الحبس 3 سنوات لطبيب التخدير المتسبب في وفاة الفنانة سعاد نصر

عاقبت محكمة «جنح مدينة نصر» بشمال القاهرة في جلستها أمس «الخميس» طبيب تخدير، بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل، وإلزامه بدفع كفالة لوقف تنفيذ الحكم مؤقتا قدرها خمسة آلاف جنيه مصري (نحو 900 دولار أمريكي)، بعد إدانته بالتقصير والإهمال في أثناء تخديره الفنانة المصرية الراحلة سعاد نصر لإجراء عملية شفط دهون لها، مما أدى إلى وفاتها، وأحالت المحكمة الدعوى المدنية بالتعويض ضده لمحكمة مختصة.

وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أنه ثبت لديها قيام الطبيب المتهم محمود غلاب، بتخدير سعاد نصر قبل إجراء التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة لها، الأمر الذي أدى بعد بضعة دقائق من عملية التخدير إلى إصابة المخ بأعراض نقص الأكسجين، مما أدى إلى ضمور خلايا المخ وتسمم المجني عليها من أثر المخدر، ودخولها في غيبوبة طويلة توفيت على إثرها.

ورحبت أسرة الفنانة الراحلة بالحكم، فيما قال طليقها أحمد عبد الوارث إن الجزاء أقل من المنتظر. واعتبر الفنان أحمد عبد الوارث، طليق الفنانة الراحلة ووالد ابنيها طارق وفيروز، أن المتهم يستحق أكثر من الحبس ثلاث سنوات، لأنه قضى على نجمة محبوبة وحرم أسرتها وعشاقها منها، لافتا إلى أن الحكم في الوقت نفسه رسالة رادعة لكل من تسول له نفسه أن يهمل في عمله ويضر بالآخرين.

وقالت فيروز ابنة الراحلة سعاد نصر: «فقدت أمي منذ عامين، ومنذ وفاتها لن يعوضني شيء عنها. كنت حائرة، هل أهمل الأطباء في حقها أم لا، واليوم أثبت لي القضاء أن أمي راحت ضحية إهمال طبيب لا يبالي بحياة البشر، لكنه نال جزاءه، وهو ما شفي بعض الغليل لدينا جميعا».

وكانت أسرة الفنانة الراحلة سعاد نصر (شقيقها ونجله ووالدتها) قد أقامت دعواها ضد الطبيب محمود غلاب، طبيب التخدير المتهم بالتسبب في وفاة الفنانة المذكورة في أثناء تجهيزها لإجراء عملية «شفط دهون» داخل أحد المستشفيات الخاصة، وطالبت في الدعوى إلى جانب توقيع أقصى عقوبة بحق طبيب التخدير، بإلزامه ومدير المستشفى بأن يدفعا متضامنين تعويضا مدنيا مؤقتا قدره مليون جنيه مصري.

كما اشتملت طلبات مقيمي الدعوى على المساواة بباقي الدول الإسلامية من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية ودفع الطبيب 600 ألف جنيه مصري كدية شرعية، جزاء لإهماله الذي تسبب في دخول الفنانة الراحلة في غيبوبة لمدة سنة وعشرة أيام ووفاتها عقب ذلك.

كانت الفنانة سعاد نصر أصيبت بغيبوبة في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2005 بسبب تلقيها جرعة زائدة من مخدر العمليات الجراحية (البنج)، تمهيدا لإجراء عملية جراحية لشفط الدهون، ظلت على إثرها في الغيبوبة لمدة سنة و10 أيام إلى أن توفيت.