حالة من الجدل أثارها الفنان بهاء سلطان بمقطع فيديو نشره على موقع “يوتيوب” وبدا فيه وهو يتلو القرآن الكريم، وانقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين من أُعجبوا بتلاوته ومن رفضوها.
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج “التاسعة” الذي يقدّمه الإعلامي وائل الإبراشي على القناة الأولى في التلفزيون المصري، قال الشيخ محمد حشاد، نقيب قرّاء القرآن الكريم، إن بعض المواقع اتصلت به للاستفسار عن إمكانية انضمام الفنان بهاء سلطان الى النقابة، فكانت إجابته لا مانع إذا توافرت فيه الشروط لذلك.
وأوضح حشاد أن شروط الانضمام الى النقابة تتضمن حفظ القرآن، وحُسن السمعة والسيرة والسلوك، وقال: “إذا كان بإمكان الأخ بهاء سلطان أخذ ميعاد والحضور للنقابة لنجلس معه، ونرى ماذا يحفظ من القرآن، ونوجهه بعض التوجيهات”… واصفاً تلاوة بهاء للقرآن، كما سمعه في مقطع قصير بالجيدة، لكنه بحاجة الى توجيهات، نظراً إلى أن قراءة القرآن ليست مهنته، ومشيراً إلى أن الابتهال يختلف عن تلاوة القرآن المحكمة، وأن القرآن لا يُطوّع للمقامات الموسيقية.
وأضاف محمد حشاد أنه لا مانع في مواصلة بهاء سلطان تقديم الأغاني العاطفية إذا انضم الى النقابة، بشرط ألاّ تكون خارجة عن الآداب العامة، وألاّ يغنّي في حفلات مبتذلة، لما يمثله ذلك من تناقض.
من ناحية أخرى، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، أن تلاوة الفنان بهاء سلطان للقرآن في فيديو نُشر على موقع “يوتيوب” مخالفة للشريعة الإسلامية. واعترض كريمة على رأي الشيخ محمد حشاد نقيب القراء، مذكّراً إياه بخصومة فضيلة الشيخ المرحوم محمد محمود الطبلاوي مع القارئ الطبيب أحمد نعينع، لأنه ما كان يرتدي الزي الأزهري، وكان يقرأ بالبذلة وأحياناً بالعباءة، وكانت حجة الطبلاوي أن القارئ عندما يرتدي العمامة الأزهرية والجُبّة، فإن ذلك أدعى إلى خشوع المستمعين.
وقال أحمد كريمة إن المهن المشروعة بما فيها الفن تُحترم، وهو لا يتناول شخص بهاء سلطان، الذي لا يعرفه شخصياً، إلا بكل احترام كمواطن مصري، لكن في ما يتعلق باقتحام مجال تلاوة القرآن في المحافل العامة، فإن الاحتكام يكون الى القرآن، الذي بيّن الله سبحانه وتعالى فيه أن تلاوته لها أناس مخصوصون، يتحلّون بالتفرغ لقراءة القرآن، منبّهاً إلى أن من يتفرغ لتلاوة القرآن عليه الابتعاد عن أي مهنة تخلّ بجلال القرآن.