بعد إعلانها مغادرة المغرب إثر تعرّضها لاعتداء، خرجت بطلة الفيلم الممنوع من العرض “الزين اللّي فيك”، الممثلة لبنى أبيضار، بتصريحات قالت من خلالها إنها تريد فضح فئة من الشعب بالمغرب “تزعجها النساء الحرات والمثليين ورغبات التغيير”، متحدثة عن أنها تخاف على حياتها بالمغرب، وأنها تعرّضت لتهديدات بالقتل، وأنها أجبرت نفسها على ارتداء برقع كي لا يتم التعرّف عليها في الشارع.
وأضافت أبيضار في رسالة مطولة نشرتها جريدة “لوموند” أن اسمها صار مصاحبًا لعبارة “العاهرة القذرة” وباتت “عارًا على النساء المغربيات”، وأضحت تتلقى تهديدات بالقتل كل يوم، حتى لم تعد تقوى على الخروج من بيتها إلّا للضرورات مرتدية البرقع، ووصل الأمر حد الاعتداء عليها من طرف ثلاثة رجال ليلة الخميس 9 نوفمبر بمدينة الدار البيضاء: “كانوا في سيارتهم، وتعرّفوا عليّ بما أن وجهي كان مكشوفًا. كانوا مخمورين، وأجبروني على ركوب سيارتهم، ثم قاموا بضربي في جسدي ووجهي، وقد كنت محظوظة لأنهم كانوا يريدون الاستمتاع فقط، بينما لو كان آخرون مكانهم لقتلونني”.
وعادت الممثلة لتقول مرة أخرى إن” رجال الشرطة والطاقم الطبي استهزؤوا منها، وفي النهاية قبل جراح تجميل بعلاج وجهها”، متحدثة عن أن المخرج نبيل عيوش ساندها، وذلك في الوقت الذي “خرجت فيه بتصريحات غاضبة ندمت عليها”، وبعدها قرّرت مغادرة المغرب: “أحب بلدي وحياتي هناك وابنتي.. لكن لا يمكن أن أعيش في الخوف” تقول الممثلة.
وعادت أبيضار إلى مسارها السينمائي، إذ تحدثت عن أنها شاركت في أدوار صغيرة بالمسرح وأفلام تجارية قبل أن تتمكن من نيل أوّل دور بطولة لها في فيلم “الزين اللّي فيك” لنبيل عيوش، متحدثة عن أن ذلك اليوم كان أسعد أيّام حياتها، بما أنها ستعمل مع “مخرج موهوب ومعروف دوليا، وبما أن ستعطي الكلمة لكل تلك الفتيات اللائي لم يتعلمن القراءة أو الكتابة، واللائي يخرجن منذ وصولهن إلى سن 14 كل ليلة للبحث عن رجل غني يأخذهن بعيدًا، فيكتشفن فيها بعد أنهن صرن عاملات جنس”.
وقالت أبيضار إنها أحبت الفيلم وعملت بكل جهدها في أداء الدور المطلوب، وبعدها تم اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان كان بفرنسا، ثم بدأت بعد العرض “موجة من الكراهية في المغرب، وبعدها قام وزير لم يرَ الفيلم بمنعه قبل حتى أن يطلب المنتج عرضه في المغرب”، متحدثة عن أن الفيلم “يُزعج بما أنه يتحدث عن الدعارة الممنوعة رسميًا بالمغرب وبما أنه يعطي الكلمة لنساء لم تعطَ لهن أبدًا”.
كما لفتت الممثلة المثيرة للجدل إلى “حملة الكراهية التي انتشرت في المواقع الاجتماعية”، عندما تحوّل الفيلم على رأس كل النقاشات رغم أن لا أحد في المغرب شاهده، ثم ارتفعت نسبة العنف يومًا بعد يوم ضد المخرج نبيل عيوش الذي وُصف باليهودي نسبة إلى ديانة والدته، وضدها على حد تعبيرها، متحدثة عن افتخارها بمشاركتها في الفيلم وأخذها لموقف منفتح ضد “النفاق”، وأنها استقبلت الكثير من رسائل الدعم والمساندة من أوروبا ومن المغرب، منها رسائل عاملات جنس.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، قد قرّرت رفع دعوى قضائية ضد لبنى أبيضار بعدما أصدرت هذه الأخيرة تصريحات تتهم فيها رجال الأمن بالاستهزاء منها عندما رغبت تسجيل شكاية ضد المعتدين عليها، وقال بلاغ للمديرية إنها تقدمت بشكاية لدى القضاء لأجل فتح تحقيق في تصريحات أبيضار “الزائفة والمغلوطة التي تتضمن إهانة وقذفًا في حق موظفي الأمن”.