سي ان ان – يبدأ المخرج السوري نجدة أنزور عرض فيلمه الجديد المثير للجدل “ملك الرمال” في دمشق يوم الخميس 12 ديسمبر 2013، وسط حضورٍ رسمي وإعلامي حاشد بدار الأوبرا، كمقدمة لعرض جماهيري لاحقا للفيلم في العاصمة السورية، ومدينتي اللاذقية وطرطوس، وذلك رغم مناشدة الأمير طلال بن عبد العزيز عبر “تويتر” للرئيس السوري بشار الأسد بإيقاف العرض، بدعوى أنه يسيء لذكرى والده الملك الراحل عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية.
وردّ أنزور على كلام الأمير طلال قائلاً: “قبل أن تطالب فخامة الرئيس بشّار الأسد بوقف عرض الفيلم، أرجو أن تطلب من جلالة الملك عبد الله إيقاف إرسال الدعم العسكري، والإرهابيين لسوريا،… لو تزامن هذا مع طلبكم، لوقفنا له احتراماً، وقلنا إنكم صادقون في نواياكم، ولكن مطالبتكم بوقف العرض كي لانسيء لذكرى الملك عبد العزيز، تدفعنا للتساؤل إذاً عن إساءتكم الكاملة بحق الشعب السوري طوال هذا الوقت ؟”، وسخر من وصف الأمير له بـ”مخرج جهاد النكاح” وعلق على ذلك بالقول: “أنا لست مخرج جهاد النكاح… أنا ملك النكاح”!!
وأكّد المخرج السوري أن إنتاجه لفيلم “ملك الرمال” لم يكن لغاياتٍ ثأرية مع النظام السعودي، وإنما يخاطب من خلاله “العقلاء في المملكة لكبح جماح من أسماهم “الزعران والقتلة” الذين يعبثون في المنطقة كلها، وليس في سوريا فقط”.
وأوضح أنّه يواصل من خلال هذا الفيلم: “التصدي فنياً لظاهرة الإرهاب، والبحث في تاريخ هذه الظاهرة، وجذورها، وارتباطها بالفكر الوهابي، ومصدر هذا الفكر الذي أثرّ على أجيال بدأت تتفاعل نتيجة الظروف، والمتغيرات السياسية بالمنطقة، حتى وصَل هذا المد لسوريا”.
ونوّه نجدة أنزور لأعمال تلفزيونية قدمّها في الإطار ذاته خلال السنوات الماضية ابتداءً من مسلسل “الحور العين” 2005، ومروراً بـ”المارقون”، و”ما ملكت أيمانكم”، ووصولاً إلى “تحت سماء الوطن” أحدث مسلسلاته التلفزيونية المعروضة في الموسم الدرامي الفائت 2013، وأضاف: “سبق ونّبهنا إلى أن ظاهرة الإرهاب قد تكون موجودة في مجتمعنا، ولم تجد الفرصة في الظهور، وثَبُتَ فعلاً صحّة ماقلناه، وهانحن نوجه اليوم رسالة إلى كل العالم لنبذ هذه الظاهرة، والبحث عن الوجه الحقيقي للإسلام… وهذه الغاية الأساسية لعملنا.”
ولدى سؤالنا عن اختياره لشخصية الملك عبد العزيز آل سعود بالذات لكي يقدم عنها فيلماً، والانتقادات التي أثيرت حول هذا الاختيار، واعتباره يصب في إطار المناكفات السياسية بين دمشق والرياض؟، أجاب أنزور: “الفيلم من إنتاجي الخاص، ولم أتلقَ أي تمويل حكومي لإنتاجه، ثم من الناحية الفنية لايوجد شخصية في العالم لايمكنك صنع فيلم عنها… علينا أن لا نخشى من تاريخنا، بل ينبغي علينا محاكمة هذا التاريخ، لم نقصد الإساءة من وراء هذا الفيلم، وإنما قدمنا الحقائق، وهناك عدّة شخصيات عالمية من شعراء وفنانين وملوك ممن قدمت عنهم أفلام، ولم تقم القيامة بسب ذلك إلاّ في عالمنا العربي.”
، واعتبرَ أن سبب حرص السعوديين على عدم عرض الفيلم: “رغبتهم في إخفاء عيوبهم، لأنه بمجرد تعرية الأشخاص، وإزالة القدسية عنهم ستجد أن طبقة السولوفان التي تغلفها محض صناعة.”وكشف نجدة أنزور عن سعيه للاحتفاء بعرض فيلم “ملك الرمال” في أكثر من عاصمة عالمية، فبعدَ العرض الافتتاحي بالعاصمة البريطانية يوم 11 سبتمبر الفائت، والذي دعيت إليه شركات التوزيع، سيكون الفيلم: “مُجَدْوَلاً على قائمة عروض عدة صالات سينمائية خلال العام المقبل 2014، وسيتم توزيعه في كل أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة حيث ستكون العروض الأهم، باعتبار أن الأمريكيين تعرضوا للإرهاب وخاصة بمدينة نيويورك، فالفيلم يشير في بدايته إلى أحداث 11 سبتمبر، وكيف تغير وجه العالم من خلالها؟.”وفي ختام حديثه دعا أنزور إلى متابعة الفيلم لنرى مدى مصداقية ماقدّم فيه من عدمها… ثم نناقشه، ووصف مهاجمة محتواه مسبقاً بـ”التخلف”.
يذكر أن فيلم “ملك الرمال” يعرض لخمسين عاماً من حياة مؤسس المملكة العربية السعودية، وهو من بطولة الممثلين الإيطاليين ماركو فوشي، وفابيو تستي، ويشارك فيه ممثلون من إنكلترا، وتركيا، وسوريا، ولبنان.
ALA ALAMAM YA BATAL