من منا لا يذكر الأدوار المميزة التي قدمها الفنان الراحل نجاح الموجي؟ من منا لا يذكر أغنية “اتفضل من غير مطرود” من فيلم “أيام الغضب” عام 1989؟ رغم مرور 23 عاماً على رحيل الفنان المصري نجاح الموجي 25 في سبتمبر عام 1998. إلا أنه لا يزال موجود في ضمير الجمهور العربي.
وفي حياة الموجي الكثير من المحطات المؤلمة والأزمات التي مر بها على مدار مشواره الفني، ولعل أشهرها أزمته من المطربة أنغام
قاضته أنغام بسبب تقليدها
حيث أن نجاح الموجي كان يتمتع بقدرة مميزة على الارتجال، ووقت انتعاش المسرح التجاري كان هناك «سينة» مميزة -وسينة هنا تعني منطقة أو بلوك كوميدي يخرج فيه الممثل عن النص-، ومن أشهر السينات كانت السخرية من المطربين وأغانيهم، والأغنية الشبابية في ذلك الوقت، وهو ما فعله نجاح في إحدى مسرحياته وتحديدًا مسرحية «لا مؤاخذة يا منعم» حيث سخر من أغلب المطربين وتحديدًا الفنانة أنغام التي أطلق عليها “ألغام”.
ووصل الأمر إلى أن رفعت الفنانة أنغام قضية عليه ووجهت إليه تهمة السب والقذف، إلا أن المحكمة قضت ببراءته
أزماته مع الرقابة
واجه الفنان نجاح الموجى العديد من الأزمات الفنية مع الرقابة من أهمها: تصريحاته ضد الحزب الوطني خلال عرض فيلم “التحويلة”، وخروجه عن النص في الكثير من أعماله المسرحية.
كما أصدر شريط «كاسيت» يضم 6 أغاني على طريقة المنولوجات التي اشتهر بتقديمها، ولكن الرقابة رفضت إجازة الشريط وتوزيعه في الأسواق،
وظيفة نجاح الموجي قبل التمثيل
عمل الموجى في وزارة الثقافة بمؤهله بجانب عمله بالفن إلى أن وصل إلى منصب وكيل أول وزارة الثقافة.
بدأ الموجي حياته الفنية مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح فى أواخر الستينيات، بعد أن اسند إليه المخرج الكبير الراحل “محمد سالم” والفنان “جورج سيدهم” دورا هاما فى مسرحية “فندق الأشغال الشاقة” التى خطفت الأنظار إليه من خلالها، قدم بعد تركه الثلاثي برنامج إذاعي “مسرح الكاريكاتير” ولاقي نجاحاً كبيراً.
أعمال نجاح الموجي
وقدم أكثر من 150 عملًا أكثرها على المسرح، وبدأ مشواره الفني مع فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» في نهاية الستينيات، وكان أول أعماله على المسرح مسرحية «فندق الأشغال الشاقة» في عام 1969 مع المخرج محمد سالم.
وكانت «مسرحية المتزوجون» من أشهر أعماله المسرحية مع المخرج الكبير حسن عبدالسلام. بجانب مسرحيات أخرى قام ببطولتها مثل لا مؤاخذة يا منعم، الأنون وسيادته، خد الفلوس واجري، مولد سيدي المرعب، المهزلة وغيرها من الأعمال.
كما قدم عددا من الأعمال التلفيزيونية أشهرها: «عباسية واحد، الشارع الجديد، بوابة الحلواني» وقدم عددا من الأفلام ابتعد في الكوميديا عن بعضها وقدم أدوارًا شديدة التعقيد أكدت موهبته كممثل وحدث ذلك في أفلام مثل: الحريف، الكيت كات، ليه يا بنفسج، طاطا وريكا وكاظم بيه، وغيرها من الأعمال المتميزة.
مشهد وفاته المؤلم
توفي الفنان القدير الكوميدي نجاح الموجي بعد صرخات متعددة بجانب شرفة غرفته، فجر يوم الجمعة الموافق 25 سبتمبر عام 1998 بالقاهرة، وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية فاجأته بعد عودته إلى منزله من المسرح حيث كان يقوم بدوره في مسرحية “سيدي المرعب”،
وعملت إبنته الاعلامية “آيتن الموجي” التي عاشت مع والدها الساعات الأخيرة في حياته، وذلك عندما تعرض لوعكة صحية مفاجئة جعلته يقترب من شرفة الشقة يضرب بيديه ويصرخ عاليًا مرددًا: «يا رب».
ولكن بعد محاولات كثيرة من ابنته أيتن لإنقاذه، فشلت أيتن في إحضار عربات الإسعاف التي قد وجدت إحداها معطلة والأخرى سائقها في إجازة، فلم تجد مفر غير النزول من البيت والبحث عن طبيب فعادت وجدته جثة هامدة قد فارق الحياة عمر ناهز 53 عاما، وشيعت الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر إلى المقابر الخاصة به.
وكانت آخر الأعمال التي شارك بها نجاح الموجي قبل وفاته، هو مسلسل “الشارع الجديد” في عام 1997، وبعدها بعام قدم آخر مسلسل ظهر به وهو “نحن لا نزرع الشوك”. وعلى الرغم من نجاحه إلا أنه لم يحصد الكثير من الجوائز، فحصل على أحسن ممثل عن دوره في فيلم “أيام الغضب”، وذلك من مهرجان دمشق.