رفض الكاتب والممثل السوري إياد أبو الشامات اتهامات قناة MTV اللبنانية لمسلسل “غداً نلتقي”، بـ”العنصرية، وتجسيد واقع مزيف وكاذب، عن تعاطي اللبنانيين مع الشعب السوري.”
ووصف أبو الشامات الاتهامات بـ”الكيدية والمثيرة للسخرية”، وأضاف: “نحن ندرك تماماً التعقيدات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، التي خلفها النزوح السوري إلى لبنان، البلد الصغير بالحجم والكبير بالتاريخ والثقافة والحضارة.”
وقال: “ندرك أنه لولا واقعية الشعب اللبناني، وتفهمه لحقيقة الحال السوري، وبعيداً عن كل اصطفافات السياسة، التي لا تعنينا، لما استمر وجود السوريين أربع سنوات، وفي كل مناطق لبنان، ومنها الأشرفية، التي نكن لأهلها كل الاحترام والتقدير.”
وأضاف أنه “من المعيب أن يحاول معدوا نشرة الأمس، حشرنا في زاوية ضيقة بغيضة كهذه، لا تشبهنا ولا تشبه عملنا، بل إنها تعاكس تماماً مقولة عملنا ورسالته، وتتفارق معنا بشكل شخصي، أنا ومخرج العمل، والشركة التي قامت بإنتاجه.”
وكانت القناة اللبنانية قد أعدت تقريراً في نشرة أخبارها الثلاثاء 23 حزيران/ يونيو، ذكرت فيه أن المسلسل السوري الذي يعرض على شاشة LBCI اللبنانية أيضاً: “صُوّر في لبنان، ويحمل في طياته مشاهد تتهم اللبنانيين بالعنصرية، والتعصب والتمييز ضد الشعب السوري.. واتهام منطقة الأشرفية بالتعصب جاء علناً وليس بالمبطن، وهذا ليس كل شيء!!”
وتابعت فضائية MTV في تقريرها أن “التحريض استمر من الحلقة الأولى إلى حلقات أخرى.. وحتى السيدة فيروز، رمز لبنان وأيقونته، لم تسلم من نص الكاتب المتعصب”، وتساءل معد التقرير: “مرت كل هذه المشاهد على الأمن العام اللبناني؟ أين رقابته على كل ما يمس سمعة اللبنانيين؟”
وحول تناول السيدّة فيروز بالمسلسل، ومجاهرة بطلة العمل “وردة” بأنها لا تحبّ أغانيها، ردّ إياد أبو الشامات قائلاً: “لم يلاحظ كاتب التقرير أن المشهد جرى على وقع أغنية لها، وهذا يؤكد لي انعدام فهمة الفني.”
وخاطب معد التقرير بقوله: “كان يكفيك أن تستيقظ في أي مدينة سورية، وفي أي صباح سوري على فنجان قهوة في نصف القرن المنصرم، لتدرك أن فيروز شريكة السوري في صباحه، وفي أيامه، وأننا أجيال خلف أجيال كبرنا عليها، وأنها جزء من ذاكرتنا الجمعية، وربما من الأشياء القليلة التي ما زلنا نجمع عليها نحن السوريين جيرانكم الساخرين.”
اتهامات القناة اللبنانية للعمل لم تكن الأزمة الأولى التي تواجه “غداّ نلتقي”، منذ بدء عرضه مطلع رمضان على عدّة محطّات عربية، رغم ما حققه العرض من أصداءٍ طيبّة، انعكست بوضوح عبر متابعات الصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض مقص رقابة قناة أبو ظبي لبعض مشاهده بالحذف لدى عرضه على قناة “الإمارات.”
المشاهد المحذوفة، بحسب ما أوضح أبو الشامات ، تطال أي إشارة في “حديث الشخصيات للحرب السورية، بالإضافة لمشهد لكاريس بشّار وهي ترقص، شاهده الجمهور على محطات أخرى، وهو غير فاضح، ويحترم الجمهور ولا أجد سبباً لحذفه”، على حد قوله.
يتناول مسلسل “غداً نلتقي” أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، على اختلاف توجهاتهم السياسية، من خلال حكاية “وردة” بطلة العمل، وجيرانها اللاجئين في بناءٍ متهالك من مخلفات الحرب الأهلية اللبنانية.
وتُعد أحداثه، كما قال أبو الشامات “توليفة من أشياء نعرفها، وأشخاص عاشوا بيننا، ونماذج نقابلها ونراها على الشاشات، ومواقع التواصل كل يوم، وأصبحت اكثر وضوحاً أثناء الحرب السورية.”