بوشناق يدعو العرب إلى الاقتداء بالجزائر في إحياء الإنشاد الديني

دعا المطرب التونسي لطفي بوشناق الشعوب العربية إلى الاقتداء بالجزائر في إحياء والاستماع إلى المدائح الدينية والقصائد الصوفية ومدح الرسول، في هذا العالم المليء بالمشكلات لمخاطبة الروح.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه المطرب التونسي إن الفضائيات العربية مقصِّرة في حق المبدع العربي، وإن ما يعرفه الجمهور عنه لا يتعدى 20%.

ولم يُخْفِ الفنان الذي افتتح السهرة الأولى من المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد في طبعته الأولى بمدينة قسنطينة (شرق العاصمة الجزائرية)، مساء السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني؛ حبَّه الجزائرَ التي يزورها بعد غيابٍ دام أشهر.

وقال بوشناق : “إننا في أمسِّ الحاجة في هذا الوقت بالذات، الذي طغى فيه حب المادة والمشكلات؛ إلى مخاطبة الروح التي هي أساس الحياة من خلال المدائح والقصائد الصوفية”.

ووقف لطفي بوشناق على خشبة المسرح الجهوي بقسنطينة في ليلةٍ تألَّق فيها عذب الكلام والقصائد، وصفق الجمهور له طويلاً، وهو ما أثلج صدره؛ حيث قال: “أحيِّي كل من ساهم في هذه التظاهرة المهمة، وقبلة على جبين كل من فكَّر في إقامة هذا المهرجان من محافظ المهرجان جمال فوغالي إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي”.

وبين مدائح “زاد النبي وفرحنا به” وإنشاده “أسماء الله الحسنى”؛ أمتع واستمتع لطفي بوشناق، وأضاف: “على كل الدول العربية أن تنسج على منوال الجزائر من خلال إقامة مثل هذه المهرجانات التي تمد الجسور بين الشعوب”.

“ديو” مع فنان جزائري

وعن ألبومه الجديد الذي أدى منه مدائح وقصائد صوفية، أشار المتحدث إلى أن “المؤسف أن جديدي ألبومات كثيرة، لكن الجمهور العربي لا يعرف، بكل تواضع، سوى 20% مما يؤدي لطفي بوشناق“.

وفتح النار على الفضائيات العربية التي قال عنها: “أعمالي موجودة، لكن القنوات العربية -والتي يصل عددها إلى 80 قناة- مُقصِّرة في حق المبدع العربي، ولهذا يجب أن نستغل هذه الفضائيات لنعطي فرصة للمبدعين العرب لتبليغ الرسالة والحفاظ على الهوية والثقافة”.

وعن جديده الفني، كشف لطفي بوشناق عن مشروع ثنائي مع الفنان الجزائري سمير فرقاني (نجل عراب أغنية المالوف القسنطيني محمد الطاهر الفرقاني)؛ حيث قال: “سأخوض تجربة أغنية الجاز مع سمير فرقاني، الذي التقيته هنا في قسنطينة، واتفقنا على تجسيد المشروع في أقرب وقت”، وأضاف أن “التوافق في الطرح والأفكار سيجعل الــ”ديو” ناجحًا”.

من جهته، أكد محافظ المهرجان ومدير الثقافة بقسنطينة جمال فوغالي، أن المهرجان في طبعته الأولى سيختتم سهرته يوم 2 ديسمبر/كانون الأول الموسيقار العالمي نصير شمة، ويمثل كلاًّ من تركيا واليونان، والهند والولايات المتحدة الأمريكية، والسود وأبو ظبي، والعراق وبلجيكا؛ عازفون ومؤدون.

ولفت الانتباه بقوله: “أردنا أن نؤكد من خلال المهرجان انتماء الجزائر الحضاري والتاريخي”. وتابع: “يأتي المهرجان بمناسبة الاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة، ونحتفل فيه بأول نص صوفي في الإسلام، وهو طلع البدر علينا”.

كما يمتد المهرجان بفصوله من خلال المحاضرات والورش التكوينية الخاصة بالمقامات العربية والإنشاد، وصولاً إلى الأمسيات الشعرية.