ألقت الخريطة السياسية المتوترة في العاصمة المصرية القاهرة بظلالها على حال السينما المصرية وإيراداتها، فالبداية كانت بانسحاب عدد من شركات الإنتاج من السوق، إضافة لإعلان بعض الشركات مثل شركة “نيوسينشري” عبر بيان رسمي عدم إنتاجها للأفلام عالية التكلفة، وذلك بسبب الظروف التي تمر بها مصر من عدم استقرار واضح في الوقت الحالي.
أما ما زاد الأمر سوءا بالنسبة لصناع السينما في مصر، فهو تدهور الإيرادات التي تحققها الأفلام المطروحة بدور العرض بسبب الاشتباكات التي تجري عادة في منطقة وسط البلد بالعاصمة القاهرة وهو ما يؤثر على حركة ارتياد دور العرض، وقد حاولت “العربية.نت” رصد ما حدث للأفلام المطروحة بدور العرض، وكذلك حركة السينما بشكل عام في الوقت الحالي.
معدل بطيء للإيرادات
وتتنافس ثلاثة أفلام على صدارة الإيرادات في الوقت الحالي متحدية الظروف السياسية المتقلبة، حيث أكد مصدر من داخل غرفة صناعة السينما في تصريحاته لـ”العربية.نت” أن فيلم “فبراير الأسود” الذي يقوم ببطولته خالد صالح، ومن تأليف وإخراج محمد أمين استطاع أن يكون في المركز الأول هذا الأسبوع رغم تحقيقه 312 ألف جنيه، وهو ما رفع إيراداته الإجمالية إلى مليون و474 ألف جنيه وذلك في شهر كامل، وهو رقم منخفض للغاية، مقارنة بما كان يحققه خالد صالح عبر أفلامه، كما أن الفيلم كان قد تأجل طرحه للعرض أكثر من مرة بسبب الأحداث السياسية المتوترة.
أما المركز الثاني فكان من نصيب أحمد عز بفيلمه “الحفلة” الذي شاركه في بطولته محمد رجب وروبي وجومانا مراد، حيث حقق هذا الأسبوع 217 ألف جنيه لتصبح إيراداته عقب شهرين ونصف 7 ملايين و876 ألف جنيه، بينما كان أحمد حلمي في المركز الثالث هذا الأسبوع بحسب غرفة صناعة السينما، حيث حقق فيلمه “على جثتي” الذي شاركته بطولته غادة عادل 160 ألف جنيه رفعت إيراداته إلى 15 مليونا في ثلاثة أشهر، وهو رقم ضعيف للغاية لأفلام أحمد حلمي، خاصة أن فيلمه “إكس لارج” حقق 30 مليون جنيه حينما عرض بدور العرض في نفس المدة.
أما أحدث الأفلام المعروضة وهو “الشتا اللي فات” لعمرو واكد، فاكتفى في أول أسابيع عرضه بـ 90 ألف رغم كونه يوثق بعض مشاهد الثورة المصرية، وهو ما يعود إلى التوتر السياسي الذي تؤثر أحداثه على حركة ارتياد دور العرض.
إقبال ضعيف وحالة غير مطمئنة
وحاولت “العربية.نت” أن ترصد حركة ارتياد دور العرض، خاصة تلك المتواجدة في منطقة وسط البلد في العاصمة، حيث يتواجد عدد كبير من دور العرض، التي أكد عدد من العاملين بها أن الحالة غير مطمئنه للغاية، كما أن حفلات منتصف الليل تم إلغاؤها، إضافة إلى أن الحفلات أصبحت متروكة للظروف، خاصة أن هناك بعض الحفلات التي يتم إلغاؤها قبيل بدايتها، وذلك حينما تحدث اشتباكات في المنطقة المحيطة بدور العرض، لذلك فإن حركة ارتياد دور العرض شهدت انخفاضاً كبيراً بسبب ما يحدث في مصر في الوقت الحالي، وهو ما يهدد صناعة السينما، إضافة إلى أن عددا كبيرا من الأفلام يخشى صناعها من طرحها في الوقت الحالي بسبب الأحداث الجارية حتى لا تلقى نفس المصير من الإيرادات المنخفضة.