فرانس برس- أفاد منظمو مهرجان بعلبك الدولي الذي يقام سنوياً في المعبد الروماني في كبرى مدن شرق لبنان، سينقل هذا الصيف إلى خارج المدينة بسبب انعكاسات النزاع السوري، وذلك في تصريحات لوكالة “فرانس برس” اليوم الجمعة 21 يونيو/حزيران.
وتعد مدينة بعلبك معقلاً لحزب الله الشيعي، وتعرضت خلال الفترة الماضية لسقوط صواريخ من الأراضي السورية، في هجمات تبنى بعضها مقاتلون سوريون معارضون، قائلين إنها رد على مشاركة الحزب في المعارك إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
كما تعرضت مناطق أخرى ذات غالبية سنية في شمال لبنان وشرقه لقصف من القوات النظامية.
وأفاد المكتب الإعلامي للجنة المنظمة للمهرجان أنه “بسبب الوضع الأمني، لن نتمكن من تنظيم المهرجان هذه السنة كما جرت العادة داخل المعبد”، مشيراً إلى تواصل البحث عن مكان آخر لاستضافة فعاليات المهرجان.
وبات من المقرر أن ينطلق المهرجان في 9 أغسطس/آب المقبل، بعدما كان موعده المرتقب في 30 يونيو/حزيران الجاري.
وتضم بعلبك معبداً رومانياً هو من الأهم في العالم، وهو مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وأعرب المنظمون عن “الإحباط” جراء اضطرارهم لنقل المهرجان إلى خارج المدينة، لا سيما أن بعض العروض صممت خصيصاً لتقدم في “الإطار الساحر” للمعبد، ومنها “بازل”، وهو عرض لمصمم الرقص البلجيكي سيدي العربي الشرقاوي.
وكان من المقرر أن تقدم مغنية الأوبرا الشهيرة رينيه فليمينغ عرضاً من أكثر العروض ترقباً هذه السنة، غير أنها ألغت مشاركتها في المهرجان الذي يعد من أهم الأحداث الفنية في العالم العربي، وواحداً من الواجهات الثقافية للبنان على مدى أكثر من خمسين عاماً.
وشدد المنظمون على أن “رينيه فليمينغ ألغت أمسيتها حتى قبل تدهور الوضع الأمني”.
وإضافة الى الشرقاوي، وهو أحد مصممي الرقص المعاصر الأكثر شهرة، يستضيف مهرجان بعلبك مغنية الروك الإنجليزية ماريان فايثفول، وعازفة البيانو والمغنية البرازيلية إليان إلياس، إضافة إلى أمسيات للفنانين اللبنانيين مارسيل خليفة وعاصي الحلاني.
وانطلق المهرجان في العام 1956 إبان “العصر الذهبي” للبنان، وتوقف طوال فترة الحرب الأهلية (1975-1990)، وأعيد تنظيمه في العام 1997. كما توقف المهرجان في صيف العام 2006 بسبب الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
واستضاف المهرجان العديد من الأسماء البارزة خلال تاريخه، من رودولف نورييف إلى ستينغ، مروراً بإيلا فيتزجيرالد ونينا سيمون.
أما مهرجانات الصيف الأخرى في لبنان، وفي طليعتها مهرجان بيت الدين في جبل لبنان الذي ينطلق الجمعة، ومهرجان بيبلوس الذي تستضيفه مدينة جبيل الساحلية، فسوف تتابع عروضها كالمعتاد.
وشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، سلسلة من أعمال العنف على خلفية النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس/آذار 2011، تضاف إليها توترات سياسية ومذهبية.