بعدما طرحت معظم شركات الإنتاج الإعلانات الترويجية للأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان قريباً، لفتتنا جرأة المشاهد الساخنة إلى جانب مشاهد العنف، وكأنهم يضعون عنواناً عريضاً لأعمالهم وهو رمضان تحت شعار العنف والإثارة، كاسرين التابوهات “السياسة – الدين – الجنس ” ليحققوا ثورة من نوع خاص، يشكل الجسد فيها باستعراضه وإثارته حيزاً كبيراً لاستقطاب أكبر شريحة من المشاهدين.
فهل انعكست الثورة على الدراما لتكسر جميع التابوهات بجرأة لم نشهدها من قبل، والتي تخالف قداسة شهر رمضان المبارك!.
ولو تتبعنا بعض هذه البروموهات نجد أن الدراما السورية شكلت حيزاً كبيراً بجرأتها ومن هذه الأعمال مسلسل “أحمر” الذي يكشف فساد الطبقة المخملية، ويسلط الضوء على آفات إجتماعية خطيرة، وهو من تأليف علي وجيه، ويامن الحجلي وإخراج جود سعيد، ويشارك في بطولته كل من عبّاس النوري، سلاف فواخرجي، رفيق علي أحمد، ديمة قندلفت، يامن الحجلي، وغيرهم.
ومسلسل “دومينو” الذي يخوض في العلاقة الحساسة بين رجل السلطة الفاسد ورجل الأعمال الانتهازي، ويدخل عوالم المافيات الاقتصادية إلى جانب العديد من حكايات الإنتقام والخيانة والحب.
أما المسلسل الشهير والمثير للجدل “صرخة” سيعود ليكمل ما بدأه من إثارة ومشاهد جرأة تخدش حياء الكبير والصغير معاً، ضارباً بذلك عرض حائط الانتقادات التي وجهت للعمل دون الاكتراث للهجوم الكبير الذي شن على الأجزاء الثلاث السابقة.
فهل باتت مشاهد الجرأة سمة من سمات الدراما ليس السورية فحسب بل إذا تتبعنا الدراما المصرية أيضاً نجد حتماً باب الجرأة مفتوحاً على مصراعيه، ومن أبرز هذه الأعمال مسلسل “الكيف” الذي يتناول قضية المخدرات، في صراع بين المادة، والشهوة، إلى جانب الجرأة على مستوى النص والحوار ومشاهد العنف وتعدد العلاقات النسائية.
في النهاية يبدو أن موضوعات الدراما تشهد تحولاً جذرياً من حيث الطرح والتصوير والفنيات والدخول إلى غرف النوم بل أكثر من هذا تصوير أحلام اليقظة ودغدغة الكبت الذي يعانيه شبابنا العربي.