(CNN)– فارق الممثل السوري تيسير السعدي الحياة في دمشق، صباح السبت 11 أكتوبر/ تشرين أوّل، عن عمر يناهز الـ97 عاماً (1917-2014)، شهد خلالها على قرابة قرنٍ من التحولات، ولم يمهله العمر ثلاث سنواتٍ أخرى ليكمل عامه المائة، فرحلَ بصمت في زمن الموت المجانيّ الذي يتربصّ بالسوريين.
رحلَ السعدي أحد روّاد فن التمثيل السوري الحقيقين، في وقتٍ ترتفع فيه الأصوات المحذّرة من مآل هذا الفن، وتردّي الدراما السوريّة، بفعل عواملَ كثيرة، ربما أكثرها خطورة مؤخراً تداعيات الحرب التي تشهدها البلاد.
تعرّف الراحل إلى جماليات فن المسرح، في مدرسة “اللاييك” بدمشق، خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وقاده شغفه بهذا الفن إلى دراسة التمثيل بالقاهرة مطلع الأربعينيات، انضم هناك إلى فرقة نجيب الريحاني بدار الأوبرا المصرّية، وشارك إلى جانب سيدّة الشاشة العربية فاتن حمامة بفيلم “الهانم” 1947، ثمّ عاد إلى الشام ليؤسس الفرقة السوريّة للتمثيل والموسيقا، وضمّت آنذاك العديد من الشباب الطموحين، وقت كان الفنّان لايزال يعاني من نظرةٍ اجتماعيةٍ دونية، وضمّت فرقته فنّان الشعب رفيق سبيعي، والقصّاص الشعبي حكمت محسن، وشكّل مع الأخير ثنائياً هاماً، كان له عميق الأُثر في ذاكرة أجيال من مستمعي إذاعة دمشق، حيث يعتبر تيسير السعدي مؤسس الدراما الإذاعية السوريّة، عبر ما أخرجه عن نصوص لمحسن، وشارك به ممثلاً في الإذاعة، لاسيما شخصيتي “صابر” و”صبرية”، الثنائي الذي شكّله السعدي مع زوجته الراحلة الممثلة صبا المحمودي.
يطغى الرصيد الإذاعي على المسيرة الفنيّة للممثل السوري الراحل تيسير السعدي، وتحسب الأعمال التي قدّمها للإذاعة السوريّة بالآلاف، أما في السينما فلم يتعّدَ حضوره المشاركة بأفلام سينمائية تجارية قليلة، وكان له مشاركات بالدراما التلفزيونية منذ أيّام الأبيض والأسود، ولعلّ أكثر ما تتذكر له الأجيال الحاليّة، دور المنجد “أبو ضاهر” في مسلسل “أيّام شاميّة” الشهير في العام 1992، كشيخ كار يحرص على تلقين أجيره المتدّرب المشاكس تقاليد المهنة، وبدا السعدي في هذا الدور حارس التقاليد الشاميّة الأصيلة، وبما يتمتّع به من نبرةٍ صوتيةٍ خاصّة تليق بحكواتي أصيل؛ لعبَ السعدي الرواي لأحداث مسلسل “الزير سالم” سنة 2000 أحد أبرز الإنتاجات التلفزيونية السورية.
غابَ بعدها تيسير السعدي عن الواجهة، وعاد ليشهد على تجربة جيله من بوّابة “نادي الذاكرة” إحدى فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وقدمّت الاحتفالية ضمن إصداراتها، كتاباً خاصّاً عن تجربته بعنوان “تيسير السعدي.. ممثل بسبعة أصوات” من تأليف ميسون علي.
بعد هذا التكريم؛ دخل السعدي مجدداً في دائرة الغياب، وسط انتقادات كثيرة طالت الممثلين السوريين لتقصيرهم بحّق روّاد الفن السوريّ، ووقتها توجّه وفدٌ منهم لزيارته، ضم جمال سليمان، وأيمن زيدان، وآخرين، وكان ذلك مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، وأواخر الشهر ذاته كرمّته جائزة “أدونيا” السوريّة بنسختها الأخيرة.
سجّل الممثل السوري الراحل تيسير السعدي آخر ظهور تلفزيوني له؛ عبر برنامجٍ “المضحك المبكي”، الذي بث خلال شهر رمضان الماضي، وروى فيه تجربته على حلقات، وكان بمثابة الشهادة الأخيرة.
رحيل الممثل تيسير السعدي “حارس الذاكرة”.. و”المضحك المبكي” عن عمر 97 عاما
ماذا تقول أنت؟
رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنانه
بس أكيد النظام قتله ….
معك حق ليلى وبصراحة ما بعرف ليش هالنظام المجرم السفاح القاتل الـ دراكولا نازل قتل بكل الناس وبنفس الوقت تارك جماعة الثورة الأبرياء الشرفاء الملائكة المبشرين بالجنة لهلأ .. غريبة شوي مو هههههههههه
الله يرحمك يا شيخ الكار
رحمك الله يا تيسير السعدي.اجمل دور له كان بالمسلسل الاذاعي صابر وصبرية.
الله يرحمه ويغفر له .
ماعرفوش.