب للأغاني الشعبية، بحضور رئيس نادي الكتاب التشيكي يرجي ديديتشيك؛ وعرض الرسام فراس جوابرة لوحة الشهيد التي تعتبر الأكبر حجما وتعبيرا، حيث استغرق رسمها سبعة أشهر.
ووفق الجزيرة، فقد قدم المعصراني أناشيد وأغاني ألهبت مشاعر الحضور الذين صفقوا لها طويلا، وهي أناشيد لاقت رواجا في عواصم عديدة في العالم، كونها حماسية ومعبرة وتخاطب المشاعر، وتحكي قصص ألم الشعب السوري المطالب بالحرية الذي لا يزال يعاني القتل والتدمير بسبب مطالبته بالتغيير.
رئيس نادي الكتاب التشيكي يرجي ديديتشيك شارك بمقطع عزف وغناء، كونه يبدع أيضا في هذا المجال، معتبرا تلك المشاركة مساهمة بسيطة للفت الأنظار إلى ما يجري في بلد تمزقه آلة الدمار الشرسة، من نظام دكتاتوري لا يعير أي اهتمام للمجتمع الدولي، بحسب قوله.
وأضاف ديديتشيك للجزيرة نت أن موقف بلاده تجاه ما يحدث في سوريا مخجل طالما يبقي حتى اليوم على العلاقات مع النظام “الفاقد للشريعة الدولية” في دمشق، لكنه علل ذلك بعلاقة بلاده مع روسيا التي تمدها بالغاز والطاقة، إضافة إلى الاستثمارات الاقتصادية الكبيرة بين البلدين، والتي لا تريد براغ لها أن تتأثر في حال قامت بالضغط على نظام الأسد.
الفنان السوري فراس جوابرة ابن مدينة درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة وقدمت الآلاف من الشهداء، شارك بلوحة قال عنها إنها الأكبر في العالم، وتوثق أسماء 15 ألف شهيد قتلهم نظام بشار الأسد، وقد تم إنجازها خلال سبعة أشهر تفرغ لها بشكل كامل.
ويضيف الجوابرة الذي يحمل دكتوراه في إدارة المعرفة وماجستير في إدارة النظم للجزيرة نت، أن هذه اللوحة تعرض لأول مرة في براغ، وستعرض لاحقا في عواصم أوروبية أخرى، وهي تحكي قصة شهيد بعد تجميع قطعها ليظهر وجه الشهيد الذي قتل في درعا معن العودات، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص ريعها بالكامل لدعم الثورة السورية.
من جانبه، قال رئيس المبادرة لأجل سوريا الحرة مازن ميالة للجزيرة نت، إن ريع هذه الأمسية التي حضرها حفل غفير سيتم اعتماده ضمن مجموع من النشاطات السابقة في صندوق معونات، يصرف منه بشكل دفعات تدعم اللاجئين على الحدود بين سوريا والأردن وتركيا، وقد صرف منها مؤخرا دفعة مساعدات في شكل أدوية ومعونات غذائية، أرسلت بالتعاون مع السلطات التشيكية في طائرة عسكرية إلى الأردن، ونقل بها جرحى سوريون من الأردن إلى بعض المستشفيات في براغ.