يواصل الروائي السعودي فوزي القبوري كتابة مسلسل تاريخي سعودي يحمل عنوان (الطريق إلى مكة)، يرصد من خلاله كل المراحل التي مر بها محمد أسد ودخوله للإسلام.
وعن سبب اختيار القبوري لهذه الشخصية على وجه الخصوص، قال في تصريحات لـ”العربية.نت” إن محمد أسد شخصية عالمية أثرت بشكل كبير في الفكر العالمي، فهو نمساوي المنشأ يهودي الأصل، قبل أن يُسلم ويساهم في إثراء الفكر العربي والإسلامي من خلال كتاباته ومواقفه ورحلاته.
وأبان الروائي أن محمد أسد رجل أوروبي كغيره من الرجال عرف عظمة الإسلام من خلال القراءة والتأمل والتفكير بعيداً عن حال المسلمين المتدهور وقتئذ.
وقال: “كان من الضروري علينا أن ننقل تلك التجربة الغنية والثرية إلى الدراما، فنحن بحاجة ماسة لدراما سعودية تحكي شيئاً من تاريخ المملكة العربية السعودية.
وأضاف: “لم أجد أفضل من رحلة محمد أسد الثرية بكل تفاصيلها لتكون منطلقا لهذا المسلسل، الذي سيحكي بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية وطرفاً من سيرة الملك عبد العزيز، كما ذكرها محمد أسد الذي عاصر الملك وعايشه برهة من الزمن، كذلك سيركز العمل على تفاصيل البيئة السعودية العتيقة في تلك الحقبة”.
وأبان القبوري أنما يميز تلك الشخصية العالمية أنه بعد إسلامه تحول إلى مدافع عن الدين ضد ما يثار حوله من شبهات، حيث تكمن هنا أهمية ردوده.
وأشار الروائي أن العمل لا يزال في طور الكتابة، وقد بدأ بالتحضير له منذ أكثر من سنتين، وذلك بحصر مصادره ومراجعه ووثائقه.
أما عن الأسماء المرشحة للعمل، فستكون خليطا بين نجوم عرب وسعوديين، وأبرز المرشحين لتمثيل شخصية محمد أسد هو الممثل السوري بسام كوسا، أما الإخراج فسيكون لشوقي الماجري.
وحول الأماكن المزمع تصوير العمل بها أوضح القبوري أن هذه أمور فنية وترجع للجهة المنتجة، وكذلك لمخرج العمل، لكن الغالب أن يكون تصويره في السعودية.
الجرح الأندلسي
وتحدث القبوري عن موقع الدراما السعودية بين كافة أنواع الدراما العربية الأخرى، قائلا إنها بمكانة غير جيدة، لكنها قادرة أن تتميز وتأخذ مكانا مرموقا عربيا، خاصة وأن هناك إمكانيات وأدوات تساعدها على ذلك، وكل ما تحتاجه هو الدعم وتوفير البيئة المناسبة للنجاح وإعطاء فرص متساوية للشباب السعودي للإبداع.
وأشار الكاتب أن الاهتمام بالأعمال التاريخية في السعودية ضعيف للأسف الشديد، فلا يوجد عمل سعودي تاريخي حتى الآن يليق بمكانة المملكة العربية السعودية وإرثها الحضاري والثقافي والتاريخي.
على الجانب الآخر يعد القبوري لبرنامج وثائقي يحمل عنوان (الفردوس المفقود) عن بلاد الأندلس، معتبرا أنها جرح عميق في ذاكرة الأمة العربية والإسلامية، ولا بد من نبش هذا الجرح.
ومن جهة أخرى اعتبر الكاتب الأندلس إرثا حضاريا وتاريخيا وفكريا كبيرا ساهم بشكل مؤثر في النهضة العالمية، وقال: “من الضروري إبراز هذا الجانب في عمل توثيقي تلفزيوني، وعليه لن يركز البرنامج على أحداث الأندلس السياسية بقدر ما سيركز على الجوانب الحضارية، كتأثير الحضارة الأندلسية المسلمة على أوروبا، وكذلك الحرية الدينية التي مارسها المسلمون مع السكان المحليين، ودور المرأة الأندلسية في الحضارة العربية والإسلامية وغير ذلك.