أنه الفنان القدير الراحل “عبد الفتاح القصري“، الذي يعد واحدًا من أهم فنانين الكوميديا في السينما المصرية، حيث أشتهر بأدواره وافيهاته الكوميدية التي جعلته من أشـهر نجوم الزمن الجميل، ونجمًا من نجوم الكوميديا على الرغم من افتقاده لوسامة النجم.
كوّن عبدالفتاح القصري، ثنائيًا ناجحًا مع الفنان الكبير إسماعيل ياسين، وكان ثالثهما الفنان رياض القصبجي، والثلاثة اشتركوا في أشياء عدة إلا وهي: خفة الظل والإفتقار إلى الوسامة بالإضافة إلى النهايات التراجيدية.
وكان لعبدالفتاح القصري، نصيبًا كبير في حياته الواقعية من التراجيديا والنهايات المأساوية، حيث تزوج في نهاية حياته من فتاة تصغره سنًا تدعى “نازك” وكانت تعمل ممرضة بالمستشفى الذي كان يعالج فيه، بعد إصـابته بالعـمى وكانت هذه الزيجة الرابعة له، وكان يحبها كثيرًا ولأنه لم ينجب قام بتبني شاب صغير السن يعمل لدى بقال أسفل منزله.
لكنه فوجئ بأن زوجته تطلب منه الانفصال مبررة موقفها إلى أنها ما زالت صغيرة ولا تستطيع العيش مع رجل فا قد البصر، وعندما انفصلا وهي ما زالت تعيش في منزله فاجأته بخبر كان بمثابة الصـدمة الكبرى عندما قالت له إنها ستتزوج من الشاب الذي تبناه.
أقامت نازك مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل وتركته حبيــسًا في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصـيب بتصـلب في الشرايين وفقد ان للذاكرة، مما اضـطر شقيقته “بهـية” إلى أن تأخذه بشقتها في حي الشرابية شمال القاهرة وتقوم برعايته.
وعندما اشـتد المر ض عليه، نقلت بعض وسائل الإعلام المصرية ما تعـرض له على يد طليقته، فقامت كل من الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقـاذه، فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له، وسعت نجوى سالم أيضًا لدى صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتها، فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية بمنطقة الشرابية، وتبرع الكاتب الكبير يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيها لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، كما قادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم، ورحل القصري في 8 مارس عام 1964 عن عمر يناهز الـ 58 عامًا.
في أحد لقاءاته الصحفية، حكى «القصري» موقفا طريف في حياته كان لا ينساه، قائلا: «تعرضت لكثير من المتاعب بسبب قصر قامتي، وكان قصري سببا في هروب عروستي الأولى التي خطبتها وأنا في الـ16 من عمري».
وأضاف: «علمت أن هذه العروس رفضت الزواج مني، لأنني قصير القامة، وبعد سنوات حمدت الله على قصر قامتي الذي كانت سببا في فسخ هذه الخطبة، فقد كانت تقاليد زمان لا تسمح للعريس أن يرى عروسته إلا ليلة الزفاف فلم أرَ هذه الخطيبة، بل تقدمت لخطبتها من والدها كما كانت تقتضى التقاليد، فلما رأيتها بعد ذلك بسنوات تسير في الطريق، وأشارت إليها إحدى قريباتي قائلة خطيبتك أهه، فنظرت إليها واستعذت بالله من الشيطان، وأسرعت بالمشي خشية أن تعدِل عن فسخ الخطبة، فقد كانت قبيحة الشكل إلى أبعد حد».
السيرة الذاتية لعبدالفتاح القصري :
ولد «القصري» في 15 إبريل 1905 وكان والده ثرياً يعمل في تجارة الذهب ودرس بمدرسة «الفرير» الفرنسية بالخرنفش ثم التحق بفرقة عبدالرحمن رشدى ثم فرقة نجيب الريحانى ثم بفرقة إسماعيل ياسين وهدده أبوه بالحرمان من الميراث لكنه مضى في طريقه مضحياً بثروة أبيه.
وقدم الفنان الكبير عبد الفتاح القصري عبر شاشة السينما ما يقرب من 65 فيلم ويعد أشهرهم: “المعلم بحبح، وانتصار الشباب، وسي عمر، ويوم في العالي، وليلة الجمعة، وابن حميدو، سكر هانم، ولعبة الست”. وغيرها الكثير
وفيما كان يؤدى دوراً في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين إذا به يصاب بالعمى المفاجئ فيصرخ قائلاً «لا أستطيع الرؤية» وظن الجمهور أن هذا الأمر تمثيلاً فيما أدرك إسماعيل ياسين حقيقة الأمر فذهب به إلى الكواليس.
أصيب «القصري» بالاكتئاب ثم هدمت الحكومة البيت الذي كان يسكن فيه فأقام بحجرة تحت بير السلم في حي الشرابية وأصيب بتصلب في الشرايين، وفقدان في الذاكرة إلى أن توفى في مستشفى المبرة، 8 مارس 1964 ولم يحضر جنازته سوى 3 أفراد وأسرته فقط والفنانة نجوى سالم.
يمكنكم الآن متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتـر نورت