اهتمت صحيفة “ديلى ميل” بالفستان المثير للجدل الذى ارتدته الفنانة اللبنانية “هيفا وهبى” فى برايم ستار أكاديمى الأسبوع الماضى، والذى كشف عن جزء كبير من جسدها، ما أثار غضب المشاهدين فى الوطن العربى ودفع قناة “سى بى سى” للاعتذار لمشاهديها عن فستان هيفا.
وقد نقلت الصحيفة البريطانية الآراء المختلفة حول الفستان فى وسائل التواصل الاجتماعى المؤيدة والمعارضة، وأشارت إلى أن تلك الحادثة أظهرت الانقسام الأخلاقى فى البلاد العربية حول الممنوع والمسموح، كما ربطت بين فستان وصور كيم كاردشيان العارية التى عصفت بالإنترنت فى الأيام القليلة الماضية.
أكثر الاستهجان كان من نساء السعودية والأردن ومصر، اللاتى وصفن الفستان بالعارى كونه لا يتناسب مع العادات والتقاليد العربية، كما كان هناك تعليقات متطرفة دعت داعش للقدوم والقضاء على هيفا.
على العكس من التعليقات المستنكرة العربية، جاءت تعليقات القراء من بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الغربية فى صالح هيفا، فمعظمهم رأى أنها جميلة ومن حقها أن تظهر جمالها وأنه ليس عاريا، فالراقصات ترتدين ملابس أكثر عرياً، وآخر قال إن صدمة الوطن من شىء ليس خبراً ولكن الخبر ألا يكون مصدوماً من تلك الأشياء التافهة، وعلى النقيض كان هناك آراء أجمعت على أن الفنانة ينبغى أن تحترم مشاهديها وبلدها التى تمثلها، وآخرون شبهونها بجمال كيم كاردشيان.
ماجبتي جديد يا الديلي ميل المشاهد العربي الذي يفتح فاه في هيفا وخواتها و يسيل لعابه و يتفرج فيها سرا و علانية بإعجاب هو نفس المشاهد العربي لي يقلب لقناة دينية يسمع قران وأحاديث دينية و يشتكي من الانحلال الأخلاقي و بعد الناس عن الدين
بعد أن قامت المجتمعات العربية بالتطبيع مع هذه المناظر منذ ظهور التلفزيون و منذ ظهور الأفلام العربية بالأبيض و الأسود و مشاهد المايو و الإثارة و المشاهد الساخنة ”و كله باسم الفن ” و ذهاب العائلات العربية إلى صالات السينما لحضور أفلام غالبا تتضمن مشاهد و لقطات إغراء سواء كانت عربية أو أجنبية و بعد أن تعودت العين العربية على أفلام هند رستم التي سعت بكل جهدها لتقليد إغراء ”ملكة الإغراء العالمية مارلين مونرو” و بعد اكتساح المايوه للشواطئ العربية من المحيط للخليج في فصل الصيف و بعد دخول البارابول ((الصحن الهوائي)) بيوتنا و دخول روتانا و ما تعرضه من كليبات مثيرة و ظهور “سيليكونات” الطرب العربي بكل عريهن المقزز و بعد التطبيع مع برامج الواقع مثل ستار أكاديمي و ما يحتويه من تحرر كبير دخيل على عادات العرب القديمة .. اليوم ثارت ثائرة المجتمع العربي لفستان هيفا..و كأن هيفا أتت بشيء جديد لم يراه المشاهد العربي من قبل ! البيئة العربية المحافظة على عاداتها و تقاليدها أصبحت مجرد ”ذكرى” يجب على العرب الوقوف أمام ذكراها دقيقة صمت ترحما على تلك العادات المحافظة جدا و التي أصبحت ضائعة في زمن العولمة ! خليكو يا عرب يا إما أبيض أو أسود لكن اللون الرمادي هذا شخصيا لا أحبه !