يصارع السوريون للبقاء على قيد الحياة، يلملمون جراحهم وشتاتهم قدر الإمكان، وتحت وطأة الأزمة الطاحنة تتعثر الدراما السورية، ورغم صمود السوريين للعام الخامس على التوالي بما لا يقل عن 30 عملا لرمضان هذا العام، لكن رويدا رويدا تتقلص المساحة الفنية من تحت أقدام السوريين.
الدراما السورية التي اتكأت طوال عقود على البيئة الشامية للاستيلاء على المشاهد العربي، ونجحت باستقطابه من المحيط إلى الخليج، تواجه اليوم تحديا جديدا من نوعه، فمع دخول السوريين رمضان 2016 بالجزء الثامن من مسلسل “باب الحارة” الشهير، تنافس السعودية وبقوة في أول عمل درامي ضخم لها.. ومن خلال البيئة الشعبية أيضا.
السعودية.. المنافس المفاجئ
استطاع السعوديون خلال الأعوام الماضية من خلال طرقهم باب الكوميديا تحقيق نجاح جماهيري عربي كبير، ليثبتوا عاما تلو الآخر، قدراتهم الفنية والإبداعية، منافسين بذلك الكويت البلد الخليجي الأول فنيا بل ومتربعين على عرش الكوميديا الخليجية.
البلد الأكثر محافظة في تقاليده لم يفاجئ الخليجيين فحسب بإمكاناته الإبداعية، بل فاجأ العرب أيضا، ليطرق اليوم أيضا باب الدراما، ويفرض لنفسه مساحة كبيرة وهامة على الساحة الفنية العربية، من خلال المسلسل السعودي “حارة الشيخ” الذي يعرض في رمضان 2016.
ويأتي اختيار “حارة الشيخ” كبيئة شعبية معتمدا على أرضية “فانتازيّة” لحكاية عن أخوين غير شقيقين، رضوان وإسماعيل، أحدهما لقيط يمثل (الخير) والآخر شرعي يمثل (الشر).
ويؤكد كاتب العمل، بندر باجبع، في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، أنّ مسمى “حارة الشيخ” ليس موجوداً ضمن الحواري القديمة في جدة، وجاء ضمن السياق التخيلي الدرامي لا التاريخي أو الواقعي.
وأضاف، كانت جدة مقسمة إلى أربع حارات معروفة هي: حارة المظلوم وحارة الشام وحارة اليمن وحارة البحر. مؤكداً أن العمل يدمج بين التاريخ والفانتازيا ضمن ملامح اجتماعية مستمدة من الواقع القديم.
فيما يشارك في هذا العمل الدارمي الضخم 60 فناناً من السعودية ودول الخليج العربي منهم: محمد بخش، وخالد الحربي، وعبد المحسن النمر، وجميل علي، وسناء بكر يونس، ومريم الغامدي، وآخرون.
هل تنتصر الحارة “الحجازية” على الشامية؟
تمسكت الدراما السورية طويلا بالبيئة الشامية، حتى صارت مثار سخرية بأجزاء تبدو لا نهاية لها من “باب الحارة” الذي غدا وجوده إلحاحا للبقاء في الساحة الفنية، ومع الأزمة السورية دخلت الدراما السورية في مأزق، فصار عليها لزاما أن تعتمد على صدى نجاحاتها ولو من خلال عمل مستهلك، ليبقى لها وجودها ولو جزئيا على القنوات العربية.
ولكن.. يشهد رمضان هذا العام منافسة جديدة من نوعها في أعمال البيئة الشعبية التي تفرّدت بها سوريا لعقود طويلة، فهل تستطيع السعودية من خلال “حارة الشيخ” أن تزيح البيئة الشامية من على القمة، وتخطف المشاهد العربي؟ رمضان هذا العام سيجيب حتمًا عن هذا السؤال..
وين عمدة الحارة