أطلق عليها لقب “توأم” المطربة الرحلة وردة الجزائرية من حيث ملامح الوجه للدرجة التي يختلط فيها الجمهور في التفرقة بينهما، عملت مع كبار نجوم السينما المصرية أمثال، فريد شوقي ومحمود ياسين وعزت العلايلي وبوسي وأحمد بدير وغيرهم. وهي الفنانة والمطربة المصرية فاتن فريد.
ولدت فاتن فريد في 18 يونيو عام 1945م. اسمها الحقيقي نبيلة عباس مرسي، درست في القسم الحر بمعهد الموسيقى العربية وتخرجت منه عام 1975، وعملت في السينما ولمعت أولاً كمغنية في سوريا ولبنان.
ويعتبر فيلم “وحوش الميناء” مع فريد شوقي وبوسي وفاروق الفيشاوي ومن إخراج نيازي مصطفى، هو بداية تقديمها للجمهور بطلة مطلقة مع أهم نجوم هذه الفترة، ومع مخرج كبير، ما دفعها لتقديم فيلم “امرأة تدفع الثمن” مع فريد شوقي ومحمود ياسين وهشام عبدالحميد ومن إخراج حسن إبراهيم، ثم “الخطيئة السابعة” مع فاروق الفيشاوي وعايدة رياض وإخراج عبداللطيف زكي.
انتجت فريد فيلم “بياضة” من بطولة رشدي أباظة ويسرا، الموت الذي كان يرفرف حول فاتن فريد، جعل رشدي أباظة يصاب بالمرض أثناء الفيلم ويرحل قبل إكمال دوره.
تزوجت من خارج الوسط الفني وأنجبت خمس بنات هن “سمر وهويدا ومنال ودلال وغزال”، ثم تزوجت للمرة الثانية قبل رحيلها بعام وأصبح زوجها هو منتج ألبوماتها.
كانت تمتاز بحرصها الشديد في تعاملاتها مع الآخرين، فلم تكن تسمح بدخول أي شخص غريب بيتها، وجاء هذا الحرص بعد رحيل الفنانة المصرية وداد حمدي على يد الريجسير الخاص بها والذي طعنها بالسـكين.
أعمال فاتن فريد
من أبرز أعمالها السينمائية، فيلم “الرغبة” و”الضياع” و”عاشق الروح” و”وحوش الميناء” و”صراع الأقوياء” و”امرأة تدفع الثمن” و”الجدعان الثلاثة” و”عاشق الروح” و”العتبة جزاز” و”نوارة” والكثير من الأعمال.
تألقت الفنانة المصرية فاتن فريد في تقديم الأغنية الشعبية وكان من أهم أغانيها، “اللي تعبنا سنين في هواه” و “نص كلامك كدب” و “إن كنت ناسي” و”غدارين” و”ووفر دواك” و”يا أنا يا هية” و “خليك على عومي”.
كان آخر أعمالها مسلسل “بطة واخواتها” من بطولة غادة عبدالرازق وأحمد بدير في عام 2004، وظلت بعدها 3 سنوات لا تشارك في أي أعمال فنية.
مقتل فاتن فريد
زيجاتها الثانية كانت من رجل أعمال يمتلك “بنزينة”، وقام رجل الأعمال بطرد أحد العمال يدعى “ياسر علي عبدالله” من العمل، فذهب ياسر لمنزل فاتن ليطلب منها أن تتوسط له لإعادته للعمل، شاهد ياسر سكينًا في صالة الشقة التقطها بسرعة وسدد طعنة نافذة لفاتن في البطن، أخرجت أحشاء الضحية وسدد أخرى في الصدر، أحدثت جر حًا في الرئة، تسبب في نزيف داخلي، فانطلقت صر خات الضحية وتجمع الجيران وفر المتهم هاربًا، تتبع الحارس خطواته، وأمسك به وسلمه لرجال المباح، كان هذا تقرير النيابة التي أمرت بدفن الجثة لمعرفة سبب القـتل.
هويدا ابنة الضحية قالت: “فاتن فريد لم تكن فقط أمي ولكنها كانت صديقتي فأنا أسكن بالعمارة المجاورة لها، وقبل رحيلها بدقائق كنت أتحدث إليها تليفونيًا واستمر الحوار بيننا قرابة ساعة حيث تحدثنا في أمور الدين وبالتحديد عن فضل سورة يس”.
وتابعت حضرت على صوت الصرخات من الجيران، شاهدت والدتي ترقد على الأرض والدماء تنـزف منها بغزارة كانت الدمـاء تحيط بها من كل جانب، احتضنتها بقوة، بكيت، ورددت فاتن بصوت ضعيف “ياسر قتـلني”، وتوقفت كلماتها وراحت في غيبوبة لم تفق منها، لتشهد مستشفى الهرم آخر لحظات فاتن فريد.