عُرفت بإسم «حياة» في مسلسل «نصف ربيع الآخر»، «سنية» في «شارع المواردي»، «سنية بائعة البريمو» في فيلم «فوزية البرجوازية»، كُلها إطلالات رقيقة للفنانة المصرية، نادية فهمي، والتى لم يذع صيتها كثيرًا بسبب سنوات اعتزالها الأخيرة، إلا أنها أحد الوجوة الفنّية القليلة التى نادرًا ما ينساها أحد.
لم تقدم نادية فهمي أدوار فنية كثيرة ومعظم أعمالها ثانوية، لكن الجمهور يعرفها عن ظهر قلب بسبب براعتها في اتقان تلك الأدوار، حيث كانت فترة الثمانينات والتسعينيات فترة النشاط الفني لها، ثم توقفت نادية فهمي عن العمل الفني لمدة 8 سنوات، إلا أنها عادت مرة أخرى من خلال مسلسل “الرحايا” مع نور الشريف عام 2009، وشاركت في فيلم “برتيتا”، عام 2012، الذي يُعد آخر أعمالها السينمائية.
نادية فهمي تزوجت من الفنان “سامح الصريطي” لمدة 23 عاماً ثم أنفصلا، ألا أنهما ظلا على علاقة جيدة بُحكم وجود أبناء، حسبما ذكرت إبنتهما الفنانة الشابة ابتهال الصريطي، عبّر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»،
أصيبت الفنانة نادية فهمي في عام 2015، بجلطة نقلت على إثرها للعلاج في المستشفى وتم حجزها لعدة أيام وبعدها عادت مرة أخرى إلى منزلها لاستكمال باقي العلاج، وفي نهاية عام 2016 اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بصور وحكايات عنها بعدما كشف أحد النقاد إن الفنانة نادية فهمي، تتواجد داخل إحدى دور رعاية المسنين، معبرًا عن دهشته من موقف زوجها سامح الصريطي، وابنتها الممثلة، ابتهال، وطلب من النقابة أن تتدخل، ما جعل نقيب الممثليين يرفض التدخل في هذه الأمور وأعتبرها إنها أسرار عائلية.
وبسؤال سامح الصريطي عن سبب وجود زوجته السابقة وأم بناته بدار لرعاية المسنين، أجاب قائلاً: «أرفض ما حدث وما كتب وليس من حق أحد أن ينشر هذا الامر على مواقع التواصل الاجتماعي، فالهدف التشهير بالعائلة وليس إنقاذ زوجتي كما يدعي».
وخرجت إبنة الفنانة نادية فهمي، الممثلة ابتهال الصريطي، فيما بعد عن صمتها، حيث قالت: «في الآونة الأخيرة نظرا لطبيعة المرض القاسية أصبحت رعاية الممرضات لأمي في المنزل غير مجدية وغير كافية، ونصحنا الأطباء المعالجون لها بضرورة وجودها هذه الفترة في مكان مجهز بشكل أفضل لمثل هذه الحالات وبه رعاية خاصة لمرضي الزهايمر كبار السن … والحمد لله توصلنا لمكان يوجد به هذه الرعاية الطبية المتخصصة مع وجود فريق تمريض لمتابعة حالتها ومناخ مناسب جدا من ناحية الخضرة والهواء النقي الذي يحتاجه مريض الزهايمر للمساعدة علي تحسن الحالة علي عكس منزلنا في وسط المدينة المحاط بالضوضاء والتلوث».
وأضافت: «نحن أسرتها وبعض المقربين نلازمها بشكل دائم والحمد لله والشكر لله بدأ التحسن تدريجيا منذ الأيام الأولي، لم أكن أود أن أهز صورة أمي المرأة القوية التي طالما كانت رمزا للبهجة في حياتنا كأسرة وكجمهور ومحبين، ولكن ربما أراد الله أن يكون هذا سببا لإلقاء الضوء على ضرورة التوعية بمرض الزهايمر وتقبل المجتمع له».
ومع تعرض «نادية» لانتكاسات عدة خلال جلسات علاجها نصح الأطباء بنتيها وطليقها بضرورة وضعها في دار لرعاية المسنين، وذلك حسبما ذكرت «ابتهال»: «نظرًا لطبيعة المرض القاسية أصبحت رعاية الممرضات لها في المنزل غير مجدية وغير كافية، ونصحنا الأطباء المعالجون لها بضرورة وجودها هذه الفترة في مكان مجهز بشكل أفضل لمثل هذه الحالات، وبه رعاية خاصة لمرضى ألزهايمر كبار السن».
ورحلت الفنانة نادية فهمي عن عالمنا، في يوم الخميس الموافق 14 فبراير عام 2019، عن عُمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع مع مرض الزهايمر.