رحل سمير غانم أحد عمالقة الفن المصري، الخميس، عن عمر ناهز الـ 84 عاما متأثرا بأزمة صحية ألمّت به في نهاية شهر أبريل المنقضي، ثم تدهورت حالته فيما بعد فأُدخل إلى العناية المركزة حتى فارق الحياة.
وقيل في البداية إن غانم وزوجته يعانيان من عدوى الفيروس المستجد، وهو ما كان مفاجئا بالنسبة لسمير غانم، خاصة أن الإصابة المعلنة كانت لدلال عبد العزيز وابنتها دنيا سمير غانم، بعدما أصيبتا أثناء تصوير مسلسل “عالم موازي” الذي كان مقررا عرضه في شهر رمضان الماضي، قبل أن يخرج من السباق، إثر إصابة عدد كبير من المشاركين فيه بالفيروس المستجد.
وصرح رامي رضوان زوج دنيا سمير غانم أن الفنان المصري وزوجته يعانيان من عدوى الفيروس المستجد، قبل أن يعلن بعدها عن كون سمير غانم يعاني من مضاعفات الفيروس، بعدما مر بالتجربة وشفي من العدوى، لكن وظائف الكلى تضررت بشدة.
ويغادر سمير غانم إلى مثواه الأخير، دون أن تودعه زوجته دلال عبد العزيز، بسبب تواجدها في مستشفى العزل إثر إصابتها بفيروس كورونا، وتدهور حالتها في العزل المنزلي؛ ما استدعى نقلها للمستشفى ووضعها على جهاز الأكسجين.
وترك غانم وراءه رصيدا كبيرا في السينما والمسرح والتلفزيون، غلب عليه الأدوار الكوميدية، وعُرف لدى جمهوره بعدد من الشخصيات المميزة التي أداها، والتي رافقته طوال مسيرته الفنية.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في بيان “الحياة الفنية في مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة، وأيقونة كوميدية فذة”.
وأضافت: “أسلوبه المميز نجح في جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالا ستبقى راسخة في الوجدان بشخصياتها ومفرداتها”.
ولد سمير يوسف غانم في يناير كانون الثاني 1937 والتحق بعد الدراسة الثانوية بكلية الشرطة لكنه تركها ليلتحق بعد ذلك بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.
شكل في حقبة الستينيات فريقا متناغما بمجال المنوعات والكوميديا مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم أُطلق عليه (ثلاثي أضواء المسرح) وقدموا مع المخرج محمد سالم مسرحيات (حواديت) و(براغيت) وغيرهما.
وفي السينما قدم الثلاثي أفلام (30 يوم في السجن) و(شباب مجنون جدا) و(شاطئ المرح) و(بنت شقية) و(الزواج على الطريقة الحديثة) و(لسنا ملائكة).
بعد وفاة الضيف أحمد في 1970 استمر سمير وجورج في العمل معا وقدما مسرحيات (موسيقى في الحي الشرقي) و(جوليو وروميت) و(المتزوجون) و(أهلا يا دكتور) لكنهما انفصلا في النهاية. شارك سمير غانم في بعض الأفلام بأدوار مختلفة مثل (الأحضان الدافئة) و(أميرة حبي أنا) و(فيفا زلاطا) إلى أن استطاع إثبات جدارته بالبطولة المطلقة فقدم أفلام (نوع من النساء) و(حسن بيه الغلبان) و(تجيبها كده.. تجيلها كده.. هي كده) و(الجواز للجدعان) و(الرجل الذي عطس) و(عبقري على ورقة دمغة) و(مجرم رغم أنفه).
لمع نجمه في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلي (حكاية ميزو) و(كابتن جوده) كما ابتكر شخصية (فطوطة) التي قدمها بالتعاون مع المخرج فهمي عبد الحميد في فوازير رمضان فأحبها الصغار والكبار. ظل المسرح هو عشقه الأول والمجال الأرحب الذي يستطيع من خلاله إبراز طاقاته الفنية وتوظيف الإكسسوارات الشخصية في إضحاك الجمهور.
ومن أبرز مسرحياته (الأستاذ مزيكا) و(جحا يحكم المدينة) و(فارس وبني خيبان) و(أخويا هايص وأنا لايص) و(بهلول في اسطنبول) و(أنا ومراتي ومونيكا) و(دو ري مي فاصوليا) و(مراتي زعيمة عصابة) . مع التقدم في العمر قلت أعماله الفنية لكن ظلت إطلالته في أي عمل مصدر بهجة للمشاهد وكانت من أعماله في السنوات القليلة الماضية المسلسل الإذاعي (فطوطة وكأس العالم) ومسلسل (عزمي وأشجان).