حرب غزة تجمع لجين وشهدا بعيدا عن خط النار والدمار

رصد فريق عمل برنامج “صباح الخير يا عرب” على MBC أبرز المحطات التي توقف عندها البرنامج خلال عام 2009 المنصرم؛ حيث أجمعوا على أن الحرب على غزة تبقى القضية الأهم التي ناقشها البرنامج بأبعادها الإنسانية، بالإضافة إلى قضايا أخرى، مثل: زواج القاصرات، والتحرش الجنسي، وكارثة سيول جدة.

وقال اللبناني جلال شهدا -مقدم البرنامج-: “إن تغطية الحرب على غزة ومواكبة تأثيرات الحرب المباشرة عن قُرب على الشعب الفلسطيني تعد القضية الأبرز التي تناولها البرنامج خلال 2009.

كان البرنامج واكب وقائع العدوان على غزة في متابعة دقيقة ويومية، كما توجه شهدا إلى غزة عقب انتهاء الحرب بيومين للوقوف على آثار العدوان الإسرائيلي وتداعياته.

ووصف شهدا التجربة بالمميزة، لافتا إلى أنه لن يتردد يوما في تكرارها، خاصة وأنه لاحظ حجم الفارق بين ما تنقله الكاميرا والواقع، مضيفا “رائحة الدم في شوارع القطاع أسوأ من كل مشاهد الدمار.. لا يمكن للكاميرا أن تنقل رائحة الموت والدم المهيمنة على المكان، كما لا يمكن لها أن تنقل حجم الألم لفقدان أحد أفراد الأسرة، أو البيت، أو الأرض؛ كلها مشاعر يصعب التعبير عنها مهما حاولنا”.

وفي سياق بحث أبرز الموضوعات التي ناقشها البرنامج خلال العام الماضي؛ أشار مقدم “صباح الخير يا عرب” إلى عنوان “زواج القاصرات” في الوطن العربي، وفي السعودية بشكل خاص.

وأوضح أن الأسباب التي دفعت البرنامج إلى مناقشة هذا الموضوع كانت ما تشهده الساحة العربية من زيجات يتم فيها استغلال موضوع الدين، بحيث يتم الاستناد إلى روايات ضعيفة لتشريعها.

وأشار إلى أن الموضوع تم تناوله بوجود عالم دين، وسيدة مناهضة لتزويج الفتيات القاصرات، والتركيز على كيفية استغلال بعض الفتيات لسداد ديون الأهل، أو لتحقيق رغبة رجل يود الزواج ممن تنجب له وريثا، وغالبا ما يكون الأزواج رجالا كبار السن.

وأكد شهدا أن الموضوع لاقى صدى كبيرا بين صفوف المشاهدين، لافتا إلى كثافة المشاركة في الاستفتاء الذي أَعلن من خلاله المشاهدون العرب عبر الأرقام رفضهم هذه الزيجات، على الرغم من انتشارها في المجتمع العربي.

التحرش الجماعي

كما وصف شهدا مناقشة قضية “الشذوذ الجنسي” في حلقةٍ حملت عنوان “الشذوذ الجنسي مرض أو حالة مكتسبة” بأحد أهم المحطات؛ حيث لفت إلى ما تضمنته من تركيز على الرؤية الحقوقية والعلمية والدينية لهذه الفئة، وأبعاد وتأثيرات هذه الظاهرة.

وشدد مقدم “صباح الخير يا عرب” على أن الحلقة بحثت سبلَ التوصل إلى الحد من هذه الظاهرة من خلال تفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الانحراف السلوكي، غير أنها أشارت في الوقت نفسه إلى سبل التعاطي مع هؤلاء الناس، وحقوقهم وواجباتهم الحقوقية والمدنية.

ولفت إلى أن تعاطيهم كبرنامج مع الموضوع كان محاولة لتفهم انتشار الظاهرة من أجل معرفة سبل التعامل معها، وهو ما استدعى استضافة معالجة نفسية وأخصائي حقوقي متخصص للنظر في قضيتهم، ما أظهر في بعض مفاصل النقاش حديةَ تعاطي المتخصصين مع هذه الحالات ومشاكلها، وليس المجتمع فقط.

