للمرة الأولى في تاريخ القرصنة، يصبح الفيلم متاحا حتى قبل أن يكتمل عرضه بدور العرض السينمائي، حيث بات فيلم “حلاوة روح” الذي تقوم ببطولته هيفاء وهبي هو ذلك الفيلم الذي لم يستمر بدور العرض لأكثر من أسبوعين قبل أن يقوم رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بإصدار قرار بوقف عرضه وإعادته مرة أخرى لهيئة الرقابة من أجل اتخاذ قرار بشأنه.
الفيلم الذي رفع من دور العرض والأزمات تلاحقه، صار متاحا عبر الفضائيات، بعد أن قامت إحدى القنوات التي تحمل اسم “وسط البلد” بعرض الفيلم كاملا عبر شاشتها دون أن تمتلك حق عرضه، ودون خوف من أن تتعرض للإغلاق، خاصة أنها تبث عبر قمر آخر غير القمر المصري “نايل سات”.
وعلى الرغم من كون منتج الفيلم محمد السبكي قد أعلن قبل أسابيع توصله إلى اتفاق مع أحد المواقع، بأن يقوم برفع نسخة الفيلم التي قام بتسريبها في مقابل منحه نسخة جيدة من الفيلم الذي يشارك في بطولته باسم سمرة ومحمد لطفي، ومن إخراج سامح عبدالعزيز، وذلك عقب انتهاء عرضه بدور العرض السينمائية، وهو ما التزم به القائمون على الموقع، إلا أن الضربة جاءت هذه المرة من خلال قناة فضائية قامت بعرض الفيلم.
تسويق الفيلم مهدد
والأزمة ليست وليدة الصدفة، حيث ظهرت قبل عامين، غير أنها لم تكن تطال سوى الأعمال التي ينتهي عرضها في السينما، حيث كانت تؤثر على تسويقها حينما كان المنتج يرغب في بيع الفيلم لقناة فضائية تحصل على حق العرض الأول، فكانت تلك القنوات التي تقوم بالقرصنة على الأفلام تتسبب في أزمة للمنتجين.
إلا أن الأمر هذه المرة تطور، خاصة أن تكلفة العمل الإنتاجية كانت ضخمة، وهو ما يؤكد أن محمد السبكي تعرض لخسارة فادحة.
وفي تصريحاته لـ”العربية.نت” لم يتفاجأ مخرج الفيلم سامح عبدالعزيز من الأمر، خاصة أنه كان على علم به هو، والمنتج محمد السبكي، حيث أكد أن الفيلم عرض ببعض الدول العربية وتم تسريبه على الإنترنت، وهو ما يفسر قيام بعض القنوات التي تخصصت في سرقة الأفلام بعرضه.
التاريخ سينصف العمل
وأكد عبدالعزيز أن التاريخ سينصف فيلم “حلاوة روح” الذي ظلمته الحكومة المصرية بقرارها وقف عرضه، وسيخجلون من أنفسهم حينما يشاهدونه عبر التلفزيون ويتأكدون أن كل ما قيل عن الفيلم باطل، وأن الفيلم يعالج قضايا هامة، ولم يكن مخالفا للنظام العام أو الآداب.
واعتبر المتحدث أنهم سلكوا كافة الطرق القانونية من أجل عرض الفيلم، والتي كان آخرها قيامهم برفع دعوى قضائية ضد القرار الصادر من رئيس الوزراء، ولكنهم في النهاية تعرضوا لخسارة مالية فادحة بسبب عرض الفيلم عبر القنوات الفضائية.
ويبدو أن الفيلم منذ بدايته لم تتركه الأزمات، سواء على مستوى القصة التي قيل إنها مقتبسة من فيلم “مالينا” الذي قامت ببطولته مونيكا بيلوتشي، أو على سبيل العرض الذي لم يستمر، وكذلك ما قيل عن احتوائه على مشاهد مخلة بالآداب.