قارئة الفنجان.. هذه المقطوعة البديعة كانت آخر ما نشد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ على المسرح، وأيضا كانت آخر ما استمع إليه فى أيامه الأخيرة، إذ كان يحرص على سماعها فى لندن وهو يتلقى علاجه، حتى تشاجر معه صديقه مجدى العمروسى، ونهاه عن سماعها نظرا لحالة التشاؤم التى فى آخر القصيدة (وسترجع يوما يا ولدى مهزومًا مكسور الوجدان).
القصيدة ألفها الشاعر الشهير نزار قبانى، ولحنها الموسيقار محمد الموجى، ولها الكثير من الحكايات خصوصًا تلك التى صاحبت تعديل أبياتها مثل غنائه “يا ولدى قد مات شهيدا من مات فداءً للمحبوب” بدلا من “يا ولدى قد مات شهيدًا من مات على دين المحبوب”.. واعترض العندليب على غناء بعض الأبيات لعدم انسجامها مع اللحن مثل “ستحب كثيرا يا ولدى وتموت كثيرا يا ولدى وترجع كالملك المغلوب”، وأيضًا :”والقصر كبير يا ولدى كلاب تحرسه وجنود”.
وروى الإذاعى العراقى الراحل سعاد الهرمزى فى برنامجه “من الذاكرة”، كواليس الأغنية قائلا :”العندليب أجرى 38 اتصالا بالشاعر نزار قبانى لإجراء تعديلات على الأغنية وكل مكالمة كانت تستغرق من نصف ساعة الى ساعة كاملة”، ولفت الإذاعى إلى أن حليم كان يلتقى بالموجى من الساعة التاسعة مساء وحتى السابعة صباحا لسماع لحنها.
يا صبرك يا اخي هههههههههههههههه