ريم عبد الله.. نجدية تعيش “أيام النجاح”

على الرغم من أنها حققت شهرة واسعة خلال سنوات قليلة إلا أن الفنانة السعودية الشابة ريم عبد الله -المولودة في الـ20 من فبراير/شباط عام 1987- قد أثارت في موازاة ذلك كثيرا من الجدل، بل وطاردتها الشائعات، خصوصا أنها أول فتاة سعودية وتحديدا “نجدية” تدخل مجال الفن والتمثيل، وتنجح فيه بسرعة هائلة، متخذة من نجمتي الخليج؛ حياة الفهد وسعاد عبد الله، مثلا أعلى لها في سبيل تحقيق شهرة تتجاوز مجتمعها الخليجي.

أيام السراب

جاء مسلسل “أيام السراب” على MBC -الذي تؤدي ريم بطولته، وتجسد فيه شخصية “نجد”.. الفتاة التي تعاني من مشكلات عائلية لتنعكس على حياتها الشخصية- بمثابة نقلة نوعية لها، سواء على صعيد الشكل أم المضمون، على الرغم من أن شخصيتها في الأحداث جاءت شبه إعادة لما قدمته في أدوار سابقة، ولكنها كانت أقل من حيث مساحة التواجد على الشاشة، ومن ثم التأثير في الأحداث بشكل عام.

ذلك أهلها للظهور الأول لها خارج الدراما السعودية من خلال المسلسل الكويتي البدوي “وعد لزام” أمام الفنان خالد أمين وإخراج البحريني جمعان الرويعي، المقرر عرضه في رمضان المقبل، وتجسد فيه شخصية “نورا” التي تدور حولها أحداث المسلسل الذي يتناول للمرة الأولى بادية الجزيرة العربية بشكلها الواقعي، الذي يعكس تاريخ القيم والأخلاق النبيلة لأهل الخليج.

ويُعد العمل واحدا من بين عروض كثيرة انهالت عليها عقب “أيام السراب”، وصادفت لديها رغبة في التنوع في الأعمال التي تقدمها من حيث المؤلفين والمخرجين وشركات الإنتاج، ومن ثم كسب مزيد من الخبرة.

لا تأبه بالشكل

تملك ريم طموحا كبيرا في تقديم كل ما هو جديد وثري، وتبحث دائما عمّا يضيف إليها، وتؤكد أن طموحها الكبير يدفعها إلى تقديم الجديد والجيد في آن واحد، ويجعلها تحرص دائما على المشاركة في أعمال قوية وبأدوار تخدم تطلعاتها.

وتشير إلى أنها لا تعتمد على جمالها وشكلها في المقام الأول ولكن على أدوارها، وتعتبر حياة الفهد وسعاد عبد الله أستاذتين لها في مجال الفن، وتحاول الاقتداء بهما، نظرا لما تتمتعان به من تاريخ عريق في المجال ذاته، ومشوار فني طويل يُحتذى به.

وعلى رغم تميزها في الشخصيات الكوميدية التي تتطلب من صاحبها قدرات خاصة في سرعة البديهة والتلقائية وأحيانا وضع اللمسات الخاصة بصاحبها، إلا أنه يبدو للمتابع لأعمالها أنها تملك قدرات كبيرة على التكيف مع باقي الأدوار الأخرى التي يطلب منها تجسيدها، شريطة احتواء النص على أماكن في السيناريو أو الحوار تبرز قدراتها هذه، كما حدث في شخصية “الشيخة الفت” التي اشتهرت بها، ولاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.

ومثلها مثل الكثير من الفنانات اللاتي يتمتعن بملامح جميلة تُتهم بأنها مغرورة تارة، وأنها اتجهت إلى التمثيل بحثا عن المال تارة أخرى، وترجع الاتهام الأول إلى جديتها الشديدة في أثناء العمل، وحرصها على خروجه بصورة طيبة ترضيها وترضي القائمين على العمل، كما تلفت إلى أنها لم تدخل الفن للكسب المادي ولكن لإشباع هوايتها وإثبات وجودها.

ولا تزال تلاحقها شائعة أنها ابنة الفنان عبد الله السدحان، ووصلت الأمور إلى قيام أحد الأشخاص بتصوير جواز سفرها وتوزيعه على عدد من المواقع الإلكترونية لينفي هذه الشائعة.

هواية مبكرة وشهرة إلكترونية

عشقت ريم التمثيل منذ صغرها؛ إذ كانت تشاهد الأفلام القديمة، وتتخيل كما لو كانت واحدة من بطلاتها، أو أنها تقف على المسرح ويصفق لها الجمهور فور دخولها وعقب إسدال الستارة.

وعلى الرغم من مولدها في مجتمع لا يرحب كثيرا باتجاه أبنائه وخصوصا الفتيات للفن بشكل عام إلا أنها وجدت دعما كبيرا من أسرتها، جعلها تطمئن إلى أنها يمكن أن تجد متنفسا لهوايتها فيما بعد، وهو ما تحقق من خلال مشاركاتها بأدوار صغيرة في عدة حلقات في برنامج “cbm”، وكان أداؤها فيها رائعا و”طاش ما طاش”.

كما شاركت في مسلسلات “أسوار2″ و”الساكنات في قلوبنا” و”جاري يا حمودة” قبل أن تزداد مساحة أدوارها في “بيني وبينك”، لتصل إلى البطولة المطلقة في “عمشة بنت عماشة”.

ولا يخفي على أحد أن شركات الإنتاج السعودية دعمتها، وذللت لها كثيرا من الصعاب التي كان يمكن أن تعرقلها طويلا، وكان للمخرج سائد الهواري دور رائع في صقل موهبتها الفنية.

وتحظى ريم بشعبية كبيرة على الموقع الاجتماعي الشهير “فيس بوك”؛ إذ تجاوز عدد المعجبين بها أكثر من 100 ألف شخص، وهو أعلى رقم تصل إليه شخصية سعودية على هذا الموقع، وأعلى رقم تصل إليه شخصية فنية في الخليج العربي أيضا، علما بأنها وقعت فريسة لعديد من الانتقادات على الموقع ذاته، حين نشرت صورها على موقعها الخاص.