البدء بتصوير أي مسلسل سوري في دمشق هذه الأيام مغامرة بحد ذاتها. وعلى الرغم من كل المآسي التي تنهال على البلاد، لايزال هناك من يعشق المغامرة من نجوم الدراما السورية، وعلى رأسهم المخرج الفلسطيني السوري سمير حسين الذي قرر البقاء في دمشق ومتابعة العمل الدرامي، رغم أنه يحمل جواز سفر بريطانياً يخوله السفر مع عائلته.
نساء حائرات
إلا أن صاحب “وراء الشمس” اقتحم منذ فترة “ميدان التحرير” ليضمن حضوره ضمن السباق الرمضاني المقبل في مسلسل “أرواح منسيّة” للكاتب السوري نبيل ملحم. ويلعب بطولته النجم السوري فراس إبراهيم إلى جانب النجم المصري عزت العلايلي.
وينطلق العمل، بحسب تصريحات صناعه من فندق تقيم فيه شخصيات متأزمة، أغلقت أبواب الحياة على نفسها، وهربت من نشرات الأخبار، لحين هروب شاب من ميدان التحرير ودخوله الفندق ليفتح الباب على نزلائه في مواجهة الحياة الجديدة بعد اندلاع الثورة، دون ادعاء التوثيق للحدث السياسي. وقد تأجل عرض العمل لرمضان القادم، ليقرر حسين الخوض مجدداً في الدراما السورية، وبالفعل فقد باشر في شوارع العاصمة السورية بتصوير مسلسل “نساء حائرات” للسيناريست أسامة كوكش.
ويتحدث عن المجتمع السوري وفق تشعباته والفساد الذي أوصل الشعب إلى مكان لا رجعة فيه. كما يخوض في عدة محاور، منها محور العنوسة وما تواجهه الفتاة السورية عند فقدانها الأمل بالزواج، فيما يسلط الضوء على بيروقراطية الدوائر الحكومية والفساد الإداري. كذلك لا يفوت الفرصة للخوض في تفاصيل إنسانية والحديث عن مرض السرطان عند الأطفال والجمعيات التطوعية التي تعمل على هذا الموضوع. والمسلسل من بطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية منهم رشيد عساف وفاديا خطاب ونادين خوري وجهاد سعد وفاتح سلمان وآخرون.
وفي حديثه مع “العربية.نت” أكد المخرج الفلسطيني أنه بذل جهداً كبيراً على النص حتى تحولت الأحداث إلى حبكة توازي الزلزال الذي ضرب سوريا. ويجزم بأنه صور في شوارع دمشق وسجل لقطات عفوية لنبض الشارع السوري والأزمة المجتمعية والمعيشية الخانقة التي يعاني منها، فمثلاً لاحقت الكاميرا الازدحام الهائل على مراكز توزيع الغاز ومحطات الوقود وراقبت أعمدة الدخان المتصاعدة وسجلت أصوات الانفجارات المتلاحقة، فيما كانت شخصيات القصة تعيش حياتها وتسجل انطباعاتها عما يحدث بالقرب منها أي في قلب دمشق.
تصفية شقيقه على أيدي الشبيحة
من جانب آخر، لا يخفي سمير حسين حزنه البالغ على ما أصابه منذ فترة، إذ تم تصفية شقيقه في حادث أليم في منطقة السيدة زينب على أيدي شبيحة مسلحة يرجح أنها تابعة للنظام السوري. وعن هذا الموضوع يقول إن الحادثة حفرت في وجدانه وتركت حزناً بالغاً داخله، وأربكت العائلة التي تحمل هم الأم الثكلى بأبيها.
لكنها في المقابل زادته إصراراً على البقاء في سوريا والعمل بقدر أكبر لأن البلد تستحق أن يبقى شعبها فيها.
إذاً رغم المعاناة الكبيرة التي يعيشها سمير حسين، فإنه يمضي قدماً في إنجاز مسلسل اجتماعي معاصر يفترض أن يتابعه الجمهور في رمضان القادم على أكثر من فضائية عربية.