في منتصف سبعينيات القرن الماضي، كان الراحل أحمد زكي في مقتبل حياته الفنية، وجه جديد يبحث عن دور يخطو به خطوة نحو تحقيق حلمه.
هذه الفرصة جاءته بعد اختياره للقيام بدور البطولة في فيلم “الكرنك” إلى جانب سعاد حسني وكمال الشناوي وفريد شوقي، قبل أن تتبخر هذه الفرصة بقرار استبعاده لصالح نور الشريف، ذلك القرار الذي كانت له كواليسه.
تلك الكواليس التي سردها الإعلامي المصري عمرو الليثي، نجل منتج الفيلم الراحل ممدوح الليثي، بعدما كشف عن اعتراض المنتج رمسيس نجيب على إسناد دور البطولة في الفيلم لصالح أحمد زكي قائلاً “سعاد حسني تحب الولد الأسمر ده؟”.
ورغم تأكيدات ممدوح الليثي على كون شخصية سعاد في الفيلم هي زينب دياب ابنة بائع لحمة الرأس في الحارة، وهو أمر يبرر وقوعها في غرام أحمد زكي، إلا أن رمسيس نجيب أصر على رفضه، معتبراً أن هذا الأمر سيتسبب في إفشال الفيلم، لأن الجمهور لن يتقبل وقوع السندريلا في غرام زكي.
ولم يكتف رمسيس نجيب بذلك، بل أكد أن زكي لن يكون نجماً وسيلعب في حياته أدوار الرجل الثاني فقط، مشيراً إلى كونه سيكتفي بوجه جديد واحد فقط وهو محمد صبحي، على أن يقوم بدور الشيوعي في الفيلم.
ونشرت الأخبار حول قيام أحمد زكي بدور البطولة في الفيلم، ورغم محاولة ممدوح الليثي تأجيل إبلاغه بالأمر، إلا أنه فوجئ باتصال من أحمد زكي يسأله فيه عن موعد انطلاق التصوير، فطلب منه المنتج الحضور إلى مكتبه.
حضر زكي وطلب الكشف الخاص بالملابس، ليقابله المنتج بالتأكيد على أن الموزعين صاروا هم من يتحكمون في السينما بالوقت الحالي، مشيراً إلى كون رمسيس نجيب يبحث عن نجم يقف أمام سعاد حسني، ليخبره زكي أن الفيلم مليء بالنجوم وهناك كمال الشناوي وفريد شوقي.
لكن الأمر يتعلق بمن ستحبه سعاد حسني، هكذا أخبره الليثي، ليؤكد له استبعاده من الفيلم، وهو ما تسبب في غضب زكي الذي التقط الكوب الزجاجي من على المكتب وضرب نفسه به، ليصرخ وسط دمائه، ما دفع الجميع لمحاولة تطييب خاطره وجرحه.
طلب زكي الانصراف فأصر الليثي على إيصاله، وظلا يجوبان شوارع القاهرة، حيث كان زكي يهز رأسه بأسى ويتفوه بكلمات غير مفهومة طوال الطريق.
بعد يومين تلقى ممدوح الليثي اتصالاً من الشاعر صلاح جاهين وكانت بصحبته سعاد حسني، حيث أخبراه أن هناك حكماً قررا تنفيذه معه، وحينما استفسر الليثي عن الأمر، أخبره جاهين أن عليه دفع المبلغ المتبقي بالعقد لأحمد زكي، بالإضافة إلى 150 جنيها كتعويض.
ذلك الأمر الذي وافق عليه المنتج على الفور، وتوجه إلى منزل صلاح جاهين حيث التقى أحمد زكي وقاما بفسخ التعاقد وسدد الليثي المبلغ، ووقتها أخبره أحمد زكي بكونهم استبعدوه من الفيلم بسبب رأي رمسيس نجيب وهو ملك السينما في ذلك التوقيت، مشيراً إلى كونهم في المستقبل القريب سيلهثون وراءه وسيشعرون بالندم بعدما يدركون أن زمن رمسيس نجيب انتهى.
والله انهم كلهم سيندمون فى الآخرة يوم يجمع الله الاولين والاخرين ….يدعون ان الفن رسالة …نعم ان الفن رسالة ولكنها ليست الحب الحرام والتعرى والبعد عن كل القيم والاخلاق …اننا لا نجد فى الفن الا العلاقات المحرمة وحتى القصص ذات المعنى والهدف النبيل لا تتم الا بمشاهد وحوارات خارجة عن العرف والدين ناهيك عن الاختلاط ومشاهد العرى وغرف النوم ! وما بهذا تبنى الدول والاخلاق والقيم …ان الله لا يمحو السىء بالسىء ولكن يمحو السىء بالحسن …وتعالوا نتامل كيف كانت نهاية هؤلاء غالبا ما تكون نهايتهم ماساوية ماذا جنت السندريلا وماذا اخذ النجم الاسمر والنجم الابيض …ان بلادنا لا تنتج غذاءها ولا دواءها ولا سلاحها اللهم اليك المشتكى وقد ياتى الخير عن طريق مجلة فنية مثل صحيفتكم هذه حيث تقاعست صحف العلم والدين عن مهمتها التى انشئت من اجلها فالله المستعان وهو حسبى ونعم الوكيل !