حلت ذكرى ميلاد الفنان الكبير وديع الصافي الذي عرف بقوة صوته وصفائه، ونجح خلال مشواره الفني الحافل بالعطاء في أن يصنع لنفسه اسمًا بين عمالقة الغناء في العالم العربي، وعرف بدوره الرائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني، ونشر الأغنية اللبنانية في الوطن العربي، وفي ذكرى ميلاده نتعرف على أمنيته الفنية التي لم تتحقق مع كوكب الشرق أم كلثوم بسبب وفاتها.
ففي بداية سبعينيات القرن الماضي، اتجهت كوكب الشرق أم كلثوم إلى لبنان، وخلال تواجدها في «بعلبك»، استمعت إلى ألحان وديع الصافي، وطلبت منه أن يلحن لها أغنية تؤديها بصوتها لإعجابها الشديد بألحانه، وفرح وديع بذلك واعتبر طلب أم كلثوم وسامًا على صدره.
وتوصل وديع إلى أغنيتين، هما «يا نعمة الأيام»، و«وأنا فيما أنا فيه»، وبعد اتصاله بأم كلثوم طلبت منه الإسراع في إنهاء الأغنية الأولى.
وبالفعل انتهى الصافي من تلحين الأغنية، لكن القدر حرمه من تحقيق حلمه فبعد انتهائه منها سافرت أم كلثوم في رحلة علاجية، وتُوفيت بعدها، ورفض وديع إعطاء الأغنية لمطربة أخرى وغناها بنفسه.
وقال وديع عن ذلك في حديث صحفي: «كان اللحن الذي ألفته وموسيقاه لها، لصوتها الفريد».
وحول اليوم الذي عرض عليها فيه اللحن قال: «يوم سمعته صاحت بي أنت سيد العرب»، وأضاف: «لكن المنية كانت أسرع من أدائها للأغنية، فرحلت عن هذه الدنيا وفي قلبها أغنية لم يتسن لها أن تغنيها ولا تسنى لي أن أسمعها منها، أنا أتشوق إلى مشاركتها ولو في عمل واحد».
إن لم أكن أخلصت في طاعتك
فإنني أطمع في رحمتك ،،،
ماظلمك من سماكي كوكب الشرق ?