لا يمكنك وأنت تقرأ كلماتها إلا أن تستشف روح الحياة بين السطور، وتدرك أن المرض طرق الباب الخاطئ، إذ أنه لن يلاقي أمامه سوى روح وجسد وعقل أشد من الصلابة، وإنسانة تحمل الفرح الفلسطيني في ذاكرتها ومخيلتها وصوتها.
مساء الأحد، كتبت المغنية الفلسطينية ريم بنا عبر صفحتها على فيسبوك، تقول إن “صوتها الذي عرفها جمهورها به توقف عن الغناء، وهي لا تعلم إن كان ذلك سيستمر إلى الأبد. وحتى الآن، لم يستطع الأطباء معرفة السبب بعد كل الفحوصات والصور، والتي لا تظهر أي علاقة بين مرض السرطان الذي تعاني منه وشلل الوتر اليساري الذي تسبب به عطب ما في العصب الموصول به.”
وكعادتها في بث التفاؤل والأمل، طمأنت ريم بنا، التي أصيبت بسرطان الثدي للمرة الثانية، محبيها أنها ورغم عدم قدرتها على الغناء حاليا، ستظل تقاوم وتجتهد لتحسين صوتها، الذي كان يمثل سلاحها ومهنتها ومصدر رزقها الوحيد، وستستمر في دورها كفنانة، وناشطة من أجل الحرية.
وكتبت بنا أنها يمكن أن تتجه نحو التمثيل، أو تقديم برنامج تلفزيوني، كما أنها ستستمر في التطريز الفلسطيني والكتابة.
ووعدت ريم بنا محبيها بمشروع واعد، بدأت به، وإن هي نجحت في إتمامه، فسيكون صفعة جديدة في وجه الاحتلال.
وبعد هذه التدوينة بساعة واحدة، وبعد سيل هائل من رسائل الدعم والحب من جمهورها، كتبت ريم بنا تقول: “تخافوش علي… ما دام قلبي ينبض.. سينبض صوتي من جديد… إن الأحرار لا يصمتون.”