ضمن المشهد العام لمسلسل الأحداث الدامية على الأرض السورية، وعلى عكس معظم كتّاب السيناريو السوريين الذين وجدوا من سياسة النأي بالنفس ملجأً لهم، بدأت الكاتبة والناشطة السورية ريما فليحان إنجاز عملها “تحت الهوا”، لتكون أولى الخطوات الجدية على طريق “دراما الثورة”.
“تحت الهوا” تدور حلقاته حول محطة إخبارية، وكيفية تغطيتها للأحداث اللاهبة، واختلاف المواقف بين العاملين في هذه المحطة مع التركيز على ما يجري في الأراضي السورية، ويحاكي مشاهد الواقع السوري ابتداء من الثورة المصرية، مروراً بالليبية، وتفاعل الشعب السوري معها منذ الوقفات عند السفارات، وانتهاء بالمعاناة الإنسانية التي يمر بها أبناء المخيمات، والتي كانت فليحان قريبة منهم في أكثر من مناسبة، حيث أكدت لـ”العربية.نت” ترجيح تصوير بعض من معاناة اللاجئين في المخيمات ضمن عملها الجديد.
فليحان: وجهة نظري موجودة بالعمل
ومنذ اللحظات الأولى لتفجر الغضب الشعبي ضمن الخارطة السورية، برز موقف فليحان كمناصرة للثورة ابتداء من صياغتها مع مجموعة من الفنانين السوريين لبيان الحليب، مروراً باعتقالها من أمام جامع الحسن على خلفية “مظاهرة المثقفين”، ووجودها السياسي أيضاً ضمن كواليس المجلس الوطني، وظهورها المتكرر على وسائل الإعلام كناشطة ومناصرة لقضايا الثورة السورية.
وقالت: “ستبقى مناصرتي للثورة ووجهة نظري فيما يحدث موجودة بالعمل، وهو أهم ما يميزه”.
وأضافت “الموقف السياسي لن يكون غائباً تماماً عن مفاصل العمل على الرغم من التركيز على الاجتماعي والإنساني الذي يعرض بعضاً من مشاهد القهر التي عصفت بالسوريين بمختلف محافظاتهم وأماكن تواجدهم”.
وعن دور الدراما وأهميتها في تصوير الواقع وإيمانها بأنها ستشكل مصدر إلهام لكثير من الكتّاب والمبدعين لمحاكاتها تقول فليحان: “ستخرج للنور أعمال كثيرة ستتناول ملاحم سطّرها الشعب السوري، من الممكن أن تظهر بعد سقوط النظام. وإن تأخرت قليلاً، فهذا لن يخفف من حجم إيمانها بأهمية الثورة وبطولة أبنائها ومن مشروعية وجودها”.
“تحت الهوا” ليس أول أعمال فليحان خلال الثورة السورية، حيث سبق لها أن صنعت فيلماً وثائقياً تحت عنوان “نفس”، إضافة لانشغالها بالتحضير لمجموعة أفلام وثائقية منها “حكايا الأمهات”.
ومين حضرتا هالانسة