القضية الثالثة التي اختارها كانت موضوع “التحرش الجنسي” بكل أنواعه، وبشكل خاص ظاهرة التحرش الجماعي في مصر، وأوضح شهدا أن البرنامج استضاف فتاة تعرضت للتحرش الجماعي في مصر، كما بحث في أسباب الإقدام على التحرش وخلفياته.

وأشار إلى أن البرنامج لم يكتف بعرض المشكلة؛ بل قدم طرحا للتوعية بكيفية التعاطي مع مثل هذه القضايا بدلاً من حالة الصمت التي يعتمدها البعض تحت صيغة العيب والخوف من الفضيحة.
دعم معنوي

بدورها، سلطت المقدمة لجين عمران الضوءَ مجددا على تغطية صباح الخير لأحداث غزة، مؤكدة أنها أهم محطات البرنامج في العام الماضي خاصة.

وأوضحت لجين أن رغبة دعم الغزاويين لم تقتصر على فريق البرنامج حينها، بل امتدت إلى الضيوف الذين أبدوا رغبة مباشرة في المجيء للوقوف مع أهلنا في القطاع، ومنهم مصمم الأزياء اللبناني عقل فقيه، مؤكدة أن القضية كانت محورية، وتعني الجميع دون استثناء.

وحول دورها في هذه التغطية قالت: “كان دعما معنويا من خلال طرح للأحداث ومتابعتها، لكنني أشعر أنني لم أقدم ما هو كافٍ، وكنت أتمنى لو استطعت الذهاب إلى القطاع، وهو ما كان مقررا فور عودة جلال من القطاع، غير أن الإدارة رفضت سفري حفاظا على سلامتي إثر عودة جلال، والاطلاع على الظروف المرافقة لزيارته”.

وأشارت لجين إلى أن الموضوع الثاني هو هشاشة العظام، مشيرة إلى أن البرنامج أولاه أهمية كبيرة، وأخذ المبادرة لإطلاق حملة توعية للتحذير من مخاطر هشاشة العظام.

وأظهرت مقدمة “صباح الخير يا عرب” أن الأهمية في الموضوع ترتبط بكونه مرضا صامتا يهدد العديد، وخاصة النساء، مؤكدة أنهم هدفوا إلى تسليط الضوء على كافة الجوانب المتعلقة بهشاشة العظام، وتوعية الناس بأهميّة الفحص المبكر وطرق الوقاية والعلاج، كما قاموا بتقديم كافة الإرشادات للمصابات لمساعدتهم على حماية أبنائهم من خطره.

وأضافت أن البرنامج دعا إلى التجمع في حديقة الصفا في دبي، وتأمين فرصة الخضوع لاختبارات وضعت ضمن سياق هذه الأهداف، لافتة إلى أن الحملة لاقت صدى كبيرا، كما لاقت تشجيعا انعكس من خلال الدعم المعنوي الذي قدمته الأميرة هيا بنت الحسين.

كارثة السيول

أما أحمد القرشي -مدير الأخبار في MBC- فقال: إن كارثة السيول التي شهدتها مدينة جدة الساحلية والتي أودت بحياة 106 أشخاص كانت من أهم الموضوعات، لافتا إلى أن أهمية الحلقة كان في متابعتها لحدث كارثي بهذا الحجم، والوقوف مع المسؤولين السعوديين عند الأزمة وأسبابها، والبحث في الخطوات الجدية للتعامل معها.

وأكد القرشي أن اختيار تقرير بعينه باعتباره الأكثر تميزا يصبح في غاية الصعوبة وفقا لأهمية الموضوعات المطروحة كافة، غير أنه في الوقت نفسه يعترف بأن أقرب الفقرات إلى قلبه هي تلك التي تتناول قضايا إنسانية وإنجازات لإنسان تعطي القوة والأمل، متحديا مشاكله أو إعاقته، مضيفا: “نحن نرى الأمل في كل مكان”.

وأشار إلى تطرق البرنامج إلى كثيرٍ من العناوين الساخنة، إلى جانب القضايا الاجتماعية والأسرية والثقافية، ذاكرا على سبيل المثال لا الحصر الحرب على العراق، كما العدوان على غزة، وقضية دارفور.