أحمد كمال الدين راتب العقيلي الذي ولد بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى التحق بكلية الهندسة، إلا أنه طوال الوقت يجد نفسه بعيداً عن الهندسة ومجالاتها، في ظل موهبة تمثيلية تتفجر لمن حوله، منذ أن بدأ وهو طالب مشروعه كممثل.
ورغم التحاقه بفريق التمثيل في كلية الهندسة، إلا أنه لم يكمل طريقه بها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه، لينطلق مشروع أحمد راتب الفني.
مئات الأعمال شارك فيها راتب متنقلا بين المسرح والتلفزيون والسينما، بعدما جاءت انطلاقته في السبعينيات ولم يتوقف إلا حينما حانت لحظة الموت بعدما توفي صباح الأربعاء وفي جعبته بعض الأعمال التي لم ينته منها.
مشوار مع الزعيم
رحلة أحمد راتب الفنية كانت بمثابة الحجر الهام في مشوار الزعيم عادل إمام الذي استعان براتب في غالبية أعماله المسرحية والسينمائية، وبالنظر إلى الأعمال التي قدمها عادل إمام في السينما ستجد أحمد راتب ركنا فيها، حيث شارك في “الإرهابي، طيور الظلام، بخيت وعديلة، الإرهاب والكباب، المتسول” وغيرها من الأفلام والمسرحيات.
وتحدث الراحل من قبل عن عادل إمام مؤكدا أنه صديق وأخ وتجمعهما علاقة حب وصداقة قوية، خاصة وأن الثنائي يخاف على مصلحة الآخر.
وأوضح راتب أن عادل إمام موضوعي في اختياراته وخاصة حينما اختاره في أكثر من عمل، كما وصف الزعيم بالسد المنيع الذي وقف في سبيل استمرار مهنة الفن، خاصة وأن البعض لم يكن يرغب أن تكون ريادة التمثيل في مصر.
وفي العام الماضي كان راتب ضيفاً على أحد البرامج وتحدث عن عدم تعاونه مع عادل إمام لست سنوات كاملة، معتبرا أن هذا يدل على كون عادل إمام لا يفكر فيه إلا حينما يجد دورا يناسبه، مستشهدا بما قاله عادل إمام من قبل وبرر اختياره المتكرر لأحمد راتب حيث قال “هاتولي دور منهم ينفع حد تاني يعمله”.
مشاغبة سياسية
في حياة أحمد راتب كان هناك 9 أيام من النضال السياسي، وهو ما حكاه مؤخرا بكونه اعتقل عام 1968، بعدما اعتصم هو ومجموعة من زملائه في كلية الهندسة، اعتراضا على بعض القرارات التي أعقبت نكسة يونيو 1967، وتم الإفراج عنه بعد 9 أيام.
وقتها خرج راتب وهو يشعر أنه بطل قومي، ما جعله يذهب لمقهى كل رواده من المناضلين خاصة وأنه أصبح يشعر أنه منهم، ولكنه اصطدم بكونهم يتحدثون عن أمور شخصية لا علاقة لها بالقرارات التي اعتقل بسببها، وهو ما أصابه بصدمة وقرر أن يوجه طاقته للعمل الفني.
نضال سياسي محدود في بداية الطريق، قابله لغز محير وقع قبل أشهر، حينما نشرت له صور بالملابس الداخلية، وهو يجلس على أحد المقاهي، وقتها استرجع الجمهور شخصيته في فيلم “يا رب ولد” حينما قال “أنا فنان بوهيمي يفعل ما يحلو له”.
وقتها تحدث راتب وأكد أنه ليس مجنونا من أجل الظهور هكذا وسط الجميع، وكل ما حدث هو أنه كان يصور مشهدا يتطلب الظهور بهذه الملابس ولكن يبدو أن أحد الأشخاص قام بالتقاط صور له ونشرها بشكل غير لائق.
أحمد راتب الذي لم يحصل على البطولة المطلقة طوال تاريخه، قدم العديد من الأدوار والأعمال التي ما كانت لتتم وتظهر في أفضل صورة دون مشاركته بها، حتى صار واحدا من أهم من قدموا الأدوار المساعدة.