الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بنكهة لبنانية

يبدو ان الجزائر ستحتفل بالذكرى الخمسين لإستقلالها بنكهة فنية لبنانية, حيث ستطل كلّ من الاسماء الفنية التالية من عبد الحليم كركلا الى إليسا ونجوى كرم إضافة الى حشد من نجوم العالم العربي في الاحتفالات الضخمة التي ستقام بهذه المناسبة والتي خصصت لها ميزانية كبيرة .

أليسا ستحيي حفلا غنائياً في “عنابة” في شرق الجزائر، فيما ستطل في الهواء الطلق على مسرح “حسني شقرون” شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم في الاول من تموز والفنان العراقي كاظم الساهر في الثاني من الشهر عينه والشاب خالد إلى جانب فرقة الفلكلور الإسباني جيبسي والفكاهي عبد القادر سيكتور وفنان من تونس في الخامس منه ومامي الذي لم يحي حفلا فنيا له في الجزائر منذ سنوات بسبب سجنه في مدينة وهران غرب الجزائر، وبحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران فقد بلغت المبلغ المالي الذي رصد لإنجاح حفل وهران ما يقارب ال 15 مليار سنتيم خصص للاحتفالات مع الاشارة الى امكانية ان يرتفع المبلغ بحسب احتياجات المناسبة.

أما الفنان اللبناني الكبير عبد الحليم كركلا الذي سبق وأحيا أفراح الجزائر في العام 2004 بمناسبة خمسينية الثورة التحريرية وفي 2011 بمناسبة تتويج تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، يتواجد منذ حوالي الاشهر الثلاث في الجزائر حيث أجرى خلال هذه الفترة بروفات في القاعدة البيضاوية بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، ذلك لإحياء إستقلال الجزائر من خلال عمل سيحمل عنوان” ملحمة شعب” .
لكن لماذا وقع الاختيار على كركلا للاشراف على العمل في مناسبة وطنية جزائرية؟ أرجع مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي في مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق للاعلان عن الاحتفاليات التي ستنظم بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر إن إستقدام الفنان اللبناني عبد الحليم كركلا لإخراج العمل الفني، الذي يحضر ضمن الأحتفالية جاء أثر رفض عدد من الفنانين الجزائريين المقيمين في أوروبا طلب الديوان الذي ينظم هذا الحفل الضخم بمناسبة مرور نصف قرن على استقلال الجزائر.

وأكد بن تركي انه تمت مراسلة الفنانين الجزائريين ولكن لم يحصلوا على الرد من أيّ منهم. برّر بن تركي الى أن إدارة المؤسسة أضطرت لمراسلة المخرج المسرحي عبد الحليم كركلا الذي وافق على العرض ولكن وفقاً للشروط الجزائرية.
ويجري الاعداد للملحمة التي ستعرض في الرابع من تموز على مسرح “الكازيف ” في سيدي فرح” حيث تقام اليوم عملية إعادة هيكلة للمكان لتتناسب مع العمل الضخم الذي يشارك فيه حوالي 800 فنان . وستعرض الملحمة من 4 الى7 تموز على مسرح الكازيف، ثم تنتقل إلى مدن وهران قسنطينة وباتنة بمعدل ثلاثة عروض في كل مدينة.

وخلال أيام سيتم نقل العمل الملحمي الضخم الذي تبلغ مدة عرضه حوالي الساعة والنيف وتشرف عليه وزارتا الثقافة والمجاهدين وينتجها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وأوصي عليه كركلا إلى مسرح الهواء الطلق في”سيدي فرج” إستعداداً ليلة الافتتاح. وتم اختيار المكان هذا نظراً للرمزية التاريخية التي يتضمنها حيث من هذا المكان بالذات دخلت أولى فلول القوات الفرنسية الفرنسية منذرة باحتلال الجزائر سنة 1830، وبالموقع نفسه سيتم الاحتفال بعيد الاستقلال.

وقامت شركات جزائرية بتنفيذ الترميم بإشراف إيطالي. وبنيت عملية إعادة تأهيل المسرح على أسس ومعايير دولية وأشرفت 16 شركة جزائرية على الدراسات وإعادة التأهيل. وسيحتوي المسرح على 3000 مقعد مخصص للجمهور كما تم إعادة بناء غرف الفنانين والكواليس ومختلف التجهيزات الخاصة الكفيلة بإنجاح الحدث.

كما تم توسيع الركح من 60 مترا مربعا إلى ألف متر مربع من أجل ضمان جودة العرض للافتتاح الرسمي للملحمة .
العمل الملحمي لا شك أنه واجه خلال التحضير له المبدع اللبناني صعوبة نظراً للعدد الكبير من المشاركين به, لكن رهان عبد الحليم كركلا بالنجاح أكيد وستناسب مع ضخامة المناسبة التي تدعو إلى إقامة شيء خاص ومميز وعمل بمستوى الحدث. العمل الملحمي يروي بطولة شعب قهر الصعاب من أجل العيش في كنف الكرامة والحرية ومستقى من التراث الجزائري, ولا يعتمد على الأغاني أو الرقص، بل يستمد خطوطه العريضة من التاريخ الكبير والضخم للجزائر. وتم الاستعانة بتقنيين أجانب نظراً للخبرة الخجولة جداً للجزائرين في هذا المضمار.

الملحمة بنصها جزائرية كتبها شعراء من الجزائر وأيضا تمت الاستعانة في كتابة النصوص بتاريخ البلاد وبخطابات لرؤساء الجزائر تمت دمجها مع كلام الشعب والشهداء ومجموعة من الشعراء، ، اضافة الى الاستعانة بشاعر لبناني واحد ارتأى مشاركة الجزائر في عيدها الخمسين للاستقلال. ويجول العمل في الحقبات الزمنية التي تركز على حركة الانتقال من الحاضر إلى الماضي وبالتحديد إلى اتفاقيات إيفيان مرورا بكل فترات البناء التي مرت بها الجزائر، دون إغفال وإبراز بطولات الشعب الذي صنع هذه الأحداث.هذا وتم إستحداث منصة خاصة للحدث الذي يُعمَل جاهداً لإيجاد كل الظروف الملائمة لإنجاحه وليأتي أولأ بمستوى الحدث وبمستوى الامال المعلقة على الفنان اللبناني المبدع.

هذا وتم إختيار عدد كبير من الفنانين والشباب الموهوب حيث بلغ عدد المشاركين في الملحمة 800 عنصرا يتوزعون على 500 فنان من مختلف ولايات الجزائر من ممثلين ومطربين وراقصين من الباليه الوطني وراقصي هيب هوب وفرق فلكلورية. هذا ناهيك الى عدد المنظمين والتقنيين والمهنيين والذن بلغ عددهم 300 فرداً.